هل يتقيد بالدعاء المأثور عن النبي - صلى الله عليه وسلم-
الناقل :
SunSet
| الكاتب الأصلى :
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
الدعاء المأثور عن النبي - صلى الله عليه وسلم- هل يشترط أداؤه نصاً ولا يجوز أن ينقص منه شيء؟
الدعاء مستحب إذا دعا به كله، أو دعا ببعضه، أو تركه ما يلزم به، إذا كان مو فرض، أما الدعاء لمفروض مثل: "رب اغفر لي" بين السجدتين، هذا يأتي به بين السجدتين، وكذلك الدعاء، التعوذ من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ينبغي أن يأتي به، لأنه السنة مؤكدة وقد رأى بعض أهل العلم فرضيته، فينبغي له أن لا يدعه في الصلاة، اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، في التشهد الأخير قبل أن يسلم، وأما الدعوات الأخرى التي ليست فرضاً فهو مخير، كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يدعو في صلاته: (اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره)، يدعو بهذا السجود، إن دعا به فلا بأس، وإن تركه فلا بأس، واكتفى بقوله: رب اغفر لي، إذا اكتفى بقول: رب اغفر لي أجزأ ذلك، وإذا قال: اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، أجزأ، وإن كمل فهو أفضل، وهكذا بقية الدعوات إن كان يدعو يقول اللهم ..... النبي - صلى الله عليه وسلم- في دعواته، كأن يقول: اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، ومع أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعملي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيءٍ قدير، هذا من دعاءه المحفوظ عنه عليه الصلاة والسلام، فإذا دعا به في الصلاة، أو في خارج الصلاة أو دعا ببعضه فلا بأس في ذلك، وهكذا من دعائه العظيم: (اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحةً لي من كل شر) هذا دعاء عظيم رواه مسلم في الصحيح، فإذا دعا به في سجوده أو دعا به في آخر التحيات، أو دعا به في خارج الصلاة كله طيب، ولو دعا ببعضه فلا حرج في ذلك، لو قال: اللهم أصلح لي ديني كله، اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري واقتصر صح، لكن الأفضل أن يدعو بهذا الدعاء العظيم كله، يأتي به كله، هذا دعاء عظيم. إنما إذا نقص منه كلمات لا يتأثر؟ ما يضر، ما دام أتى بدعوةٍ كاملة، دعوةٍ ليس فيها نقص، الحمد لله. وليس هناك إثم في النقص في الدعاء المأثور؟ نعم. والحمد لله. بالنسبة لمفهوم العدد في التسبيح؟ هل هو لازم أم أنه لا يتأثر بالزيادة؟ السنة أن يأتي بالذكر المشروع على وجهه، وإذا أحب أن يزيد بعد ذلك فلا بأس، يأتي مثلاً بعد الصلوات بالتسبيح والتحميد والتكبير ثلاثاً وثلاثين، ويختم المائة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، أو يختمها بالتكبيرة الرابعة والثلاثين أو لا يأتي بهذا ولا هذا يقتصر على تسع وتسعين، يعني ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، وثلاثاً وثلاثين تحميدة، وثلاثاً وثلاثين تكبيرة، لا بأس في ذلك، وإذا أحب أن يزيد يأتي بالمائة بتكبيرة لا حرج في ذلك، لكن يأتي بالأمر المشروع الذي شرعه الله أولاً ناوياً اتباع السنة، وإذ أحب أن يزيد بعد ذلك فلا حرج. قد يعجز بعض الناس سماحة الشيخ عن الضبط؟ يعمل باجتهاده، يبني على غالب ظنه، يعني على الأقل أحسن له، يبني على الأقل وهو ما يسمونه اليقين، يعني يبني على اليقين وليس بلازم، هذا هو الأفضل، مثلاً شك هو أتى بتسع وتسعين أو نقص واحدة، يزيد واحدة، أو شك أنه هل أتى بثمانين أو تسعين يدعها ثمانين ويكمل، وهكذا، أو قال رب اغفر لي وشك وأتى بها ثلاث أو ثنتين يأتي بها ثلاثة أفضل، وهكذا سبحان ربي العظيم في الركوع، سبحان ربي الأعلى في السجود، شك هل قالها ثنتين أو ثلاث، يجعلها ثنتين ويأتي بثالثة أفضل، وإلا فالواجب مرة، الواجب سبحان ربي العظيم في الركوع مرة واحدة، وفي السجود سبحان ربي الأعلى مرة واحدة، لكن إذا أتى بها ثلاث يكون أفضل، وإذا أتى بها خمس فهو أفضل، وهكذا كلما زاد فهو أفضل. لكن الإمام يراعي عدم المشقة على المأمومين، إذا أتى بها خمساً أو سبعاً أو عشراً يكتفى بذلك حتى لا يشق على المأمومين، أما المأموم فإنه يأتي بالتسبيح والدعاء حتى يرفع إمامه. إذاً نص الرسول عليه الصلاة والسلام على الثلاثة والثلاثين ونصه عليه أفضل الصلاة والسلام على التسع والتسعين والختام بالمائة لا يؤثر إذا زاد العبد عن هذا من باب التأكد أنه أتى بالمطلوب؟ نعم، إذا زاد عليها بقصد الرغبة في الخير فلا بأس، يكتب له أجره هذا الذي أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم- وما زاد يعطى أجره من عند الله جل وعلا.