تركت شركة "ياهو" صاحبة ثانى أكبر محرك بحث في العالم، العروض المغرية التي تنهال عليها في الفترة الأخيرة، وأعلنت عن اعتزامها طرح خدمة جديدة من المتوقع أن تلاقى رواجا كبيراً بين مستخدميها، وتتمثل في إتاحة الفرصة للمستخدمين في إدارة جميع المعلومات الشخصية الخاصة بهم، مع إمكانية تبادل البيانات مع الأصدقاء على الشبكة العنكبوتية، كما يحدث تماماً بالمواقع الإجتماعية.
وذكرت صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية اليومية في نسختها الإلكترونية، أن ياهو تهدف من وراء هذه الخدمة اللحاق بركب المواقع الإجتماعية الشهيرة مثل "فيس بوك" و "ماي سبيس"، حيث تتيح هذه المواقع للمستخدم التحكم الكامل في صفحته الشخصية من حيث عرض البيانات الشخصية، وتبادل الصور والكليبات والرسائل، وإتاحتها لجميع أعضاء الشبكة، ومن المقرر أن تطرح ياهو الخدمة الجديدة بحلول عام 2009. وأشارت الصحيفة إلى أن فكرة المواقع الإجتماعية بالنسبة لـ"ياهو" ليست وليدت اللحظة، بل بدأت رحلتها من خلال خدمة "فلكر" www.flickr.com التي طرحتها الشركة في عام 2005، والتي تتيح للمشتركين تبادل الصور و الفيديو، وحفظها وتنظيمها، كما تعتبر أيضاً جمعية لهواة التصوير على الإنترنت، وبالإضافة إلى كونه موقعا مشهورا للتشارك في الصور الشخصية، ويتم استخدام الموقع من قبل المدونين من خلال إعادة استخدام الصور الموجودة فيه. وتطرقت الصحيفة إلى العرض الذي تلقته "ياهو" في الفترة الأخيرة، من شركة مايكروسوفت الأمريكية، والذي لازال قيد البحث، والذي يتمثل في إدارة الأخيرة لعملية نشر الإعلانات بجوار نتائج عمليات البحث التي تجرى من خلال محركها البحثي.
وتضرب ياهو بهذه الخطوة بتهديدات مايكروسوفت عرض الحائط بعد أن رفضت الأولى عرض الاندماج الذي تقدمت به الثانية بمبلغ 41 مليار دولار، وهو ما دفع عملاق البرمجيات إلى التهديد باللجوء للأساليب غير المباشرة للاستحواذ على الشركة من خلال شراء الأسهم من المشاركين وحل مجلس الإدارة.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر لم تذكر اسمها قولها إن تلك الخطوة التى تعتزم من خلالها "ياهو" إسناد نشر الإعلانات بجوار نتائج عمليات البحث التى تتم من خلالها ستمكنها من التركيز على مجال نشر إعلانات العلامات التجارية التي تحتل فيها موقعاً أقوى.
وأشارت الصحيفة إلى أن التعاون بين الشركتين لا يعني بالضرورة إبعاد شبح استحواذ " مايكروسوفت " على ياهو، حيث يمكن أن تنسحب " ياهو " ببساطة من الاتفاق في حال قيام " مايكروسوفت " بشرائها. وكانت " ياهو " دشنت قبل أيام اختبارا محدوداً لاستخدام تكنولوجيا " جوجل " لنشر الإعلانات أثناء القيام بعمليات البحث على الإنترنت. وذكرت " ياهو " في بيان لها أن هذا الاختبار سيستمر لمدة أسبوعين، ولن يشمل سوى13% فقط من عمليات البحث التي تجرى عبر محركها على الإنترنت في الولايات المتحدة، الأمر الذي شهد ردا حادا من "مايكروسوفت" التي حذرت من أن أي شراكة بين "ياهو وجوجل" ستغطي نحو 90% من سوق الإعلان على الإنترنت. وفي حالة اتمام الصفقة فسيكون اندماج مايكروسوفت وياهو أكبر اندماج على الاطلاق بين شركتين تعملان في تكنولوجيا الكمبيوتر. وكانت اجتماعات قد عقدت على مدى يناير الماضي ، قام خلالها مجلس إدارة ياهو بدراسة البدائل التي قد تكون متاحة أمام الشركة بخلاف قبول عرض مايكروسوفت، وتضمن عرض مايكروسوف عندما أعلن أول مرة الأسبوع الماضي علاوة سعرية تزيد 62 في المئة عن مستوى سهم ياهو. وفكرت ياهو في تحالف بديل مع شركة جوجل عملاق محركات البحث على الانترنت للحفاظ على استقلالها، وفي حالة مضيها قدماً في عرض مايكروسوفت فمن المتوقع أن تسعى للحصول على سعر أعلى من السعر الحالي الذي سيدفع جزء منه نقدا وجزء في شكل أسهم.