حكم إظهار الفتاة لوجهها وكفيها في المدرسة

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز | المصدر : www.binbaz.org.sa

 

بالزر الأيمن ثم حفظ باسم

أنا فتاة ارتدي النقاب، ولكن عندنا في السودان لا يقبلون منا تغطية الوجه في المدرسة، بل يمنعون الطالبة من التعليم، ويمنعونا من لبس الجلباب الأسود في أثناء الدراسة، فما الحكم في إظهار الوجه والكفين في المدرسة، علماً أن المدرسين رجال، وإذا تركنا الدراسة نكون أميين؟ أفيدونا أفادكم الله.


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فلا ريب أن التعليم أمر لازم يجب على الرجل وعلى المرأة أن يتعلما ما لا يسعهما جهله، كالعقيدة الإسلامية ومعرفة ما أوجب الله على الجميع من الصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك، وما حرم الله على الجميع كل هذا أمر لازم، ويجب على ولاة الأمور أن يسهلوا التعليم لرجال الشعب ونسائه، وأن يلزموهم بأمر الله وأن يمنعوهم مما حرم الله. أما السفور فهو موضوع اختلف فيه العلماء، منهم من أجاز السفور للوجه والكفين إذا لم يكن هناك فتنة من تجمُّل بالكحل أو بالمساحيق التي تدعو إلى الفتنة. ومن أهل العلم من منع ذلك مطلقاً، وهذا قول أصح وأظهر في الأدلة الشرعية؛ لأن الله يقول سبحانه وتعالى: ..وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ.. (53) سورة الأحزاب، وهذا يعم المدرسات والطالبات وجميع النساء، وقال سبحانه وتعالى: ..وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ.. الآية (31) سورة النــور، وفي الصحيحين عن عائشة - رضي الله عنها - ما يدل على أن المرأة كانت قبل الحجاب تكشف وجهها فلما فرض الحجاب غطت المرأة وجهها، قالت في صفوان بن المعطل لما رآها في غزوة الإفك قالت: (كان قد رآني قبل الحجاب فلما سمعت صوته خمرت وجهي) فهذا يدل على أنهن كن قبل الحجاب يكشفن وجوههن فلما أنزل الله آية الحجاب أمرن بستر الوجه، وهكذا الكفان؛ لأن الكفين عورة أيضاً. فالحاصل أنه ينبغي للمؤمنة أن تجتهد في الحجاب ولو كانت طالبة، ولا تستجب لمن طلب منها الكشف؛ لأن ذلك يضرها ويسبب الفتنة فيها. والتعليم يمكن أن يكون في البيت ويمكن أن يكون من طريق النساء ولو في أيام معدودة؛ لأن المقصود معرفة ما أوجب الله وما حرم الله، فإذا تيسر ذلك من طريق النساء في البيت فهذا هو الواجب، أما اختلاطهن بالشباب مع الكشف فهذا منكر عظيم لا يجوز؛ لأنه يسبب فتنة كثيرة، فالاختلاط بين الشاب والشابة في كراسي الدراسة منكر وكشف الحجاب وعدم التستر منكر آخر في أصح قولي العلماء. فالواجب على الطالبات أن يبتعدن عن هذا الأمر ولو لم يتعلمن، إذا كان التعلم يقتضي الاختلاط بالشباب في كراسي الدراسة أو يقتضي كشف الحجاب وعدم التستر. رزق الله الجميع الهداية والتوفيق، ووفق حكام المسلمين لما فيه صلاح الأمة ونجاتها شباباً وشيباً ورجالاً ونساءً. والله أعلم.