عاد الأنصار الاثنا عشر إلى يثرب ومعهم السفير القدوة مصعب بن عمير، وكانت يثرب منذ عام واحد غارقة في دم الأوس والخزرج؛ فقام الأنصار وضيفهم بجهد منظم ورائع يفوق الوصف، فماذا فعلوا؟
نزل مصعب بن عمير t في ضيافة أسعد بن زرارة الخزرجي t، وهو من أهل بيعة العقبة الأولى، بل من الستة الذين أسلموا أول الأمر على يد رسول الله ، ولم يكن يتجاوز الثلاثين عند إسلامه ولكن حكمته فاقت حكمة الشيوخ، ولم يبق في الإسلام إلا أربع سنوات فقط ولكنه قدم فيها ما لم يقدمه غيره في عشرات السنين.
كان أسعد بن زرارة t يأخذ مصعب بن عمير إلى كل بقعة في يثرب، يدخل به في كل بيت، في كل ملتقى، في كل شارع، في كل حديقة، لا يترك أحدًا إلا وقدم له مصعب بن عمير t، ثم يبدأ مصعب في التعريف بالإسلام وقراءة القرآن حتى عُرف مصعب في المدينة بالمقرئ. أدوار متكاملة، مصعب بغير أسعد بن زرارة لن يستطيع أن يحضر مجالس أهل يثرب، وأسعد بغير مصعب لا يستطيع أن يقنع الناس بحلاوة الإسلام، رجل يمهد الطريق وآخر يسير فيه، رجل يجمع المستمعين وآخر يخطب ويتكلم ويشرح ويفسر.
قد يعتقد بعض الناس أن الداعية هو الخطيب المفوه والمتحدث البليغ، لكن سبحان الله! لم يكن أسعد بن زرارة داعية بهذا التعريف، ولكنه داعية، وداعية عظيم، ولكن له وظيفة أخرى لا تقل أهمية عن وظيفة المقرئ مصعب بن عمير، وهذه فضيلة العمل الجماعي المنظم، دين الإسلام دين عظيم يستخدم كل المواهب لنفع الأرض ولخدمة الدين ولبناء الأمة. ويُحسب أيضًا لأسعد بن زرارة t أنه لم يكن يأخذ مصعب بن عمير لديار الخزرج فقط، بل كان يأخذه أيضًا إلى ديار الأوس، القبيلة التي ما جفت سيوفها بعدُ من دماء الخزرجيين، وكذلك ما جفت سيوف الخزرج من دماء الأوس، ولكنه تناسى تمامًا كل الشحناء والبغضاء القديمة، وأدرك حقيقة الدنيا وقيمتها بالنسبة للآخرة، فعلم أن التنافس على هذه الدنيا نوع من الحماقة وأن العمل للآخرة هو الذي يبقى، وعمله مع الأوس سيبقى كما سيبقى عمله مع الخزرج، بل لعله أثقل في ميزان الله ؛ لأنه أصعب، والأجر على قدر المشقة.
ومن أجمل وأروع وأعظم ما حدث مع أسعد ومصعب هو دعوتهما لأسيد بن حضير ولسعد بن معاذ رضي الله عنهما، وهما سيدا بني عبد الأشهل من قبيلة الأوس، لقد ذهب أسعد بن زرارة بمصعب بن عمير إلى عقر دار الأوس، ذهبا إلى حديقة للأوس وجلس به هناك وجمع له ما استطاع من الخزرج، وأخذ مصعب بن عمير يقرأ لهم القرآن ويعلمهم الإسلام.
كل هذا وسادة الأوس في الحديقة: أسيد بن حضير وسعد بن معاذ، وكانا آنذاك على الشرك، سمع سعد بن معاذ بأمر مصعب وأسعد بن زرارة فغضب وهمَّ أن يذهب إليهما فيطردهما من الحديقة، ولكنه توقف لكون أسعد بن زرارة ابن خالته، فقال سعد بن معاذ لأسيد بن حضير: اذهب إلى هذين اللذين قد أتيا ليسفها ضعفاءنا فازجرهما، وانْهَهُما عن أن يأتيا دارينا، فإن أسعد بن زرارة ابن خالتي، ولولا ذلك لكفيتك هذا.
فأخذ أسيد حربته وأقبل إليهما، فلما رآه أسعد قال لمصعب: هذا سيد قومه قد جاءك، فاصدق الله فيه. وهذا أمر عظيم من أسعد t، فمصعب هو المقرئ وهو المعلم وهو السابق ولكن {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 55]. ويدل أيضًا على وضوح الرؤية عند أسعد t، وعلمه أن الهداية من عند الله. قال مصعب لأسعد: إن يجلس أكلمه. وجاء أسيد ووقف عليهما متشتمًا وقال: ما جاء بكما إلينا؟ تسفهان ضعفاءنا؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة. كلام شديد وغليظ، ولكن هذا الكلام لم يستثر مصعب بن عمير ولم يستفزه، داعية حكيم، كما أن الكلام لم يستفز أسعد، ولو قيل هذا الكلام أيام جاهليته لسالت فيه دماء، ولكن هذا هو حِلْم الإسلام.
ثم تكلم مصعب فقال في هدوء عجيب: أوَ تجلس فتسمع؟ فإن رضيت أمرًا قبلته، وإن كرهته كُفَّ عنك ما تكره. فقال أُسَيْد بن حضير: أنصفت. ثم ركز حربته وجلس يستمع، وهذه نقطة لا بد أن تلفت الأنظار، لقد كان من الممكن أن يرفض أسيد السماع من الأصل، ولكن الواضح أنه ليس بمتكبر، ومن كانت هذه هيئته فيرُجى له الإيمان، ثم بدأ مصعب يتكلم بالإسلام ويقرأ القرآن، ووقعت كلمات الرحمن في قلب أسيد بن حضير، ما هذا الكلام؟ ما أروعه! كيف غاب عنه قبل ذلك؟ وظهرت انفعالات أسيد الداخلية على وجهه، حتى قال أسعد: فوالله لعرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم في إشراقه وتهلله. لقد استضاء وجه أسيد لما نوَّر الله قلبه بالإيمان، الرجل هو الرجل ولكنه فقط آمن.
قال أسيد بن حضير: ما أحسن هذا وأجمله! كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين؟
يا الله! موقف عجيب، وإن الإنسان ليَحَارُ من موقف هذا الصحابي العظيم أسيد بن حضير، والحق أنني لا أستطيع أن أصف العظمة التي وصل إليها هذا الصحابي الجليل، هل أصف تواضعه الجمَّ؟ هل أصف رضوخه للحق عند أول ظهوره؟ هل أصف سرعة اتخاذه القرار في المواقف الحاسمة؟ الرجل كان يقف متشتمًا، مستعدًّا لقتال، متجهزًا لحرب، ثم سمع كلمات قلائل ماذا سمع؟ مهما سمع فكم عدد الكلمات التي سمعها؟ إنها قليلة، قليلة، ولكنها من كلمات الرحمن فغيرت كلية في كيان الرجل، وفي لحظة ترك دينه الذي عاش عليه سنوات وسنوات، ترك دين آبائه وأجداده، وقف معاديًا لكل مشركي الأرض بما فيهم قومه وعشيرته، موقف عظيم! عظيم، عظيم.
كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين؟
قالا له: تغتسل، وتطهر ثوبك، ثم تشهد شهادة الحق، ثم تصلي ركعتين.
فقام واغتسل، وطهر ثوبه، وتشهد، وصلى ركعتين.
الآن أصبح أسيد بن حضير مسلمًا، سبحان الله، بهذه السهولة، شعر أسيد بن حضير بحلاوة الإيمان، وأراد أن ينقل هذه الحلاوة إلى أحبابه، لم يصبح مسلمًا فقط بل أصبح داعية.
قال أسيد: إن ورائي رجلاً، إن تبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه، وسأرشده إليكما الآن. يقصد من؟ يقصد سعد بن معاذ سيد الأوس، وقام أسيد بن حضير t وأخذ حربته وانصرف إلى سعد بن معاذ وجاءه وهو يجلس بين قومه، وسعد بن معاذ رجل ذكي لماح، فقال بعد نظرة واحدة إلى أسيد: أحلف بالله لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم. وصدق سعد، لقد ذهب بوجه كافر وعاد بوجه مؤمن، وشتان.
فلما وقف أسيد على القوم قال له سعد: ما فعلت؟
هنا أخذ أسيد بن حضير t يفكر، لو ذكرت له أنني آمنت بالله وبالإسلام، فقد يغضب ويثور، وليست المشكلة في غضبه وثورته أنه قد يؤذيني، ولكن المشكلة أنه لن يسمع ما سمعت، فماذا أفعل؟ فقرر أسيد بن حضير أن يقوم بحيلة يدفع بها سعد بن معاذ دفعًا إلى مجلس مصعب بن عمير، وهو على يقين أنه إن سمع ما سمع فسوف يؤمن، فهذا كلام لا يقاومه عاقل.
قال أسيد: كلمت الرجلين، فوالله ما رأيت بهما بأسًا، وقد نهيتهما فقالا: نفعل ما أحببت. ثم بدا لأسيد أن يكذب كذبة تدفع سعدًا إلى مجلس مصعب وأسعد بن زرارة، فقال: وقد حُدِّثْتُ أن بني حارثة (فرع من الأوس) خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه، وذلك أنهم قد عرفوا أنه ابن خالتك ؛ ليخفروك.(أي يريدون إهانتك وتقليل شأنك)، فقام سعد مغضبًا وأخذ حربته وخرج إليهما.
فلما ذهب إلى هناك وجدهما يجلسان في أمان، وليس هناك أثر لبني حارثة أو غيرهم فأدرك أن أسيدًا فعل حيلة حتى يدفعه إليهما، فرآه أسعد من بعيد فلم يجزع، ولكن قال لمصعب: جاءك والله سيدٌ، من ورائه قومه، إن يتبعك لم يتخلف عنك منهم أحد.
فلما ذهب إليهما سعد بن معاذ وقف عليهما متشتمًا ورفع صوته عليهما وهو يخاطب أسعد بن زرارة t ويقول: والله يا أبا أمامة، لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رُمْتَ هذا مني، تغشانا في دارنا بما نكره؟
هنا تدخل مصعب للحديث ولم يعطِ فرصة لأسعد للرد حتى لا يتأزم الموقف، فقال في حكمة: أوَ تقعد فتسمع؟ فإن رضيت أمرًا قبلته، وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره. قال سعد بن معاذ: أنصفت.
الله أكبر! يبدو أنه من نفس طبيعة أسيد بن حضير t.
فركز سعد بن معاذ حربته ثم جلس فتكلم مصعب بالإسلام وقرأ عليه القرآن، ووقعت الكلمات في قلب سعد بن معاذ كما وقعت في قلب أسيد بن حضير t، حتى قال أسعد بن زرارة t: فعرفنا والله في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم في إشراقه وتهلله. ثم قال سعد بن معاذ: كيف تصنعون إذا أسلمتم؟
سبحان الله! هذا القرآن عجيب، والله عجيب.. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57].
فعلاً القرآن شفاء، وهل هناك مرض أشد من الكفر؟ وها هو سعد بن معاذ t يتحول من كافر لا يساوي عند الله شيئًا إلى مؤمن يهتز عرش الرحمن لموته، كيف؟ بالقرآن، بالإسلام، باتباع الرسول ، بتغيير الهدف والوجهة، بدلاً من كل أعراض الدنيا، أصبح الهدف هو الله والجنة.
كيف تصنعون إذا أسلمتم؟
قالا: تغتسل وتطهر ثوبك، ثم تشهد شهادة الحق ثم تصلي ركعتين.
ففعل ذلك سعد وأصبح مسلمًا.
وكما تحول أسيد بن حضير t من كافر إلى مؤمن إلى داعية، فكذلك تحول سعد بن معاذ من كافر إلى مؤمن إلى داعية، وإذا كان أسيد بن حضير t قد دعا رجلاً واحدًا هو سعد بن معاذ t، فإن سعد بن معاذ فعل ما هو أعجب من ذلك، لقد أخذ حربته وأقبل على قومه الذين كان يجلس معهم منذ ساعة أو أقل، فلما رأوه لاحظوا الفرق الهائل في شكله وهيئته فقالوا: نحلف بالله، لقد رجع بغير الوجه الذي ذهب به. وقف عليهم سعد بن معاذ وقال: يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟
قالوا: سيدنا، وأفضلنا رأيًا، وأيمننا نقيبةً.
قال سعد في صرامة ووضوح: فإن كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله.
مفاصلة كاملة عجيبة، الرجل زعيم وسيد وأمير، له وضع اجتماعي مرموق جدًّا، ماذا يحدث لو رفض قومه كلامه؟ إنه سيصبح وحيدًا وسيختارون سيدًا غيره، ولكن سبحان الله، لقد أصبحت الدنيا بأسرها في عين سعد تافهة حقيرة قليلة، ثم إنه منذ قليل رأى قدوة حسنة مرت بنفس التجربة ونجحت.
رأى مصعب بن عمير t الفتى الذي كان مدللاً مترفًا منعمًا ولكنه كان مشركًا، رآه الآن قد تخشّف جلده وتخشنت ثيابه ولكنه أصبح مؤمنًا عالمًا تقيًّا ورعًا، اشتاقت نفسه أن يكون على هذه الصورة البهية، اشتاقت نفسه أن يترك حياة اللهو والمال والسيادة والدنيا إلى حياة الجد والجهاد والدين والجنة، عظمت في عينه الأهداف، وشعر أن ما مضى من حياته كان عمرًا ضائعًا، وأصبح كل همه ألاّ يضيع عمره الباقي.
إن كلام رجالكم ونسائكم عليَّ حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله.
مفاصلة كاملة، فماذا كانت النتيجة؟ انظر وتأمل:
يقول الراوي: فما أمسى فيهم رجل ولا امرأة إلا مسلمًا ومسلمة إلا رجلاً واحدًا تأخر إسلامه إلى يوم أُحُد وهو الأصيرم.
وانظر وتعجب.. لقد أدخل سعد بن معاذ قبيلة بأكملها في الإسلام، قبيلة بأكملها، برجالها ونسائها وأطفالها وخيولها وسلاحها وأرضها، سبحان الله! أي نصر وأي تمكين هذا الذي فعله الله للمؤمنين بين لحظة وأخرى، كنا في لحظة ما عشرات، فأصبحنا في اللحظة التالية مئات ومئات، لحظة التمكين بيد الله ، مهما ضعف المسلمون فالله قادر أن ينزل نصره في لحظة وبالطريقة التي يريد، ولكن المهم أن يعمل المسلمون كما عمل مصعب وأسعد، وسينزل نصر الله برجل مثل سعد وبقبيلة أو جماعة أو دولة مثل الأوس.
ثم انظر.. أي أجر هائل حصله سعد بن معاذ t في لحظة واحدة، إنها الدعوة يا إخواني، الإيمان الذي آمنه بنو عبد الأشهل، والصلاة التي يصلونها والزكاة التي يدفعونها والجهاد الذي يجاهدونه والخير الذي يقومون به، هم وذرياتهم ومن كانوا سببًا في إسلامهم، كل هذا في ميزان سعد بن معاذ t، فتخيل. ثم إن كل ذلك في ميزان أسيد بن حضير t الذي أتى بسعد بن معاذ t، ثم إن كل ذلك في ميزان مصعب وأسعد -رضي الله عنهما- اللذين دعوا أسيد بن حضير إلى الإسلام.
روى الإمام مسلم عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله : "مَنْ دَعَا إلى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إلى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا".
لذلك يقول الله : {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إلى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصِّلت: 33].
استمر مصعب وأسعد وأسيد وسعد وغيرهم في دعوة أهل يثرب، وتحولت تلك البقاع إلى خلية نحل نشيطة، الكل يعمل في الدعوة إلى الله، حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون، بل أصبح المسلمون هم غالبية أهل البلد، وأصبح وضع الإسلام مستقرًّا إلى حدٍّ كبير في هذا البلد الجديد.
كل هذا الخير في أقل من عام، عام واحد فقط، منذ عام واحد فقط كان المبايعون من الأنصار اثني عشر رجلاً، ومن عام قبله كان المسلمون من الأنصار ستة فقط، ومن عام قبله كان عام الحزن بكل ما فيه من جراح والآم وأحزان، فانظر كيف يدبر الله لعباده المؤمنين.
وعاد مصعب بن عمير t قبل موسم الحج في العام الثالث عشر من البعثة إلى مكة ليشرح الموقف لرسول الله ، ونقل له الأخبار السعيدة بإيمان الأنصار ووضح له منعة المدينة (يثرب) ومنعة رجالها وقوة بأسها وسلاحها، وعرفه مواطن القوة فيها، ومفاتيح التغيير في رجالها، وأصبح رسول الله وهو بمكة وكأنه يرى يثرب شارعًا شارعًا، ويعرف رجالها رجلاً رجلاً؛ وبذلك يستطيع أن يأخذ القرار المناسب في الوقت المناسب استنادًا إلى قاعدة معلومات موثَّقة.