علم مصر بعد الثورة.. فن وتضامن و عمره ما كان بيزنس

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : أروى أيمن | المصدر : www.almasry-alyoum.com

  كتب   أروى أيمن    ٢٣/ ٤/ ٢٠١١

 
شنط على هيئة علم مصر

بين القيمة والسبوبة تراوح تعاطى المصريين مع علم مصر، فأصبح اقتناؤه قيمة لبعضهم حيث يدل على الانتماء، وبيعه سبوبة للبعض الآخر وجد فى رواجه وإقبال الناس على شرائه مصدر دخل جيد.
من هذا المنطلق، انتشرت فى أغلب المحال منتجات أخذت ألوان العلم وشكله، لتحقق هدفين: الأول التعبير عن الانتماء ليس فقط لمصر بل لثورة ٢٥ يناير التى كان العلم أحد مكوناتها، والثانى تشجيع الصناعة المحلية، لأن كل المنتجات التى أخذت شكل العلم محلية ومصرية ١٠٠٪، ولم تطلها يد الصين.
خالد مدبولى، صاحب «جاليرى» فى الزمالك، تخصص فى بيع منتجات مستلهمة من التراث المصرى، يعتبر استخدام العلم مجرد فن ليس له علاقة بالثورة، فهو نمط جديد لتشغيل الصناعات القديمة، ولكن بشكل معاصر وبخامات محلية بدلاً من المستوردة، وقال: «كنا نفكر قبل الثورة فى استخدام العلم بشكل راق وبسيط، من خلال طبعه على القماش وتحويله إلى ستارة يمكن وضعها فى أحد أركان المنزل، وبالفعل صنعت قبل الثورة حقائب يد وحقائب مكياج صغيرة ومحفظة للنقود كلها على شكل العلم وبألوانه الثلاثة، وهى منتجات لا يهدف من يشتريها إلى الاستعراض باقتناء العلم، لكنه يشتريها لقناعته الشخصية بقيمتها».
انطلاقاً من الثورة، اتجه عادل محمد أحد العاملين فى محل لبيع الشموع والروائح المنزلية إلى تلوين الشموع بألوان العلم، تعبيراً عن تضامنه مع الثورة، ومبرراً: «الناس لما هتلاقى العلم على الشمعة هتحتفظ بها، ومش هتولّعها إلا فى مناسبة مهمة جداً، وبكده أجبرت الزبون إنه يكون العلم فى بيته».
عادل أكد أن العلم «عمره ما كان بيزنس»، وقال: من يعرف قيمته هو فقط من يشتريه، فالمصحف يباع لقيمته، فهو كلام الله، أما العلم فهو تعبير عن إخلاصك لبلدك.
«كريم محمد»، صاحب محل شيكولاته، قرر هو الآخر أن يقدم العلم فى منتجاته، حيث طبعه على الشيكولاته فى قوالب صغيرة وكبيرة يصل وزن أكبرها إلى نصف كيلو جرام، وكتب على العبوات «الشعب خلاص أسقط النظام». «كريم» أكد أن فكرته تهدف فى الأساس إلى الدعم أكثر منها إلى تحقيق مبيعات، وقال: هذا النوع من الشيكولاته مكلف جداً، وسعر القطعة قد يصل إلى ٢٠٠ جنيه، صحيح أننى لم أبع منها سوى قطعة واحدة، لكننى أصررت على تصنيعها إيماناً منى بالثورة ولوضعها وسط منتجاتى.
هنا العلم أصبح سبوبة، حسب تأكيد حسين محمد، أحد الباعة الجائلين لـ«التيشيرتات» التى تأخذ شكل العلم، إذ أكد أنه «أكل عيش» من وراء العلم. وأكد أشرف خالد المعنى نفسه، حيث يبيع شماسات السيارات والمناديل فى إشارات المرور وكلها أيضاً على شكل العلم «أشرف» أكد أنه حقق مبيعات هائلة بسبب العلم، وإن كان يشكو الآن قلة السيولة وعدم الإقبال على الشراء، وإن برره قائلاً: «خلاص مصر كلها اشترت العلم ومعدش حد هيجيبه تانى، حلنى ٣٠ سنة قدام كمان»