نصيحة الاهل من البدع والشرك
الناقل :
SunSet
| الكاتب الأصلى :
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
أنا أقوم بتحذير ونصح أهلي وبعض المسلمين من الانزلاق في البدع والخرافات، كزيارة أهل الأضرحة، وذهاب النساء إلى القبور، وإقامة بدعة المأتم، كاستئجار المقرئين للميت، ثم جاءني بعض الطلبة وقال: إنك تقوم بما يقوم به المفتي، والرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام- يق
الواجب على المسلم أن يدعو إلى الله -عز وجل- وأن يوضح لإخوانه المسلمين ما يجب عليهم وما يحرم عليهم, وأن يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر إذا كان عنده علم وعنده بصيرة؛ لأن الله أمر بهذا, أمر عباده المسلمين بالدعوة إلى الله وأمرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وأمرهم بالتعاون على البر والتقوى قال الله -عز وجل-: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى (2) سورة المائدة. وقال سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ (71) سورة التوبة. وقال -عز وجل-: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (125) سورة النحل. فإذا كان عند المسلم أو المسلمة علم وبصيرة فإن عليهما الدعوة إلى الله وتبصير الناس بما يجب عليهم وما يحرم عليهم كما يدعون إلى الله الكفار، ويرشدونهم إلى دين الإسلام ويوضحون لهم محاسنه وأحكامه, هكذا مع إخوانهم المسلمين يدعونهم إلى الله الرجال والنساء يدعونهم إلى الله وينصحونهم، ويوجهونهم إلى الخير, وأعظم ذلك ما يتعلق بالكفر والشرك والعقيدة, وكونه ينصح عُبَّاد القبور الذين يدعون الموتى ويعكفون على الأضرحة ويسألون الميت قضاء الحاجة أو شفاء المريض أو رد الغائب أو ما أشبه ذلك يعني هذا من الكفر بالله وهذا من عبادة الأوثان وهذا من شرك الجاهلية، وهكذا زيارة القبور للنساء، الرسول نهى عن زيارة القبور للنساء ولعن زائرات القبور، فإذا نصحهم لله وقال: هذا لا يجوز لكن، لا تزوروا القبور فقد أحسن، وهكذا النهي عن زيارة أهل البدع والعمل بما يقولون, إلا إذا كان يزروهم لينصحهم، ليدعوهم إلى الله ويعلمهم شر ما هم عليه من البدع، إذا كان عنده علم هذا مأجور هذا من الجهاد في سبيل الله, وكونه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويزور أهل البدع للدعوة إلى الله وتعليهم الحق وإنكار البدعة عليهم بالطرق المناسب لعل الله يهديهم على يديه هذا مأجور وهذا من الجهاد في سبيل الله، والذي ينهاه عن ذلك قد أخطأ الذي ينهى أهل العلم إلى أن يدعو إلى الله فقد أخطأ وغلط, بل هذا واجب أهل العلم أن يدعوا إلى الله وأن يعلموا الناس الخير وأن يرشدوهم إلى طاعة الله ورسوله، ويحذروهم من البدع وأهلها، وأن يأمروهم بتوحيد الله والإخلاص له، ويحذروهم من الشرك بالله الذي هو عمل الجاهلية عمل عباد الأوثان، أما حديث (أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار) فهو حديث مرسل، ليس بثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بل هو مرسل رواه الدارمي عن عبيد الله بن أبي جعفر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعبيدة بن أبي جعفر هذا تابعي ليس بصحابي فهو مرسل، يقول عبيد الله رحمه الله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار) وهذا لو صح فالمراد منه التحذير من الفتيا بغير علم، أما الفتوى بعلم فهي واجبة على الناس أن يبينوا وعلى أهل العلم أن يبينوا وأن يدعوا إلى الله -جل وعلا- ولقد بعث الله الرسل دعاة يبينون الحق وهكذا أتباعهم من العلماء هم خلفاء الرسل فعليهم أن يبينوا الحق وأن يفتوا بالحق, أما من ليس عنده علم فليس له أن يتكلم إلا عن علم، قال الله -جل وعلا- في كتابه العظيم: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (33) سورة الأعراف. فجعل القول عليه بغير علم فوق مرتبة الشرك لعظم خطره؛ ولأن الشرك من القول على الله بغير علم، وقال -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم أيضاً: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ* إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (168-169) سورة البقرة. فأخبر سبحانه أن الشيطان يأمر الناس بالقول عليه بغير علم, فالواجب الحذر من القول على الله بغير علم، وقد حرمه الله وحذر منه وأخبر أنه في مرتبة فوق الشرك وأخبر أنه مما يأمر به الشيطان، فالواجب على أهل العلم أن يبينوا وأن يتبصروا, وعلى الدعاة إلى الله والمفتين أن لا يتكلموا إلا عن علم وأن لا يفتوا إلا عن علم؛ لهذه الآيات الكريمات ولغيرها من الأدلة الدالة على تحريم القول على الله بغير علم والله المستعان. جزاكم الله خيراً