أهمية الوعظ والإرشاد للناس

الناقل : SunSet | الكاتب الأصلى : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز | المصدر : www.binbaz.org.sa

 

بالزر الأيمن ثم حفظ باسم

لقد اختفى الوعظ والإرشاد عن بعض المساجد في المملكة وقد آلمنا ذلكم كثيراً، فهل من تعليل لهذا؟ وجهونا جزاكم الله خيراً.


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فلا ريب أن الوعظ والإرشاد من أهم المهمات والمسلمون في أشد الحاجة إلى ذلك، بل وغير المسلمين في أشد الحاجة إلى ذلك، ولكن بسبب قلة الدعاة واشتغال الناس بأمور أخرى من التدريس والشئون الإدارية وغير ذلك قد يتأخر الداعية عن المسجد وقتا طويلا لكثرة المساجد وقلة الدعاة، فهذا هو السبب. وإني أنصح جميع المدرسين المتأهلين من أهل العلم ومن خريجي كلية الشريعة وكلية أصول الدين أنصحهم جميعاً أن يتقوا الله وأن يشاركوا في الدعوة وأن يشاركوا في الوعظ والتذكير في المساجد حتى يسدوا الخلل والنقص الذي يحصل من الدعاة، فالدعاة بالنسبة إلى كثرة المساجد قليلون، وإن كنا نتطلب دعاة حتى يتعينوا عندنا ونريد ذلك ونحرص على ذلك لكن ليس كل ما يريد الإنسان يحصل له؛ لأن إخواننا المتخرجين كثير منهم يرغب أن يكون مدرساً أو في عمل إداري لأنه أسهل عليه من الدعوة، فالمساجد كثيرة والدعاة قليلون، فلهذا قد يتأخر مجيء الداعية إلى المسجد كما ذكر السائل، وإن كانوا بحمد الله يمرون على المساجد ويقومون بالدعوة في غالب المساجد لكن قد يتأخروا بعضهم عن بعض المساجد، وقد تكون بعض المساجد في أطراف البلد فلا يأتيها الداعية إلا في أوقات متفاوتة، ولكن مثل ما تقدم أنصح إخواني المدرسين وأهل العلم من القضاة وغيرهم أنصحهم جميعا أن يتقوا الله وأن يشاركوا في الدعوة إلى الله ووعظ الناس وتذكيرهم والإجابة عن أسئلتهم؛ لأن هذا واجب الجميع وحق على الجميع، نسأل الله أن يوفق الجميع. - المتطوع إلى الله -سماحة الشيخ- هل من شروط تشترط؟ ج/ نعم، إذا كان متخرجا من كلية الشريعة أو كلية أصول الدين أو كلية الحديث في الجامعة الإسلامية أو كلية القرآن فهذا يعطى بطاقة، أو شهد له بعض أهل العلم بأنه صالح لذلك لمن درس على المشايخ وصارت له دربة في الوعظ والتذكير ويصلح للفتوى يعطى أيضا بطاقة بذلك، ومن لا يشهد له بهذا لا يعطى بطاقة، مثل خريجي كلية اللغة أو كلية العلوم الاجتماعية أو كليات الطب أو ما أشبه ذلك لا يعطون؛ لأنهم ليسوا أهلاً لهذا المقام في الغالب. - إذاً لا بد من هذه البطاقة سماحة الشيخ؟ ج/ لا بد من هذه البطاقة بالنسبة إلينا، أما بالنسبة لما يقوم به هو من الدعوة في جماعته أو من يسمح له بذلك من إخوانه فهذا مسموح له فيه وجزاه الله خيرا، لكن من حيث رئاسة العامة التي أنا عليها لا نستطيع أن نعطي إنساناً بطاقة على أن يقوم بالدعوة إلا إذا كان قد تأهل لها فيما نعتقد من جهة تخرجه من كلية الشريعة أو كلية أصول الدين أو ما في حكمهما، أو وجود شهادة بيده من أهل العلم تشهد له بأنه أهل للدعوة وأهل للفتوى. لكن المدرسون في الغالب مدرسون.... في الغالب هؤلاء عندهم ما يعينهم على ذلك ويمكنهم من ذلك؛ لأنهم مدرسون من خريجي كلية الشريعة ومن كلية أصول الدين ومن العلماء المعروفين يستطيعون أن يقوموا بالدعوة، وإن كان ما معهم بطاقة، وإذا أرادوا بطاقة أعطيناهم بطاقة، لكن العالم المشهور ما يحتاج بطاقة في المملكة، لكن لو أراد بطاقة أعطيناه بالنسبة إلى بعض المساجد التي قد تجهله. - من لم يكن من هذا البلد -سماحة الشيخ- ويريد أن يدعو إلى الله يستقل وجوده في هذه البلاد فيدعو إلى الله، كيف يكون ذلك؟ التعليمات تمنع من ذلك، التعليمات التي من جهة الدولة تمنع أن يعطى بطاقة إلا إذا كان يحمل الجنسية السعودية!!!؟