علاج‏90%‏ من ثقوب قلب الأطفال بالقسطرة التداخلية

الناقل : فراولة الزملكاوية | الكاتب الأصلى : عمرو يحيي | المصدر : www.ahram.org.eg

يعد ثقب القلب بين الأذينين‏ من أكثر أمراض عيوب القلب الخلقية انتشارا في مصر‏,‏ حيث تصاب قلوب المصريين في مراحل العمر المختلفة‏,‏ وبنسبة إصابة تتراوح بين‏10‏ الي‏15%‏ من إجمالي أمراض عيوب القلب الخلقية‏.

 

, وتزيد الإصابة بالثقب بين الأطفال حيث تمثل30 إلي40% من أمراض قلب الأطفال, ويعد المرض من العيوب الخلقية البسيطة وليست المركبة, وترجع الإصابة به لعدة عوامل منها الخلل الجيني والعوامل الوراثية, وزواج الأقارب والإصابة بأمراض السكر والضغط, والالتهابات الفيروسية كالحصبة الألمانية أثناء الحمل, والتعرض للإشعاع والملوثات.. هذه الحقائق كشفتها اول ندوة مشتركة بين كل التخصصات المهتمة بالمرض وشملت أطباء القلب وجراحة القلب وتخصصات قلب الاطفال والكبار والمخ والاعصاب بهدف وضع خطوط استرشادية للعلاج, والإعلان عن تأسيس أول منظمة لرعاية المرضي من الأطفال والكبار, ونشر الوعي بالطرق الحديثة لغلق ثقوب القلب بين الأطباء.
وتقول الدكتورة أمل السيسي أستاذ قلب الأطفال بجامعة القاهرة إن80 إلي90% من ثقوب الأذينين بالأطفال يمكن علاجها بالقسطرة التداخلية دون التدخل الجراحي, وذلك أصبح متاحا في مصر وبنسبة نجاح كبيرة, مع تجنب المريض مخاطر جراحات القلب المفتوح ومضاعفات الرعاية المركزة وخطورة ماكينة القلب المفتوح, وعرضت لحالات بمستشفي الأطفال الجامعي' أبو الريش' وغلق الثقوب بالمجان باستخدام القسطرة, وكيفية متابعة المريض بصورة دورية حتي يعود طفلا طبيعيا كأقرانه, غير أنها تناشد التامين الصحي تغطية تكاليف استخدام القسطرة في سد الثقب كبديل للجراحة, خاصة أنها تعد الأقل تكلفة, مشيرة لتأسيس أول منظمة لرعاية مرضي ثقوب القلب بهدف نشر الوعي لدي الاطباء بالطرق الحديثة غير الجراحية لغلق ثقوب القلب بين الأذينين, وتبادل الخبرات مع كبار الأطباء حول العالم, ورعاية المرضي غير القادرين.
ويقول الدكتور حسام قنديل أستاذ القلب بطب قصر العيني إن أمراض القلب بالكبار نتيجة العيوب الخلقية تشكل جزء مهما من تخصص أمراض القلب وتصل نسبتها بين5 و10%, ومن أشهرها الثقب بين الأذينين, وينقسم الثقب إلي شقين, الأول وهو وجود خلل في إغلاق الحاجز الأذيني بدرجات متفاوتة تسمح بتدفق الدم داخل القلب وحدوث إغراق في الدورة الدموية الرئوية, والشق الثاني هو ثقب صغير الحجم غير مؤثر علي ديناميكية القلب, وينتج عنه جلطات تمر من الثقب مسببا جلطات دماغية حادة في صغار السن والشباب, ويشير إلي دور أطباء قلب الكبار في غلق ثقوب القلب بالقسطرة التداخلية نظرا لتطور هذا المجال, وفقا للتوصيات العالمية التي تنصح باستخدام القسطرة التداخلية لأمانها وقلة فترة النقاهة, وتجنب مشكلات التخدير, وتكون الجراحة التقليدية في بعض الثقوب المحددة وفقا لصفتها التشريحية.
وتناول الدكتور مرتجي نجم استشاري القلب بمعهد القلب وأمين عام هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية, نتائج جراحات غلق الثقب بالكبار والأطفال بجراحة القلب المفتوح ومقارنتها باستخدام القسطرة وأجهزة مظلات الغلق, مشيرا إلي أن الجراحة تصلح لجميع أنواع الثقوب التي قد لا تصلح معها القسطرة, وتتم بنسبة نجاح98% مع عدم ارتجاع الثقب, لكن المشكلة تكمن في مخاطر التخدير وما بعد الجراحة كمشكلات الرعاية المركزة وطول بقاء المريض بالمستشفي, الأمر الذي يزيد من التكلفة ويقلل من كفاءة المستشفي في إجراء جراحات لآخرين, ويوصي بعلاج الثقب دون أهماله حيث يكون المريض في السن الكبيرة عرضة لحدوث جلطات في الدورة الدموية للمخ خاصة مع الإصابة بالكحة والإمساك المزمن.
وتناول الدكتور أستاكيو أونوراتو أستاذ القلب بجامعة ميلانو أحدث طرق إغلاق ثقب بين الاذينين باستخدام القسطرة التداخلية والموجات الصوتية بطريقة تتيح رؤية كاملة داخل شرايين وأوردة وحجرات القلب من الداخل, والوصول إلي الثقب بمنتهي الدقة, واستعرض مظلات إغلاق الثقب, ومنها ما يندمج كاملا مع أنسجة القلب حتي لا يتعرض المريض لخطر تأكل أنسجة القلب أو تحرك المظلة.
وحول كيفية تجنب مشكلات غلق الثقب باستخدام القسطرة وأجهزة الغلق, أوضحت الدكتورة سونيا الصعيدي أستاذ قلب الأطفال بجامعة القاهرة ورئيسة الرعاية القلبية الحرجة بأبوالريش أهمية تناول أدوية سيولة الدم لمدة6 أشهر بعد تركيب الجهاز لتجنب حدوث جلطات الدم علي الجهاز, وحسن اختيار الحالات التي تصلح للغلق بالقسطرة, وفقا لحجم الثقب وتناسبه مع وزن المريض, فالثقوب الكبيرة ينصح بإجرائها بالجراحة لتجنب استخدام أجهزة كبيرة تؤدي لاختلال ضربات القلب, وأيضا تجنب استخدام القسطرة في الثقوب ذات الأطراف المنتقصة لتجنب تحرك جهاز الغلق, مؤكدة أهمية خبرة طبيب القلب في اتخاذ القرار السليم وتحديد انسب الطرق والأجهزة أثناء الغلق.
وعرضت الدكتورة رشا عمار أستاذ طب قلب الأطفال بجامعة القاهرة حالات تمثل صعوبة بالأطفال نتيجة صغر حجم وسن الأطفال, ومنها حالة لطفلة7 أشهر وزنها5 كيلوجرامات, عولجت بالقسطرة التداخلية وزرع جهاز الغلق بنجاح دون مضاعفات, وتمت متابعة الحالة حيث قل تضخم القلب وأصبح ضغط الشريان الرئوي طبيعيا, وزاد وزن الطفلة خلال5 أشهر.
وحول علاقة الإصابة بالجلطات المخية وثقب القلب, أشار الدكتور ماجد عبد النصير استاذ المخ والأعصاب بطب قصر العيني إلي أن الإصابة بالجلطات المخية في سن صغيرة تعد مؤشرا وأحد عوامل الخطورة الدالة علي وجود ثقب أذيني بالقلب, ويكون العلاج بالطرق المتبعة في علاج الثقب مع علاج الجلطة المخية بمسيلات الدم للوقاية من حدوث جلطات جديدة بالمخ.