كتبت ريم عبد الحميد
حذر رجل الأعمال نجيب ساويرس من اندلاع مزيد من أعمال العنف بين المسلمين والمسيحيين فى مصر، ما لم تقم الحكومة بمعاقبة المسئولين عن الهجمات الطائفية الأخيرة. وفى تصريحات لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أعرب ساويرس عن قلقه من مستقبل يشوبه تدهور العلاقات الطائفية وزيادة النفوذ السياسى للجماعات الإسلامية. وقال إننا جميعا مسلمون ومسيحيون نشعر بالقلق، لأننا لم نر هؤلاء الناس "السلفيين" من قبل، ويبدو وكأنهم قد خرجوا من كهوفهم بعد 30 عاماً من تعرضهم للقمع، وقرروا أن يطلقوا العنان لغضبهم، وهم يستهدفون بشكل واضح الأقلية المسيحية الأضعف، كما أن المسلمين المعتدلين مستهدفون أيضا، ولكن فى مرتبة ثانية. ووصف رجل الأعمال الذى أنشأ مجموعة أوراسكوم تيليكوم فشل السلطات فى توجيه الاتهامات ضد السلفيين الذين أحرقوا كنيسة أطفيح قبل عدة أسابيع بأنه "رخصة بالتدمير". ووصفت الصحيفة ساويرس بأن رجل قبطى مسيحى ينتمى إلى واحدة من كبرى العائلات فى مصر فى مجال الاقتصاد والأعمال، ويعكف على إنشاء حزب سياسى، وهو حزب المصريون الأحرار، الذى يسعى إلى حشد الليبرالين والعلمانيين استعداداً للانتخابات البرلمانية المقررة فى سبتمبر المقبل، والتى تعد أول انتخابات تجرى من الثورة التى أطاحت بالرئيس مبارك. وكانت أعمال الفتنة الطائفية التى يلقى البعض بمسئوليتها على الجماعات السلفية التى تتبنى تفسيراً صارماً للإسلام، قد شهدت ارتفاعاً من سقوط نظام مبارك فى فبراير الماضى. ويأتى ارتفاع التوتر الطائفى فى الوقت الذى تقترب فيه مصر من انتخابات برلمانية حاسمة، والتى من المتوقع أن تظهر فيها جماعة الإخوان المسلمين كأكبر كتلة فى مجلس الشعب، على حد قول الصحيفة. ويرى ساويرس أن الأحزاب الليبرالية مثل حزبه تحتاج إلى معجزة لكى تبلى بلاءً حسناً أمام الإخوان فى الانتخابات، وقال إنه سيكون قتال غير عادل، فكيف يمكن لأحزاب ليس أمامها سوى أربعة أشهر لتصبح منظمة وتشجع أعضاء جدد على الانضمام واختيار مرشحين أن تفوز فى انتخابات ضد أناس ينتظرون هذا اليوم منذ 80 عاماً، فهم، أى الإخوان، منظمون بالفعل، كما يقول ساويرس، ولديهم أعضاء وأفرع ومرشحون.