التفاوض أمام ماسبيرو
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
الشروق المصرية
| المصدر :
www.shorouknews.com
بقلم:
معتز بالله عبد الفتاح
13 مايو 2011 10:04:07 ص بتوقيت القاهرة
التفاوض أمام ماسبيرو
أثناء مفاوضاتى مع إخوانى من المسيحيين أمام ماسبيرو، مكلفا من السيد رئيس الوزراء، وجدت منهم حرصا على التفرقة بين الإسلام كدين، وبين سلوك بعض أتباعه الذين يسيئون إليه.
ولكن ما ينقصنا كدولة آليات العمل التى تضمن لنا أن نطفئ الحرائق الطائفية المحتملة، وأن نتنبه بالقادم من المشكلات قبل أن تتحول إلى أزمة، وثالثا أن نخلق ثقافة المواطنة واحترام الآخر. وفى الأمر تفصيل.
لدينا أولا هدف التعامل مع الأزمات الطائفية القادمة بسرعة وبراعة أكثر، من خلال التحرك السريع أمنيا (ربما من خلال قوات شرطة التحرك السريع) وتوفيقيا من خلال الانتقال الفورى إلى أماكن وجود هذه الأزمات الطائفية المحتملة. وهو ما سيقتضى آلية ثانية وهى آلية الانذار المبكر.
ثانيا، آلية الإنذار المبكر لها بعدان أساسيان: رسم خريطة لأماكن التوتر الطائفى المحتملة. وثانيا، آلية الإبلاغ عن مخاطر محتملة من خلال الاتصال المباشر برقم تليفونى أو موقع على النت من أجل التحرك السريع لاحتواء أى فتن طائفية محتملة. وتكون نقطة التحرك فى التحرك هم عقلاء أهل البلد أو المنطقة نفسها.
ثالثا، آلية توعية دينية تقوم بتنشئة الصغار والشباب من البداية على احترام حق المختلف معى فى العقيدة. وأعتقد أن هذا هو الأصل فى المشكلة. نحن بحاجة لتعاليم دينية ومقررات دراسية تضع المفاهيم الدينية فى سياقها الصحيح.
ولنكن أكثر صراحة فأسوأ ما يمكن أن يحدث أن نستخدم نوعين مختلفين من الخطاب الدينى أحدهما «لنا» والآخر «لهم».
والبعض يرى أنه من الأفضل ألا نتحدث فى هذه القضية من الأصل. والمعضلة أن هذا نوع من دفن المشكلة تحت السجادة، لأن من يقرأ القرآن سيجد آيات تتحدث عن الكفر والإيمان، ومن يقرأ الانجيل سيجد آيات تتحدث عن أن الإيمان بالسيد المسيح مخلصا للبشرية شرط من شروط دخول مملكة الرب. إذن نحن بحاجة لتعاليم لا تنكر ما هو معلوم من كل دين بالضرورة عند أتباع كل دين، ولكن مع ذلك نحتاج أن نتعلم أن اختلافنا فى العقيدة وإنكارنا لعقيدة الآخر لا يعنى إنكار حق أخى فى الوطن وفى الإنسانية أو فى أن يعبدالله وفقا لشريعته.
والتعدد فى الدين سنة كونية سمح الله بها عند بعض الفلاسفة أو أرادها عند آخرين.
وبالمناسبة المعنى الحقيقى للكفر هو الإنكار (وليس الشتيمة)؛ فأنا أكفر بالبوذية أى أنكرها. لا أكثر ولا أقل.
والكفر بالديانة لا يعنى الكفر بالله، فقد أؤمن بالله، وأكفر باليهودية؛ فالكفر هنا لا يعنى الإلحاد.
على طلابنا وشبابنا وأهالينا أن يعوا أن إنكار أتباع كل دين لعقيدة الآخر مسألة مفهومة بل هى من تمام إيمان الإنسان بدينه، ولا مذمة فى ذلك.
ولكن لا بد أن نفهم كذلك أن الدينين فيهما من المشتركات التى تحض على المحبة (أحبوا أعداءكم) والبر (أن تبروهم وتقسطوا إليهم)، ما يجعلنا نختلف فى العقيدة ونتفق فى الإنسانية ونعيش على قاعدة المواطنة.