اليمن على صفيح ساخن
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
سيد علي
| المصدر :
www.youm7.com
سيد علي
اليمن على صفيح ساخن
يتابع الكثيرون فى مصر ما يدور حاليا فى اليمن من أحداث جلل، وشاهدنا اليوم الكثير من البيانات الصحفية التى تؤكد انضمام عدد كبير من القيادات القريبة من الرئيس اليمنى على عبد الله صالح ومنهم الأخ غير الشقيق القائد اللواء على محسن صالح الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية وقائد الفرقة الأولى مدرع، وسفير اليمن بالقاهرة الدكتور عبد الولى الشميرى، وسبقهم رئيس وكاله الإنباء اليمنية "سبأ" نصر طه مصطفى وسمير رشاد اليوسفى وآخرين من سفراء ومحافظين ووزراء، وتعد تلك الشخصيات الأربع التى ذكرت سالفا من أهم الشخصيات الفعالة والمؤثرة فى المجتمع اليمنى سواء السياسى أو الدبلوماسى أو العسكرى أو الإعلامى.
فالأول اللواء على محسن هو الأخ غير الشقيق للرئيس اليمنى على عبد الله صالح والذى كان سنده فى أحلك الظروف.. فقد قدم على محسن الكثير من الخدمات للأخ غير الشقيق خاصة على الساحة العسكرية، فلقد قاد الحروب الوسطى فى اليمن فى فترة الثمانينات وقاد حرب الانفصال فى التسعينيات وفى تلك الألفية قاد الحرب على المتمردين الحوثيين فى صعده.. واستطاع على محسن خلال تلك الحروب الثلاث أن يترك انطباعا جيدا عن نفسه وعن جنوده لدى غالبية الشعب اليمنى، كما أنه استطاع أن يجذب إليه العديد من القيادات العسكرية والفكرية بما يمتلك من كاريزما خاصة وقدرة على استماله قلوب الناس، وابتعد أو أبعد على محسن من حسابات النظام فى كثير من الأحيان، بل فى أغلب الأحيان لمواقفه القومية والوطنية خاصة مع أصحاب الحراك فى الجنوب أو أصحاب تكتل اللقاء المشترك.. ومن هنا شعر نظام على عبد الله صالح وابنه أحمد على قائد الحرس الجمهورى بخطر حقيقى على وضعهم ومكانتهم فى اليمن فى ظل ما شهده اليمن من تفشى للفساد وضعف فى التنمية وكثرة فى عدد البطالة، إضافة إلى المشاكل السابقة التى تعانى منها اليمن كمشاكل الانفصال وتنظيم القاعدة.
ومن هنا شعر على عبد الله صالح من خيبة أمل فى خسارة على محسن الذى كان دائما السند للنظام وأصبح الآن القشة التى قسمت ظهر الرئيس.
أيضا ازدادت الأمور سوءا بقيام سفير اليمن بالقاهرة الدكتور عبد الولى الشميرى وأحد أقرب الاقربين للرئيس من حيث المكانة والذى رفض عددا من الوزارات وفضل أن يكون سفيرا لليمن فى القاهرة طوال العشر سنوات الماضية.
والشميرى الذى أيضا خاض أكثر من حرب من أجل إرساء دعائم الوحدة واستقرار البلاد والذى يمتلك صالونا ضخما فى القاهرة "منتدى المثقف العربى" اختار الانضمام إلى الثوار والوقوف بجانبهم ليضف جرحا وألما للرئيس الذى يأبى أن يتنحى.
كما تأتى الاستقالة التى قام بها رئيس وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" نصر طه مصطفى وهو يعد من أقرب الإعلاميين للرئيس وهو من الشخصيات القليلة التى تحظى باحترام الرئيس وحبه ودعمه، وكان من أهم الكتاب الذين ساعدوا النظام فكريا وصحفيا فى أن يبقى طوال تلك الفترة لتأتى الاستقالة لتكون آخر مسمار فى نعش الحاكم الذى يقبع على رأس الحكم أكثر من أى ملك أو رئيس فى العالم وليس العرب فقط، بعد الرئيس الليبى معمرالقذافى.
ومن الحقل الإعلامى أيضا تأتى استقالة رئيس مجلس إدارة صحيفة الجمهورية ورئيس التحرير سمير رشاد اليوسفى إحدى أهم الصحف الرسمية الحكومية التى تصدر فى أكبر محافظات اليمن (تعز) أهم وأكبر مدن اليمن من حيث عدد السكان لتجعل النظام يترنح ولا يستطيع أن يجارى الساحة الإعلامية الهجومية عليه حاليا سواء كان ذلك داخليا أو خارجيا.
يضاف إلى كل ما سبق كم الاستقالات التى مازالت تتوالى لوضع النظام فيما يسمى بفراغ سياسى ودستورى يعجل من عجلة إسقاط النظام وفى الحلقات التى سوف أسردها عبر مقالات فى "اليوم السابع" على مدى الأيام القادمة سوف نسرد الكثير من التفاصيل التى تتعلق بالوضع فى اليمن وهذه مجرد بداية.