حصيلة الحوار الوطني..3 أيام كلام وخناقات..وغياب للقوى السياسية وحضور لعواجيز النظام
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
منة شرف الدين
| المصدر :
www.dostor.org
جلسات الحوار الوطني
على غير المتوقع من حوار وطني يعقب ثورة شعبية أطاحت برأس النظام وأعوانه جاء مؤتمر الحوار الوطني برئاسة الدكتور عبد العزيز حجازي مخيبا للآمال إلى حد كبير مفتقدا لروح الثورة حتى علق كثير ممن حضروا جلساته وتوصياته أنهم يشعرون بأنهم ليسوا في مؤتمر "حوار وطني" بل مؤتمر "حزب وطني".
مشهد المؤتمر في يومه الأول كان الأكثر إستفزازا والأكثر حملا لدلالات ومؤشرات أقل ما توصف به أنها "مقلقة" ويصفها الأكثر تشاؤما بأنها "خطوة إلى الوراء" بينما يتجه البعض لوضعها تحت بند "الثورة المضادة" إلا أن الجميع يتفق على أن الحوار لم يكن "وطنيا" بمفهوم ميدان التحرير.
كان هذا المشهد حين فوجئ المشاركون والحاضرون في المؤتمر بحضور عدد من رموز النظام السابق وشخصيات قامت بإنتقاد الثورة وسب الثوار بل والتحريض على قتلهم وجلوسهم بالصفوف الأولى "تماما كما تعودوا أيام مبارك" وعلى رأسهم "مرتضى منصور" الذي حضر فقط الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر مرتديا "نظارة سوداء" ولم يستجب لطلب الشباب والدكتور صفوت حجازي حين دعوا الشخصيات غير المرغوب فيها بالانسحاب ولكنه لم يكرر حضوره، ومثله عمرو عبد السميع أحمد درويش – وزير التنمية الادارية السابق- ولكنه كرر الحضور غير عابئ بما أثاره وجوده من غضب وإحتجاج.
دعوة مثل هؤلاء يمكن تفسيرها على أنها تواطؤ وسرقة متعمدة للثورة و خيانة عظمى لدماء الشهداء وعلى أفضل الأحوال وبإفتراض حسن النية فإن من دعاهم يعاني من عدم فهم لمعنى الثورة وربما يكون مغيبا بشكل أو بآخر عن الواقع السياسي الذي تشهده مصر وربما لأنه يحمل روح "الموظف" وليس "الثائر" وقع في هذه السقطة التي أفقدت الحوار أهم طرف به وهم شباب الثورة لأنهم انسحبوا محتجين في موقف يحسب لهم ويدعم مصداقيتهم.
الإخوان المسلمون أعادوا إنتاج سيناريو ثورة 25 يناير – وإن كان الحدث أقل أهمية- على مؤتمر الحوار الوطني فأعلنوا على لسان المتحدث الرسمي باسم الجماعة الدكتور عصام العريان عدم المشاركة في المؤتمر قبل أقل من 24 ساعة من انطلاقه وجدنا بعض رموز الجماعة وشبابها يشاركون في الحوار الوطني ويعتلون المنصات اكثر من مرة دون أن يقدموا تفسيرا لتغيير موقفهم.
المشادات الكلامية والاشتباكات اللفظية وحالة من الفوضى والتوتر وعدم الرضا طغت على فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الذي استمر لثلاثة أيام واختتم أعماله أمس الثلاثاء وفرضت نفسها على حوار في خمسة محاور أساسية هي الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية البشرية والتنمية البشرية والإجتماعية والتنمية الإقتصادية والمالية والثقافة وحوار الأديان والإعلام وعلاقة مصر مع الخارج بعد ثورة 25 يناير مما انعكس على نسبة الحضور التي نقصت تدريجيا من اليوم الأول إلى اليوم الثالث والأخير.
الشباب الذي لم ينسحب وظل مشاركا في الحوار كان في حالة صراع دائم وعقد اجتماعات خاصة داخل قاعة مرة وخارج القاعات مرات وكأنهم في مؤتمر حوار مواز خاص بهم مما يشير لفشل الحوار في إحتواء الشباب بفكرهم الثوري ويؤكد وجود فجوة بين الجيل الذي شب وعاش وهو راض في عصر مبارك وبين الجيل الذي ولد في نفس العصر وثار لينهيه.
وكان ملاحظا حرص بعض الشخصيات العامة على حضور الأيام الثلاثة مثل الفنانة بسمة بعكس شخصيات كثيرة حرصت على حضور الافتتاح فقط بينما حضر آخرون اليوم الثاني وغابوا اليوم الثالث ربما متأثرين بحالة من الاحباط والشعور بعدم جدوى الحوار.
"الخلاصة أن المؤتمر لم يسفر عن أي شئ حقيقي كله كلام عن خطط بعيدة المدى غير واقعية" هذا ما يؤكده محمد القصاص – عضو ائتلاف شباب الثورة – مضيفا : وهو ما توقعناه من البداية لذلك قررنا الانسحاب ليس فط بسبب دعوة رموز النظام السابق وإنما أيضا لتجاهل ادراج اهم القضايا المتعلة بالمرحلة الانتقالية الحالية في جدول الحوار على الرغم من وعد الدكتور عبد العزيز حجازي للائتلاف اثناء جلسة الاعداد بمناقشتها وهو ما لم يحدث.