توجيه لمن يتهاون بالصلاة فيأخرها عن وقتها أو يتركها
الناقل :
SunSet
| الكاتب الأصلى :
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
وهو أن الكثير من الناس تساهلوا بأمر الصلاة، وكثير من الناس يؤخرها عن وقتها، والبعض أيضاً لا يصليها مع الجماعة؟
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فلا ريب أن الصلاة أمرها عظيم، وهي عمود الإسلام كما صح بذلك الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (رأس الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله)، وقد أكثر الله من ذكرها في كتابها العظيم في مواضع كثيرة لعظم شأنها فقال تعالى: حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ (238) سورة البقرة، وقال - عز وجل -: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) سورة البقرة، في آيات كثيرات، فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة العناية بالصلاة والمحافظة عليها في وقتها والحذر من التثاقل عنها والتكاسل، فإن ذلك من صفات أهل النفاق، كما قال الله - سبحانه وتعالى -: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142) سورة النساء وكذلك يجب على الرجل أن يصليها مع الجماعة في بيوت الله - سبحانه وتعالى -، كما قال تعالى: (واركعوا مع الراكعين)، فالواجب أن يصلي مع إخوانه المسلمين، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من سمع النداء فلم يأتِ فلا صلاة له إلا من عذر)، واستأذنه رجلٌ أعمى فقال: يا رسول الله، ليس لي قائدٌ يلائم المسجد فهل لي من رخصة أصليها في بيتي، فقال له النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: (هل تسمع النداء بالصلاة قال: نعم، قال: فأجب)، فإذا كان أعمى ليس له قائد يلازمه لا يرخص له بترك الجماعة فكيف بحال من عافاه الله وأعطاه البصر والقوة، فالواجب على أهل الإسلام أن يعنوا بالصلاة وأن يعظموا أمرها كما عظمها الله ورسوله، وأن يجتهدوا في أدائها كما شرع الله، فالرجل يؤديها في الوقت في المسجد مع إخوانه المسلمين، ويحذر غاية الحذر من التثاقل، والمرأة كذلك عليها أن تؤديها في بيتها في وقتها بالطمأنينة والخشوع وعدم التثاقل عنها، وكثيرٌ من الناس يؤديها بغير خشوع وبغير طمأنينة بل بالعجلة وهذا خطرٌ عظيم، فإن الصلاة لا بد فيها من الطمأنينة ولما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم- رجلاً يصلي ولم يتم ركوعه ولا سجوده أمره أن يعيد، فقال: (ارجع فصلي فإنك لم تصل)، فالواجب على الجميع العناية بالصلاة فرضاً ونفلاً وأن تكون عن طمأنينة وإقبال عليها لا عن عجلة ونقص، فالواجب العناية بها أكثر وأن تؤدى كما شرع الله - عز وجل – في أوقاتها بالطمأنية واستكمال ما شرع الله فيها من الأركان والواجبات، والأفضل أيضاً أن يعتني بالمستحبات حتى يؤديها كاملة، وليس له تأخيرها عن وقتها، لأن تأخيرها عن وقتها محرم وفيه إضاعة أدائها في الجماعة أيضاً وكذلك في حق المرأة لا يجوز لها أن تؤخرها عن وقتها بل يجب أن تصلى الصلاة في وقتها، وكثيرٌ من الناس الآن قد يؤخرها عن وقتها مثل صلاة الفجر، فيسهر الليل ويتأخر عن صلاة الفجر وهذه مصيبةٌ عظيمة ولا حول ولا قوة إلا بالله، فالواجب الحذر من ذلك في حق الرجال والنساء، وكل سهرٍ يفضي إلى هذا فهو محرم، فلا يجوز السهر الذي يفضي إلى ترك الصلاة في وقتها أو تركها في الجماعة حقيقة، نسأل الله للجميع الهداية.