ما هى السعادة؟
- تعريف السعادة: السعادة هى "شعور بالبهجة والاستمتاع منصهرين سوياً"، والشعور بالشىء أو الإحساس به هو شىء يتعدى بل ويسمو على مجرد الخوض فى تجربة تعكس ذلك الشعور على الشخص، و"إنما هى حالة تجعل الشخص يحكم على حياته بأنها حياة جميلة ومستقرة خالية من الآلام والضغوط على الأقل من وجهة نظره". - أنواع السعادة: وهناك محفز للسعادة والذى يؤدى إلى نوعى السعادة: أ- السعادة القصيرة أى التى تستمر لفترة قصيرة من الزمن. ب- السعادة الطويلة التى تستمر لفترة طويلة من الزمن (هى عبارة عن سلسلة من محفزات السعادة القصيرة)، وتتجدد باستمرار لتعطى الإيحاء بالسعادة الأبدية. أما الوسيلة التى تحفز الإنسان على إحساسه بالسعادة هى كيفية التأمل لوضع أهداف للنفس ليتم تحقيقها: الشخص المشغول دائماً والمثقل بأعباء العمل، فالطريقة الأكثر فاعلية له لكى يكون سعيداً ويبتعد عن الاكتئاب الذى يكتسبه مع دوامة العمل هو إحراز تقدم ثابت ومطرد لأهداف وضعها لنفسه. وعلى الرغم من أن ذلك يبدو بسيطاً أو سهلاً، إلا إنه أسلوب صعب للوصول من خلاله لتحقيق السعادة. وبالطبع تختلف الأهداف من شخص لآخر، لكن الوسيلة فى تحقيقها تتشابه عند مختلف الأشخاص ألا وهى التقدم الثابت والمطرد للوصول لأهداف ذات معنى. ووجود معنى أو مغزى لهذه الأهداف هو الذى يحقق السعادة وليس وضع الأهداف فى حد ذاتها، لأن الشخص بإمكانه إحراز نجاحاً فى أهداف وضعها لنفسه لكنها لا تخلق لديه الشعور بالسعادة. ويأتى تفسير الأهداف ذات المعنى أو المغزى "أهداف متوازنة لضمان تحقيق متطلبات السعادة". - وما هى متطلبات السعادة؟ أ- التمتع بالصحة الجيدة. ب- دخل كافٍ لمقابلة الاحتياجات الأساسية. ج- وجود عاطفة فى حياة الشخص. د- انشغال الشخص بعمل منتج أو نشاط. هـ- أهداف للحياة محددة وقابلة للتحقق. و- السلوك الطيب للشخص من عوامل تحقيق السعادة لنفسه. ى- بالإضافة إلى المتطلبات السابقة، ينبغى أن يتوافر لدى الفرد المقدرة على إغفال مسببات التعاسة فى حياته. فإذا كنت أغنى أغنياء العالم ويتوافر لديك المال ولكن فى غياب التمتع بالصحة أو الإغفال عن فن إدارة العلاقات مع الآخرين فلن تصل للسعادة. - ما هى مثبطات السعادة؟ أ- افتقاد إحدى عناصر متطلبات السعادة. ب- الإخفاق فى تحديد الأهداف فى الحياة (مهما كانت نوعية هذه الأهداف). ج- وجود الحسد. د- العلاقات السيئة. هـ- الوحدة تدمر السعادة ولا يجعل الإنسان يصل إليها. و- الخوف من آراء الآخرين. - استمرارية السعادة (السعادة المستدامة): توصلت الدراسات إلى أنه هناك عدد من العوامل التى تساهم فى استمرارية السعادة أو الذى نطلق عليه مفهوم "السعادة المستدامة"، فالأمر لا يقف عند حد تحقيقها فقط بل الأهم هو المحافظة على استمراريتها. بعضاً من هذه العوامل: - تقدير الذات. - الشعور بالسيطرة على مجريات الحياة الذاتية. - وجود العلاقات الحميمية الدافئة (علاقة الزواج أو الصداقة ... الخ). - القيام بعمل مرضٍ. - القيام بأنشطة ترفيهية تُسعد النفس. - السلوك الحميد والصحة السليمة، مرتبطان بتحقيق السعادة واستمرارها أيضاً. - الاعتدال فى أى شىء. - الاهتمامات غير الشخصية.
ومن هنا نجد أن الطريقة الفعالة لإحراز السعادة، هو وضع أهداف لكل متطلب من متطلبات تحقيقها واستمرارها ثم تفنيد التقدم ومتابعته تجاه كل هذه الأهداف. - خطوات تحقيق السعادة: - أول خطوة وضع أهداف فى إطار الحياة التى نعيشها. وينبغى أن تكون أهداف لها معنى ومحددة ولها توقيت زمنى تُنجز فيها. إذا لم تكن الأهداف محددة ولا تخضع إلى توقيت زمنى، فلن يكون الشخص قادراً على قياس ما أحرزه من تقدم فى أهدافه وبالتالى سيتوقف الشعور بالسعادة عند حد معين ولن يستمر مفعولها الذى يرتبط بالتقدم المطرد فى إحراز الأهداف. كما هناك ضرورة بأن توضع الأهداف فى إطار الحياة التى يعيشها الإنسان، أو بمعنى آخر أن تكون محكومة بظروف كل شخص يعيش فيها مثل: ظروف حالته الصحية والمالية، وعلى مستوى علاقته وسلوكه عامة .. لضمان القابلية للتحقق وألا يكون مبالغاً فيها. - ثم تأتى الخطوة التالية لتقييم وضعك الحالى بالنسبة لتحقيق أهدافك (وهذا يتم بعد فترة وبشكل مطرد). ومثالاً لتوضيح ذلك إذا قررت توفير مبلغاً من المال على مدة زمنية خمسة أعوام فلابد من تقييم الدخل الحالى والمصاريف (أوجه الصرف) لتعرف قدرتك التوفيرية للوصول إلى هذا المبلغ بعد مرور الخمسة أعوام من عدمه؟ - الخطوة الثالثة الالتزام ببرنامج زمنى تضعه لتحقيق هدفك من التوفير وذلك بإحدى الطريقتين الآتيتين: إما أن توفر المزيد من الأموال أو بزيادة الدخل (أى الإنفاق الأقل أو الكسب الأكثر). ولمزيد من التوضيح إذا أردت توفير المبلغ المالى الذى ترمو إلى الوصول إليه إما أن تخفض النفقات الشهرية بعدم تناول الوجبات خارج المنزل أو عدم التنزه كثيراً. والطريقة الثانية اللجوء إلى عمل إضافى لزيادة الدخل بدون مزيد من الاستقطاعات من الدخل الموجود بالفعل. - ثم يليها مرحلة التنفيذ ومتابعة التقدم. بمجرد ان تشعر بالتحقيق المستمر لأهدافك يتزايد لديك الشعور بالسعادة. وما يؤكد ذلك أن العديد منا يسعد إذا فقد كيلوجراماً واحداً فى الأسبوع من الوزن عند اتباع برنامج لفقد الوزن، تخيل نفس التأثير مع كافة عوامل الحياة فمن الهام أن يكون التقدم بشكل مستمر .. فالسعادة تنمو بتقدم الشخص فى حياته المتمثلة فى أهدافه. وبمجرد أن يرى الإنسان أن أهدافه المبدئية تحققت، لابد وعلى الفور أن يبدأ فى وضع أهداف جديدة قد تكون لأوجه جديدة فى حياته فى كل مرة: إذا كنت قد أحرزت أهداف فى اللياقة أو على المستوى المالى اختر هدفاً آخر مختلف من العالم الذى يحيط بك. وينبغى أن يعى الفرد أن الهدف المؤقت يساوى سعادة مؤقتة، فلم يخطر ببالك أنه إذا ورث الشخص مبلغ مالى كبير بالطبع سيُدخل عليه السعادة الغامرة لكن مع استمرار هذه الحقيقة ستتلاشى السعادة وتصبح شيئاً مألوفاً لأن الشخص يعتاد على وجودها .. فالتفكير الدائم فى هدف جديد يساوى سعادة طويلة الأجل. - مفاتيح أخرى للسعادة: 1- الاستمتاع بالآخرين: هذا مفهوم جديد لتحقيق السعادة، لِمَ لا تتعلم الاستماع بالآخرين لأن هذا يحقق السعادة للشخص .. لكن ما هى وسائل إدراك الاستمتاع بالآخرين؟ - إذا نظرت لأطفالك أو أية أطفال تلهو فى الحديقة، ألن تجد نفسك تبتسم وتشعر براحة داخلية عند رؤية ابتهاج الطفل وبراءته فى اللعب. - ألم تنظر إلى شخص كهل يستند على عصاه وهو يتنزه ويعطيك شعور بالرضاء النفسى. - ألم ينتابك شعور بالمتعة عند رؤية شخص متأنقاً يلبس سترة جديدة أو يضع عطراً فواحاً. - ألم يُعجبك شخصاً وسيماً أو فتاة جميلة. - ألم تشدك البساطة فى موقف أو تصرف. - ألم ترتاح عند حديث مع زميل أو صديق. - ألم تسعد بوجود صحبة معك. - ألم تتمنى النجاح لشخص تحبه. كل هذه ممارسات للسعادة أو أنماط يحقق بها الإنسان سعادته التى من الممكن أن يلتفت إليها حتى وإن كانت تحقق له "السعادة الوقتية" إلا أن تعلم الاستمتاع بكل ما يحيط بك هى وسيلة من وسائل معرفة السعادة. 2- النسيان مرادف جديد السعادة: النسيان مفتاح آخر هام من مفاتيح السعادة، والشخص الذى يكتسب المزيد من المعلومات يفقد السعادة. النسيان المتعمد هنا يكون الحل، ولمزيد من الفهم: هل بوسع أى شخص أن يكون سعيداً إذا تعمد أن يتذكر أن أطفاله الذين يلهون أمام عينيه ستموت فى يوم من الأيام؟ أو التفكير المضنى عن الإصابة بمرض أو ضياع ثروة مالية؟ وبوجه عام، هل سيسعد الإنسان إذا فكر بأسلوب مأساوى فى كافة تفاصيل حياته .. فالتجاهل أو النسيان المتعمد يحقق السعادة. 3- التواكل لا يحقق السعادة: والتواكل هنا معناه الاعتماد على الآخرين فى تحقيق السعادة الذاتية له، كما الحال مع المشاهير فسعادتهم الأساسية تعتمد على الإطراء والإعجاب ممن حولهم وترتبط السعادة عند هذه الأشخاص أو بما نسميه بالحالة المزاجية الإيجابية على أشخاص آخرين .. فلا ينبغى أن ترتبط بالمواقف المؤقتة التى يعيشها الشخص فينبغى أن تكون نابعة من داخله.