كتب محمد البديوى وأسماء نصار ولؤى على وسمر مرزبان - تصوير عمرو دياب وياسر خليل
شهدت مصر والمنطقة العربية فى تمام الساعة الثامنة و23 دقيقة من مساء اليوم الأربعاء، خسوفاً كلياً نادراً للقمر.
بدأ الخسوف الكلى فى تمام الساعة التاسعة و22 دقيقة، واستمر ذلك فى صورته الكلية لمدة 100 دقيقة و12 ثانية، وكانت ذروة الخسوف الكلى فى تمام الساعة العاشرة و13 دقيقة، وهى فترة طويلة نسبياً لم تتكرر منذ 2000 عام، حيث اختفى قرص القمر كاملاً عند ذروة الخسوف الكلى للقمر فى ظل الأرض بنسبة 170%، وظهر القمر قاتماً تماماً خلال مرحلة الخسوف الكلى، أى شديدة الظلمة على عكس الخسوفات القمرية الكلية الأخرى التى تبدو بلون الأحمر "القاتم" نوعاً ما.
واستغرق القمر منذ دخوله منطقة ظل الأرض ثم خروجه منها ثلاث ساعات و39 دقيقة و17 ثانية، وهذه هى الفترة الزمنية المهمة التى استطعنا فيها مشاهدة مراحل الخسوف المختلفة بالعين المجردة، أما مرحلة شبه الظل، والتى لم يتمكن المشاهد من رؤيتها بالعين المجردة فقد استغرقت ساعة و3 دقائق، وهى المرحلة التى اقترن القمر فيها بشبه ظل الأرض، ثم دخل بعدها منطقة ظل الأرض ثم شبه الظل مرة أخرى، ثم غادرها، إلى أن ينتهى الخسوف تماماً بعد مرور 5 ساعات و36 دقيقة تقريباً.
وتمكنت 5 قارات من رؤية هذا الخسوف القمرى وهى "أمريكا الجنوبية وأوروبا_وأفريقيا_وآسيا_وأستراليا"، حيث تمكنت أواسط آسيا وغربها وشرق أوروبا ومعظم أجزاء أفريقا، بينما شاهدته باقى مناطق العالم خسوفاً جزئياً للقمر وبنسب متفاوتة باستثناء أمريكا الشمالية التى لم تشاهد الخسوف، وذلك لعدم وجود القمر فوق الأفق.
تابع المصريون مساء اليوم، الأربعاء، ظاهرة خسوف القمر التى بدأت فى القاهرة الثامنة و23 دقيقة، وشاهدوها بالعين المجردة، فى ظاهرة نادرة، حيث استمرت الظاهرة 3 ساعات و40 دقيقة، بدأت فى الثامنة و23 دقيقة بخسوف جزئى، ثم بدأ الخسوف الكلى فى التاسعة و22 دقيقة، ويستمر حتى الحادية عشرة و3 دقائق، وبعدها يعود الخسوف جزئياً مرة أخرى، وينتهى فى الثانية عشرة و3 دقائق من صباح الخميس.
وقال الدكتور أحمد محمد فتحى أستاذ بقسم الأبحاث الشمسية بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن هذه الظاهرة هى حجب الأرض ضوء الشمس عن القمر فى مراحل مختلفة بدأت بالخسوف الجزئى فى الساعة الثامنة و23 دقيقة.
ونظمت جامعة القاهرة، احتفالية لطلابها فى كلية العلوم، لمتابعة الحدث، وأدى عشرات الحضور صلاة الخسوف فى مكان مخصص لذلك، فيما توافد العشرات من المهتمين برصد الظاهرة، إلى الجامعة الأمريكية التى نظمت احتفالية له، من خلال عرض للعرائس عن دور القمر والشمس فى حياتنا، وأتاحت أفلام علمية، حيث حضر الاحتفالية الدكتور مدحت هارون المدير الأكاديمى بالجامعة الأمريكية.
وأذاعت الجامعة الأمريكية كلمة عبر الفيديوكنفرنس، للعالم الكبير الدكتور فاروق الباز عن ذكرياته ودوره فى برنامج أبولو، وهبوط الإنسان على القمر ودور تكنولوجيا الفضاء فى التنمية.
ومن ناحية أخرى، أقامت مساجد مصر بعد العشاء صلاة الكسوف، حيث قامت وزارة الأوقاف بإرسال تعليماتها لجميع المديريات بإقامة صلاة الكسوف فى الجوامع الكبرى، حيث أقيمت الصلاة فى مسجد الفتح بالقاهرة بحضور عدد من قيادات المديرية، وصرح بذلك الشيخ محمد عبد الرحمن، مدير مديرية الأوقاف بالقاهرة.
يذكر أن خسوف القمر يحدث عندما تقع الأرض بين الشمس والقمر على خط واحد، حيث تعد ظاهرة خسوف القمر من الظواهر الفلكية التى يمكن أن يشاهدها الإنسان ويتابعها بالعين المجردة دون أدنى خطورة، على عكس كسوف الشمس الذى يتطلب مشاهدته نظارات خاصة، كذلك ليس لخسوف القمر آثاراً سلبية على الأرض.