بسم الله الرحمن الرحيم طفلة بسن السادسة من عمرها كان لديه قطه ماتت وحزنت عليها هذه الطفلة حزن شديد وهذا أمر طبيعي كون الأطفال يتعلقون في هذه الحيوانات الأليفة والتي تعد بالنسبة لهم كفرد من أفراد الأسرة، هذه الطفلة بدت عليها ملامح الحزن والأسى على موت قطتها فكان هذا الحزن واضح جلياً على وجهها في مدرستها فما كان من معلمتها إلا أن أخذتها على انفراد فسألتها عما يضايقها وعن سبب حزنها الشديد فقالت الطالبة: "قطتي ماتت" فسألتها المعلمة وما سبب موتها ؟ فردت عليها الطالبة بانفعال وبوجه حزين قتلها "عمر" فقالت لها المعلمة من أخبرك بأن عمر هو من قتل قطتك فقالت الطالبة: أمي هي من أخبرتني بذلك. هذه القصة وغيرها من القصص والأكاذيب التي يلقنها الكبار للأبناء وهم في هذه السن حتى ينشئوا على كره هذه الشخصية منذ نعومة أظافرهم، المشكلة ليست في (عمر رضي الله عنه وأرضاه) الذي يعد ثاني الخلفاء الراشدين ومن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ومن علماء الصحابة الذي في عهده فتحت بقية العراق وشرقه ومصر وليبيا والشام وفلسطين وفارس وخرسان وشرق الأناضول وجنوب أرمينيا وطجكستان وعادت القدس إلى الدولة الإسلامية والمسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين تحت حكم المسلمين لأول مرة ولا فيما يقال ويفترا عليه ولكن المشكلة الأدهى والأعظم بأن هؤلاء الأطفال يربون على الحقد والكراهية منذ صغرهم، يربون على الكذب وكيفية التعامل بهذه الصفة البغيضة منذ صغرهم، يربون على تزوير الحقائق وتلفيق التهم منذ صغرهم ، يربون على أنهم مظلومين وان حقوقهم سلبت منهم منذ صغرهم. فكيف إذا كبر هؤلاء ما تُـرى أن يكونوا وأي مبادئ سيحمل هؤلاء الناشئة في حياتهم إذا كانت تربيتهم قد بنيت على هذا الأساس وهذه القواعد الكاذبة الحاقدة المطعمة بتزوير الحقائق . وعندما عادت المعلمة في محاولة منها بإقناع هذه الطالبة بأن هذا ليس صحيح ، تساءلت كيف تبرر لهذه الطفلة بأن (عمر ابن الخطاب) توفي منذ أكثر من 1367 سنة وإنه لم يقتل قطتها ولم يكن هو المتسبب في موتها وإن ما قيل عنه إنما هو كذب وافتراء عار عن الصحة. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)، وكما يُقال:"التربية في الصغر كالنقش على الحجر" فإذ كان الأساس تربية صالحة صادقة بعيدة عن الكذب وتلفيق التهم والأكاذيب وخلق قصص لا تمس للواقع بصلة كان لهذا النشء أن يكون لبنة صالحة في المجتمع وفي أسرته وإذا كان غير ذلك فلا يستطيع البناء عليه ويكون ممن يعتمدون الكذب والتلفيق وتدلس الحقائق في حياتهم اليومية بكل أعمالهم وهذا ما يذكرنا به الشاعر بقوله : "وينشا ناشا الفتيان فينا كما قد كان عوده أبوه". ولاشك بان على الوالدين مسؤولية كبيره لأن بيدهم الأساس الذي تقوم عليه شخصية الإنسان لقوله صلى الله عليه وسلم (معلم البشرية وخير مربي لها) " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " فلنحسن تربية أبنائنا ونغرس في نفوسهم صادق الأفعال ونربيهم على القيم الحميدة الفاضلة واحترام الأخلاقيات ومنها قول الصدق والعمل به والاتزان في الحكم على الأمور بمنظور الحيادية يقول النبي صلى الله عليه وسلم (عليكم بالصدق فان الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا) ولا نبرر لهم القيام بأعمال منافية للواقع بأي حجة من الحجج ومهما كانت الغاية التي نسعى إليها فتربية الإنسان دون قيم حميدة وأخلاقيات فاضلة تربية فاسدة غير صحيحة وعواقبها وخيمة سواء على الفرد نفسه أو على أسرته أو على مجتمعه.