ان المتأمل في واقع ممارسة النظام التعليمي الرسمي وغير الرسمي على حد سواء ، يلمس وبمجرد المشاهدة غلبة آلية ونمطية واحده وهى تقديس الدرجة والبحث عن الشهادة ولو على حساب تربية الإنسان السوي الذي يمتلك من المهارات الحياتية ما يؤهله لكي يكون فاعلا في مجتمعه حريصا على خدمة نفسه ومتفانيا فى خدمة أمته ودينه . • اننا وببساطة شديدة أمام نظام أصابه الخلل فى بنيته التحتية وانعكس الخلل على أرجاء المنظومة ونتج عنه كل ما نحن فيه من مشكلات على مستوى الجامعة وما بعد الجامعة . اننا نعرض فى تلك الورقة لمحور هام لو تم الاهتمام به بشكل فاعل وبشكل متوازى مع أصلاح بقية المحاور فى منظومة التعليم لكانت النهضة الحقيقية ولكانت متعة التعلم هى الغالبة والسائدة فى مجتمعاتنا التعليمية والتعلمية على المستوى العربي . • ان وجود شعار يتمثل فى ( التربية والتعليم ) لدى معظم الدول العربية ويتضمن فى ما يصاغ ويعلن عنه فى المنتديات الرسمية وغير الرسمية ، إضافة الى كون المقررات الدراسية تزدحم بكل المفردات التى تعبر صراحة عن رغبة صريحة فى تنمية الوجدان والانتماء والمواطنة وغيرها من المفردات ذات الطابع الوجداني . وعند التطبيق على أرض الواقع نجد ان تلك المنظومة الوجدانية الورقية باتت فى طى النسيان فى ظل ممارسات إدارية وتدريسية ومعاملات غلب عليها طابع المصلحة ، وبمجرد المشاهدة لما يدور داخل المؤسسة التعليمية تجد الجميع يلهث وراء حفظ نص أو حل مسألة بشكل نمطى أو حل اختبار قبل موعد الامتحان ، والكل يراهن على كم من الدرجات سيحصل عليها التلميذ وان قل عمره وكان فى مرحلة الروضة . اننا امام مشكلة حقيقية وداء استشرى فى أوصال مجتمعاتنا العربية وبخاصة فى ساحاتها التعليمية ، نراه كضوء الشمس فيما يحدث فى مدارسنا بالتعليم العام وبخاصة مرحلة الثانوية العامة والتى يعلن ولى الأمر الحداد على المؤسسة التعليمية ( المدرسة ) مع نهاية شهر يناير من كل عام وتبحث عن الطلاب فى رواق الصفوف فلا تجد من مجيب سوى صدى صوتك ولا حول ولا قوة إلا بالله ضاعت المدرسة ولم يعد لها حضور ، واذا اردت الطالب عليك أن تبحث عنه فى حجرة مغلقة داخل منزله وقد انكب على الملخصات والكتب الخارجية ومراجعات آخر العام لكى لا يفوته سؤالا لم يحفظه وهكذا تقول التوقعات . • اين المعلم فى تلك المرحلة وما دوره ؟ انه يراجع هو الآخر ويبحث عن لقمة العيش والتنافس مع الزملاء لمن ستكون له الغلبة فى عدد رواد سنتر المراجعات ، أو نسبة الدروس على المستوى الفردى والجماعى . • لنعود إلى موضوعنا الأساسي وهو التربية الوجدانية البعد الغائب فى نظامنا التعليمي تدريسا وتقويما وممارسة ، وتعالوا معي نشير الى حقيقة هامة تتمثل فى غياب الخطاب النفسي العلمي التربوي السليم والذي يشير اليه الدكتور عبد الحميد أبو سليمان في كتابه ( أزمة الإرادة والوجدان ) حيث يقول ( ص 18) إن غياب الخطاب النفسي العلمي التربوي الذى لابد منه لبناء نفسية الطفل قد أدى إلى خلل فى تكوين البعد النفسي الوجداني لدى الطفل المسلم ، مما جعله ينموا إنسانا بالغا مفتقدا لدفع البعد الوجداني الفعال اللازم لتحريك الطاقة ، وبذل الجهد ، وتوفير الأداء الايجابي ( الارداة ) الذي يعد شرطا ضروريا لتملك القدرة على التصدي للتحديات التي تواجه الأمة والمجتمع بشكل فعال . • ويشير الدكتور عبد الحميد فى موضع آخر ( ص 204) الى ان مجتمع القهر والإرهاب والاستبداد هو مجتمع التفرد والتسلط الذي ينتفي فيه دور الآخر ومشاركته ، ويستبد فيه كل فرد بمن هو دونه ويستعبده ، فكل فرد له نفسية العبد ، وهو مصاب بداء الخنوع لمن هو أقوى منه ، وفى الوقت نفسه بما يعانيه من المهانة والخسف ، إذا اقتدر كان بحكم ما ألف نخاساً وطاغية على كل من هو دونه وأضعف منه ، ولا يربط على وجه الحقيقة بين أبناء مجتمع العبيد تكافل ولا تعاون ، ولكنها فردية وأنانية وتلهف على المنافع ، وتفان فى التبعية ، والخضوع والاستبداد ، فى سلسلة لا تنتهى إلا عند السيد الأكبر والطاغية الأعلى الذى يعبد ذاته ، ويخضع بدوره للسيد القوى الأجنبي، ويستسلم بدوره لإرادته ولقهره والتسليم لأطماعه ، وحرصا منه على ذاته ومصالحه وملذاته لا يبالى بأن يفرط فى سبيلها بمقدساته وحقوق أمته . • ومن الطبيعي فى مجتمع نفسية العبيد ، وهرمية الاستبداد ، وفكر الوصاية ، والتفرد أن يأتى ترتيب الطفل بضعفه فى أسفل سلم الأولويات كماً ضئيل الحجم والقدر مهمل القيمة والكرامة ، وليس عدة المستقبل وبذرة التطور ومحط الأمل وقبلة الرجاء ، فهذا الكائن الذى لا يفهم ولا يعى ولا يدرك ، والذى هو فى اسفل هرم الاستعباد يجب أن يؤمر وينهى ويسير وفق رغبات الأكبر سناً والأعلى قدرا من الاخوة والأقرباء والمعلمين ، وعليه دائما أن يلبى ويخضع ، وليس لمثله أن يسأل أو لا يسأل ، ولا أن يناقش ، ولا أن يناقش ، وعليه التزام الصمت والطاعة ، لا تحترم أراؤه الطفولية ، ولا يؤبه لرغباته الصبيانية ، وعليه دون مساءلة أو اعتراض أن يقوم بالحفظ والاستظهار ، والتقليد والمتابعة فتلك فى مجتمع العبيد مناهج التربية ومفاهيمها ، وأما الإرهاب والعقاب فهما وسائلها وأدواتها الأساسية المعلن منا والمستتر . • - التربية الوجدانية • تتعلق التربية الوجدانية بالجانب العاطفي والشعوري عند الإنسان، الذي يشكل سائر جوانب الشخصية الإنسانية المتكاملة. • والوجدان _ كما ورد في المعجم الوسيط يطلق على كل إحساس أولى باللذة والألم ويطلق كذلك على أنواع من الحالات النفسية من حيث تأثرها باللذة أو الألم في مقابل حالات أخرى تمتاز بالإدراك والمعرفة. • وعلى هذا فان الأحاسيس والمشاعر الكامنة في أعماق الإنسان, وما ينتج عنها من مشاعر سعادة وألم ومشاعر ايجابية أو سلبية كل ذلك يشكل الوجدان عند الإنسان. • والتربية الوجدانية- في نظري- هي التي تعمل على تنمية هذه المشاعر والأحاسيس • بالصورة الايجابية التي تؤدى في النهاية إلى علاقة ايجابية مع البشر والكون والحياة. وتعتمد التربية الوجدانية- كغيرها من صور التربية على مجموعة من المحاور: 1- الأسرة: تعد الأسرة المحضن الأساس الذي يبدأ فيه تشكل الفرد وتكون اتجاهاته وسلوكه بشكل عام، فالأسرة تعد أهم مؤسسة اجتماعية تؤثر في شخصية الكائن الانسانى، وذلك لأنها تستقبل الوليد الانسانى أولا, ثم تحافظ عليه خلال أهم فترة من فترات حياته وهى فترة الطفولة, وهى "الفترة الحرجة في بناء تكوين شخصية الإنسان كما يقرر علماء النفس، وذلك لأنها فترة بناء وتأسيس". • والى هذا أشار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"ففي البيئة الأسرية يشكل الأبوان الطفل، ويحددان اتجاهاته الرئيسية وهى الاتجاهات العقدية، فالأسرة تلعب دورا رئيسيا ومهما في رسم شخصية الفرد وسلوكه وعقائده الباعثة على جميع السلوكيات المتنوعة. وفى الأسرة يتعلم الأطفال " التحكم في رغباتهم، بل وكبت الميول التي لا توافق المجتمع..ومن هنا فان أسس الضبط الاجتماعي تغرس بواسطة الوظيفة التربوية في محيط الأسرة". • لذا لا غرابة أن نلحظ اهتمام الباحثين في مجال انحراف الأحداث بالأسرة، وجعلها من المحاور الرئيسية التي تدور عليها أبحاثهم، في محاولة اكتشاف أسباب الانحراف والعوامل المؤدية إليه. ومما لاشك فيه أن الأسرة المفككة عامل رئيسي في انحراف الأحداث وسلوكهم طريق الجنوح، ومحضن مناسب لتخريج أحداث منحرفين. 2- المدرسة: تأتى المدرسة في المرتبة الثانية من حيث الأهمية في تنشئة الطفل، خاصة بعد أن عمم التعليم وأصبح إجباريا في سنواته الأولى في أغلب الدول، وتحملت المدرسة تعليم الصغار بالتعاون مع الأسرة من أجل توسيع مدارك الطفل وجعله يحب المعرفة والتعليم، مما أدى إلى بروز المدرسة كمؤسسة اجتماعية مهمة، لها أثرها الفعال في مختلف جوانب الطفل النفسية، الاجتماعية، والأخلاقية، والسلوكية، خاصة وان الطفل في السنوات الأولى من عمره يكون مطبوعا على التقليد والتطبع بالقيم التي تسود مجتمعه الذي يعيشه في المدرسة، لذا فان المدرسة تعد عاملا عظيم الأثر في تكوين شخصية الفرد التكوين العلمي والتربوي السليم, وفى تقرير اتجاهاته في حياته المقبلة وعلاقته في المجتمع. ومن هنا فان المدرسة ليست محضنا لبث العلم المادي فحسب، بل هي نسيج معقد من العلاقات خاصة للطفل الصغير، ففيها تتوسع الدائرة الاجتماعية للطفل بأطفال جدد وجماعات جديدة، فيتعلم الطفل من جوها " المزيد من المعايير الاجتماعية في شكل نظم، كما يتعلم أدوارا اجتماعية جديدة، فهو يتعلم الحقوق والواجبات، وضبط الانفعالات، والتوفيق بين حاجته وحاجات الغير، ويتعلم التعاون، ويتعلم الانضباط السلوكي". • فالطفل يتعلم كل ذلك من خلال ما يتلقاه من علوم معرفية وما يكتسبه من مخالطة رفاقه في المدرسة، فالمدرسة بالجملة لها أثرها الفعال في سلوك الأطفال وتوجيهاتهم في المستقبل..كما أننا ومن خلال المدرسة نستطيع أن نكتشف عوارض الانحراف مبكرا لدى الأطفال، مما يهىء الفرصة المبكرة لعلاجها قبل استفحالها، مثل الاعتداء على الزملاء، أو السرقة من حاجياتهم، أو محاولة الهرب من المدرسة، أو إتلاف أثاث المدرسة، مما يعطى مؤشرا أوليا لوجود خلل في سلوكيات الأطفال. 3-البيئة المحيطة: • وهى تعنى الحي السكنى أو المنطقة الجغرافية التي تقطنها الأسرة بجوار العديد من الأسر، وتتشابك فيها العلاقات الاجتماعية بين تلك الأسر وأفرادها تأثرا وتأثيرا. • لذا " فان الحي يسهم في تزويد الفرد ببعض القيم، والمواقف، والاتجاهات، والمعايير السلوكية، التي يتضمنها الإطار الحضاري العام الذي يميز المنطقة الاجتماعية. 4- الأصدقاء: • تتكون عناصر شخصية الطفل وسلوكياته بواسطة العديد من المؤثرات، وان كانت الأسرة والمدرسة من أبرز تلك المؤثرات، فجماعة رفاق الطفل وأصدقاؤه لا تقل في الأهمية عما ذكر، بل قد تفوق تأثيرات الأصدقاء تأثير العوامل السابقة، ذلك أن جماعة الرفاق تتيح للحدث فرصة تحدى الوالدين من خلال قوة الجماعة الجديدة التي صار جزءا منها، التي تسانده في إظهار هذا التحدي، إضافة إلى شعوره أنهم يمدونه بزاد نفسي لا يقدمه له الكبار أو الأطفال... وبهذا تعد طبقة الأقران احد المصادر المهمة والمفضلة عند المراهقين للإقتداء واستقاء الآراء والأفكار، ولقد أشار الإسلام لأهمية الرفقة والصداقة وأثرها في حياة الفرد في اكتساب القيم والسلوكيات والأفكار. فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" والخليل هو الصديق أو الرفيق، فإذا كان اثر الصديق يمتد إلى الدين فلا شك أن أثره في سلوكه واتجاهاته سيكون واضحا وبينا، هذا إذا كان واحدا، فكيف إذا كانت جماعة ؟ فلا شك أن أثرها على الطفل أو على الحدث سيكون أكبر. • ولا غرابة أن يكون لجماعة للأصدقاء كل ذلك الأثر، "فالانتماء هو أساس العيش في جماعة اللعب، وهو يتمثل بالقبول المطلق والولاء المطلق...فالطفل يتعلم في جماعة اللعب كيف يعيش في جو جماعي من نوع جديد، وفى إطار قواعد اجتماعية جديدة لا سبيل لمخالفتها" والا نبذته الجماعة. • وتشير كلا من ابتسام محمد وليلى محمد فى ورقة العمل المقدمة لمؤتمر التربية الوجدانية للطفل المسلم والمعنونه ب ( أثر الثقافة الدينية فى التربية الوجدانية للطفل ) إلى ما يلي : 1- أساسيات الشعور الديني لطفل مرحلة ما قبل المدرسة 2- التدين ظاهرة فطرية لدى الطفل , ومن خلال هذه الخاصية , وبالإضافة إلى خاصية سهولة تقبلهم أقل شيء في هذه المرحلة , فإن تنمية مجموعة من المفاهيم الدينية المناسبة أمر سهل , وبخاصة أنهم يملكون الاستعداد لتقبل تلك العناصر الدينية . 3- إذا كان التدريب , والتعويد , والتكرار : له دور فعال في تكوين وتنمية مفاهيم الدين لدى الطفل ، فإنه ينبغي على المربين أن يقوموا (وبخاصة المعلمات) بتكرار السلوكيات المرغوبة أمام الأطفال ويطلبوا من الأطفال ذلك حتى تثبت , وتصير لديه عادة. 4- بوصول الطفل إلى سن الرابعة يبدأ في توجيه مجموعة من الأسئلة ذات المضمون الديني , وينبغي استغلال حاجة الطفل لاستطلاع هذه الإجابة في تقديم إجابات شافية من خلال المفاهيم الدينية المناسبة له , والتي ترد على أسئلته . 5- إذا كان خيال الطفل خصباً وينزع إلى التعددية في تصور المفاهيم الدينية في هذه المرحلة فمن المطلوب تقديم مجموعة من الحكايات , أو القصص التي تقابل هذه الخاصية في شخصية الطفل , وتشبع رغبته في التخيل , ولكنها في نفس الوقت تربطه بالواقع الذي يعيشه من خلال القيام بأدوار تجسد هذه الحكايات بمواقفها المتعددة. 6- لا يدرك الطفل المعاني المجردة للمفاهيم الدينية وبخاصة في مجال العقيدة الدينية (الغيبيات) وتعتمد تفسيراته لها على المشاهدات الحسية والواقعية , ومن ثم ينبغي استخدام حواس الطفل عند تقديم المفاهيم الدينية المناسبة , والابتعاد عن المعاني المجردة , واستخدام الاسلوب البسيط , السهل , وغير المعقد بالنسبة لتفكير الطفل . 7- يتميز النمو الديني للطفل بالواقعية والشكلية والنوعية , ولهذا ينبغي تقديم الأمثلة الحسية الواقعية البعيدة عن تشبيه الله عزوجل وبخاصة المتصلة بحياة الطفل ذاته , أو علاقاته مع الآخرين , وأن يقوم المربون بتقليدها , وبمحاكاتها أمامه ليسهل عليه محاكاتها واستغلال خاصة النفعية في تعزيز النجاح في تحقيق أهداف المناشط الدينية. مقترحات لتفعيل التربية الوجدانية من خلال اليوم الدراسي في رياض الأطفال تنبع أهمية الناحية الوجدانية لطفل الروضة من ديننا الإسلامي الحنيف لما له من أثر في نفس الطفل وسلوكه.لذلك يمكن للروضة ان تحقق الأهداف العامة التالية : مساعدة الأطفال على غرس العقيدة الإسلامية في نفوسهم ،وترسيخ الإيمان بالله في قلوبهم ،وتنمية اتجاهات ايجابية نحو الدين والقيم الإسلامية . ويتم ترجمة تلك الأهداف الى واقع من خلال ممارسة الآتى : النشاط الفردي:- * التعود على ترديد دعاء الشكر لله كل صباح. * تعزيز بعض الأدعية المرتبطة بالسلوكيات الهادفة مثل (دخول الحمام). * تطبيق بعض آداب السلوك في المعاملة. * تشجيع الأطفال على التعامل الصحيح وإكسابهم عادة البدء بالبسملة والاستعاذة. * ممارسة النظام في العمل. النشاط الصباحي :- * قراءة بعض السور القرآنية التابعة للخبرات التربوية . * قراءة بعض الأدعية المناسبة للخبرات . * إنشاد بعض الأناشيد الدينية. * الاستماع إلى بعض القصص الدينية المرتبطة بالخبرات والمناسبات التربوية والدينية . * قراءة بعض الأحاديث النبوية الشريفة . * الاحتفال ببعض المناسبات الدينية للأطفال. الحلقة النقاشية :- * استخدام الصور والقصص عن الأنبياء وردت بالقرآن الكريم لإعطاء معلومات للأطفال وربطها بالخبرات التربوية. * التعبير عن جمال الطبيعة وهي مظاهر قدرة الله تعالى. * التعريف بمفهوم أركان الإسلام الخمسة . * إعطاء وتعريف الأطفال من خلال الأنشطة بعض الكلمات المرتبطة بالنواحي الوجدانية ( كعبة / حج / مسجد ) . * مساعدة الأطفال على معرفة أماكن العبادة في مناطقهم. * تعويد الطفل على الهدوء أثناء الاستماع لآيات من القرآن الكريم المسجلة على الشريط . * ترديد بعض الآيات القرآنية المرتبطة بالخبرات التربوية . العمل بالأركان : * توفير خامات من البيئة لمساعدة الأطفال على عمل نماذج ومجسمات وأشغال فنية للمناسبات الدينية . * توفير قصص تهذيبية متنوعة . * مساعدة الأطفال من خلال ألعاب الدراما في ركن البيت . * مساعدة الأطفال على سماع آيات من القرآن الكريم في ركن المكتبة . * استخدام ركن البيت للعب الإيهامي في المناسبات الدينية . * ملاحظة المعلمة للطفل من خلال تعبيراته عن مشاعره باللغة والحركة والعين. الأنشطة اللاصفية – * تربية الحيوانات الأليفة والدواجن والتعرف على خلق الله من خلال تربية الحيوانات الأليفة . * مساعدة الأطفال على معرفة أماكن العبادة من خلال استخدام الوسائل المختلفة. * الاستماع للقصص الدينية المختلفة . * مشاركات الطفل في سرد قصص من السيرة النبوية التي وردت في القرآن الكريم . * التعرف على بعض قصار السور القرآنية وحفظها. * التعرف على بعض الأحاديث النبوية الشريفة . تطبيقات تربوية لتنمية الشعور الديني عند الأطفال تفيد معرفة مراحل النمو وخصائص الشعور الديني عند الأطفال في تقديم بعض الأمور التربوية التي من المهم مراعاتها وهي : 1- البدء بتعليم الدين للطفل منذ الطفولة المبكرة وذلك عن طريق تنمية المفاهيم الدينية العقائدية لديه . وهذا الأمر من السهل إنجازه لأن التدين ظاهرة فطرية لدى الإنسان . ولديه الاستعداد لتقبل بعض المفاهيم الدينية في هذه المرحلة . 2- الإجابة السليمة الواعية عن الأسئلة الدينية للطفل بما يتناسب مع عمره ومستوى فهمه وإدراكه ويشبع حاجته للمعرفة والاستطلاع . 3- تعليم الطفل القيم والمبادئ الخلقية في الإسلام بأساليب غير مباشرة مثل: العدل ، المساواة ، الحرية ، الحق ، الإخاء . وتعليمه قيمة التسامح والانتماء الوطني ليشمل حبه واهتمامه أبناء وطنه كافة على اختلاف أديانهم , وتعليمه الانتماء الإنساني ليشعر بالأخوة الإنسانية تجاه أبناء آدم . 4- حكاية القصص الخيالية لطفل ما قبل المدرسة حتى يشبع رغبته في التخيل . مع ربط هذه القصص بالواقع الذي يعيشه من خلال الدراما الخلاقة والاجتماعية . 5- تقديم القدوة الحسنة للطفل ليقوم بملاحظتها وتقليدها . واستخدام أساليب التكرار والممارسة والترغيب لتنمية المفاهيم الدينية لدى الطفل بشكل ملائم حتى لا يحدث لديه تثبيت عند مرحلة معينة من مراحل النمو الديني . لأن التثبيت يعني تنشئة فرد منافق . متمركز حول ذاته ويتسم بالنفعية , ومثل هذا الفرد لا يقوى على التفكير المنطقي الواعي السليم وتحقيق النضج العاطفي والنمو الإيماني الصحيح . 6- إشعار الطفل بالأمان والحب والجمال . وربطه بالعقيدة عن طريق حب الله وشعوره بجمال الخلق في الطبيعة وفي الإنسان . إن تنمية انفعالات الطفل في الطفولة تتكامل مع نمو عقله وتفكيره المنطقي بعد ذلك ويجعل حب الله قوياً وإيمانه ثابتاً . إرشادات تعين المعلمة لتحقيق أساسيات التربية الوجدانية لطفل الروضة • يراعى أن يذكر اسم الله للطفل من خلال مواقف محببة وسارة , والتركيز على معاني الحب والرجاء "إن الله سيحبه من أجل عمله ويدخله الجنة " ولا يحسن أن يقرن ذكره تعالى بالقسوة والتعذيب في سن الطفولة , فلا يكثر من الحديث عن غضب الله وعذابه وناره , وإن ذكر فهو للكافرين الذين يعصون الله . • توجيه الأطفال إلى الجمال في الخلق , فيشعرون بمدى عظمة الخالق وقدرته. • جعل الطفل يشعر بالحب "لمحبة من حوله له" فيحب الآخرين , ويحب الله تعالى و لأنه يحبه وسخر له الكائنات. • إتاحة الفرصة للنمو الطبيعي بعيداً عن القيود والكوابح التي لا فائدة فيها.. • أخذ الطفل بآداب السلوك , تعويده الرحمة والتعاون وآداب الحديث والاستماع, وغرس المثل الإسلامية عن طريق القدوة الحسنة , الأمر الذي يجعله يعيش في جو تسوده الفضيلة , فيقتبس من المربية كل خير. • الاستفادة من الفرص السانحة لتوجيه الطفل من خلال الأحداث الجارية بطريقة حكيمة تحبب الخير وتنفر من الشر. وكذا عدم الاستهانة بخواطر الأطفال وتساؤلاتهم مهما كانت , والإجابة الصحيحة الواعية عن استفساراتهم بصدر رحب وبما يتناسب مع سنهم ومستوى إدراكهم , ولهذا أثر كبير في إكساب الطفل القيم والأخلاق الحميدة وتغيير سلوكه نحو الأفضل. • لا بد من الممارسة العملية لتعويد الأطفال العادات الإسلامية التي نسعى إليها، لذا يجدر بالمربية الالتزام بها "كآداب الطعام والشراب وركوب السيارة .." وكذا ترسم بسلوكها نموذجاً إسلامياً صالحاً لتقليده وتشجع الطفل على الالتزام بخلق الإسلام ومبادئه التي بها صلاح المجتمع وبها يتمتع بأفضل ثمرات التقدم والحضارة , وتنمي عنده حب النظافة والأمانة والصدق والحب المستمد من أوامر الإسلام .. فيعتاد أن لا يفكر إلا فيما هو نافع له ولمجتمعه فيصبح الخير أصيلاً في نفسه . • تستفيد المربية من القصص الهادفة سواء كانت دينية , واقعية , خيالية لتزويد أطفالها بما هو مرغوب فيه من السلوك , وتحفزهم على الالتزام به والبعد عما سواه . وتعرض القصة بطريقة تمثيلية مؤثرة , مع إبراز الاتجاهات والقيم التي تتضمنها القصة , إذ إن الغاية منها الفائدة لا التسلية فحسب . وعن طريق القصة والأنشودة أيضاً تغرس حب المثل العليا , والأخلاق الكريمة , التي يدعو لها الإسلام . • يجب أن تكون توجيهاتنا لأطفالنا مستمدة من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , ونشعر الطفل بذلك , فيعتاد طاعة الله تعالى والاقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم وينشأ على ذلك. • الاعتدال في التربية الدينية للأطفال , وعدم تحميلهم ما لا طاقة لهم به , والإسلام دين التوسط والاعتدال , فخير الأمور أوسطها , وما خير الرسول صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً . ولا ننسى أن اللهو والمرح هما عالم الطفل الأصيل , فلا ترهقه بما يعاكس نموه الطبيعي والجسمي , بأن نثقل عليه التبعات , ونكثر من الكوابح التي تحرمه من حاجات الطفولة الأساسية , علماً بأن المغالاة في المستويات الخلقية المطلوبة , كثرة النقد تؤدي إلى الجمود والسلبية , بل والإحساس بالإثم . • ترك الطفل دون التدخل المستمر من قبل الكبار , على أن تهيأ له الأنشطة التي تتيح له الاستكشافات بنفسه حسب قدراته وإدراكه للبيئة المحيطة به وتحرص المربية أن تجيبه إجابة ميسرة عن استفساراته , تطرح عليه أسئلة مثيرة ليجيب عنها , وفي كل ذلك تنمية لحب الاستطلاع عنده ونهوض بملكاته , وخلال ذلك يتعود الأدب والنظام والنظافة , وأداء الواجب , وتحمل المسئولية بالقدوة الحسنة والتوجيه الرقيق الذي يكون في المجال المناسب . • إن تشجيع الطفل يؤثر في نفسه تأثيراً طيباً , يحثه على بذل قصارى جهده لعمل التصرف المرغوب فيه , وتدل الدراسات أنه كلما كان ضبط سلوك الطفل وتوجيهه قائماً على أساس الحب والثواب أدى ذلك إلى اكتساب السلوك السوي بطريقة أفضل , ولا بد من مساعدة الطفل في تعلم حقه , ماله وما عليه , ما يصح علمه وما لا يصح , وذلك بصبر ودأب مع إشعار الأطفال بكرامتهم ومكانتهم , مقروناً بحسن الضبط والبعد عن التدليل . • غرس احترام القرآن الكريم وتوقيره في قلوب الأطفال , فيشعرون بقدسيته والالتزام بأوامره . بأسلوب سهل جذاب , فيعرف الطفل أنه إذا أتقن التلاوة نال درجة الملائكة الأبرار.. وتعويده الحرص على الالتزام بأدب التلاوة من الاستعاذة والبسملة واحترام المصحف مع حسن الاستماع , وذلك بالعيش في جو الإسلام ومفاهيمه ومبادئه , وأخيراً فالمربية تسير بهمة ووعي , بخطى ثابتة لإعداد المسلم الواعي. نصائح لتربية وتنمية الوجدان للطفل ( يقدمها الأستاذ الدكتور محمد منسى فى بحثة المعنون ب ( أثر ثقافة المجتمع في التربية الوجدانية للطفل) 1-علموا أولادكم القيم جاءت الشريعة الإسلامية لتوجيه الناس إلى أقوم السبل، وهدايتهم إلى الصراط المستقيم الذي يوصلهم إلى سعادتي الدنيا والآخرة، والأخلاق التي ذكرها القران و أشار إليها أكثر من أن تحصى، وقد وصف الله محمدا عبده ورسوله بقوله: "وانك لعلى خلق عظيم " ومن بديهيات الحكمة أن يجعل الله محمد صلى الله عليه وسلم خاتم أنبيائه في هذه المرتبة العليا من العظمة الأخلاقية، لأن مكارم الأخلاق الإنسانية هي ثمرة الأيمان بالله والإيمان بالبعث واليوم الآخر، وهذا ما يفسره قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " وإذا كانت هذه الصفة العظمى التي خص الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم فان علينا كآباء أن نزرع في أبنائنا مكارم الأخلاق، وننشئهم عليها، نعلمهم في كل حين، ونكون لهم القدوة الحسنة، ولا سبيل إلى غرس تلك الفضائل في سلوك أبنائنا مالم تترجم تلك الفضائل إلى واقع عملي. • الأمانة: -على الأب أن يكون صادقا كل الصدق مع أولاده، يجيب على أسئلة أولاده ببساطه وصدق. - عند مشاهد ة مشهد في التلفاز، أوضح لأبنائك النتائج المترتبة على الخداع والغش والسرقة. - ذكر أبناءك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له " وقوله صلى الله عليه وسلم "أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك " • الشجاعة: - امدح أطفالك على كل محاولة فيها مبادهة أو جرأة حميدة، كافىء أقل مبادرة للشجاعة فيهم حتى ولو بدرت في السنوات الأولى - أظهر الشجاعة أمام طفلك وتحدث عنها، ولتكن شخصيتك نموذجا لهم، ويحسن بك أن تجز أطفالك بالصعوبات التي مرت بحياتك دون تبجح، بل بطريقة نزيهة تجعلهم يعلمون أن هناك أشياء صعبة حتى على الناس الكبار علمهم أن الشجاعة هي أن تفعل ما هو صحيح وضروري..أن تبادر إلى عون الآخرين..أن تفكر باتخاذ القرار الصحيح قبل مواجهة الموقف.. وان تستعين بالله قبل الشروع في أي عمل • التعامل بالحسنى: - ذكر أولادك بالمبدأ القرأنى "أدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة وكأنه ولى حميم " - علمهم أن الناس لو اتبعوا هذا المبدأ لما كانت هناك خصومات ومحاكمات..ولا نزاعات ولا مشاجرات. - علمهم أن معاملة الناس تحتاج إلى تواضع..وتأن.. وضبط للنفس، وان التواضع قوة لا مهانة..وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتواضع من دون إذلال ولا بغى، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله أوحى إلى أن تواضعوا، ولا يبغ بعضكم على بعض " - وان علينا الرفق في الأمور كلها، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف " وان الهدوء وضبط النفس من الفضائل العظمى والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: " ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار: تحرم على كل قريب هين لين سهل " وان المسلم ألف مألوف، يألف الناس ويألفه الناس. وان المؤمن لا يكون فظا غليظا فالله تعالى يقول : (( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )) - علمهم منذ الصغر أن التعامل بالحسنى أمر عملى واقعى ، فاذا اصخب أمامك طفل وضج أو رفع صوته حين يطلب شىء بالحاح ، فاطلب منه أولا أن يهدأ ، واحذر أن تخضع لغضبه ، واضبط نفسك واحتفظ بهدوئك ، ثم احمله بعيدا وأجلسه على مقعد ، واذا اقتنعت أن غضبه هدأ ، أعطه الشىء التى يريده ، وانت تفهمه أن الحسنى والمسالمة وليس الصخب هو الذي ساعد على تحصيله الشىء ، فالصخب والضجيج لا يأتيان بخير ولا يفيدان شيئا معك . • الاعتماد على النفس: علم أولادك أن على الانسان أن يعمل ويجد فى عمله ، فالله تعالى يقول : ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )) وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "ما أكل أحد طعاما قط ، خيرا من أن يأكل من عمل يده " وأن على الاولاد أن يعملوا بجد ونشاط في دراستهم كي يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم عند الكبر فيأكلوا من عمل أيديهم. وكن قدوة لغيرك وأشعرهم أنك دوما تسعى في سبيل الأفضل والأرقي في عملك وفى كل مجالات الحياة. ادرس أطفالك واعترف بمواهبهم، وساعدهم على أن يدركوا ذاتهم، فهناك حقيقة يسلم بها المربون تقول: "ليس الأطفال معجونة غضارية نقولبها كما نشاء " فالأصح أن نقول: انهم عبارة عن " شتول صغيرة " لها خصائصها الذاتية، فلا نستطيع أن نحول شتلة سنديان إلى شجرة أجاص، ولكن علينا أن نسعى ونساعد كل شجرة كي تنمو نموها الخاص بها. - دع أولادك يحطمون أرقامهم القياسية بدلا من مقارنة أنفسهم بالآخرين, فنشجعهم على أن يكونوا هذا العام في المدرسة في مركز أعلى مما كانوا عليه في العام الماضي. - امتدح فيهم كل جهد يبذلونه، وعلمهم أن يقولوا إذا عجزوا: ( أنا لا أستطيع أن أفعل كذا وكذا، ولكنني أستطيع أن أفعل هذا وهذا ) - اقترح على أطفالك أكثر مما تأمرهم كلما استطعت، وسلهم فيها إذا كان أحدهم يحتاج إلى المساعدة بدلا من فرض مساعدتك. - حاول أن تقلل من اعطاء القرارات بمقدار ما تكثر من التشجيع على تفتح المواهب، لا تقل له فى البداية ماذا يجب أن يفعل، بل دعه يعرف بنفسه ما يجب أن يفعله وذكره بما يستطيع فعله، فان الذكرى تنفع المؤمنين - اسأل طفلك عن موطن الضعف الكبير عنده، عن مشكلته الكبرى حسب رأيه، وساعد طفلك على أن يدرك أن لكل هم يقلقه حلا مؤكدا من الحلول، والله تعالى يقول ((فان مع العسر يسر؛ إن مع العسر يسر )) • الاعتدال والانضباط: وصف الله تعالى أمة الإسلام بقوله: ((وكذلك جعلناكم أمة وسط )) علم أولادك الاعتدال في كل أمر مباح من طعام وشراب وكلام ورياضة ومصروف، وعلمهم أن يعرفوا حدود الجسم والعقل، وأن يتجنبوا التطرف وفقدان التوازن / قل لهم: إن: الافراط فى الطعام يجعلك أن تبدو اكثر سمنة .. والافراط فى اللعب ربما يتعبك أو ينهك جسمك. والإفراط في مشاهدة التلفاز يمنعك من الدراسة، وله سلبيات أخرى. - اسمح لأطفالك أن ينفقوا بأنفسهم أموالهم الخاصة. - شجع أولادك على أن يتبرعوا بنسبة مئوية صغيرة للفقراء والمساكين • العفة والإخلاص: ذكر الله تعالى في كتابه العزيز أن صفات المؤمنين العفة عن الخوض في الحرام فقال: ((والذين هم لفروجهم حافظون؛ إلا على أزواجهم))، فالآباء المتعففون الشرفاء، يخلفون أبناء عفيفين شرفاء مثلهم، وليتذكر الشباب أن أغلى هدية تقدم للزفاف، عفة تسبق الزواج وترافقه، وإخلاص للشريك بعده، ويسايره. رغم أن بعض الآباء لم يكونوا في شبابهم يعرفون العفة والالتزام بها، إلا أنك تجدهم الآن يتوقون بصدق، ويأملون بإخلاص أن يكون أبناؤهم في نجوة من الفاحشة في عصر الإيدز الرهيب. فكن أيها الأب نموذجا في العفة لأطفالك، ولا تنس أن تبين أن في العفة وعدا بالسعادة لكل الذين حفظوا نقاوتهم، وضبطوا أنفسهم إلى أن وصلوا إلى الزواج. ولاشك أن تعليقاتك على ما يشاهدونه في التلفزيون والمسلسلات أو في الكتب والمقالات ينبغي أن تكون مدروسة، فتؤكد دون تصنع جمال الحشمة ومهابة الالتزام بالدين، ونتائج التمسك بالأخلاق الحميدة، فينال الإنسان رضا الله أولا، ويحفظ صحته ثانيا، ويسعد في دنياه وأخرته. وزمام العفة ليس موجودا من أجل القضاء على حرية الإنسان أو تدميرها كما يزعم أهل الهوى، وإنما هو أداة لحسن الانتفاع بها وتوجيهها في صالح البشر، وبغير زمام العفة فان من الجائز في كل لحظة أن تنطلق الغريزة (الثاوية في أعماق الإنسان) إلى حيث تهلكه وتهلك معه. • الوفاء بالعهد: ذكر أولادك دوما بالمبدأ القرانى في قوله تعالى : ((وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤلا )) وأكد لنفسك وللآخرين أنك رجل تفي بوعدك، وجدير بالاعتماد عليه، وإذا أردت أن تكون جديرا بالثقة فعليك أن تبدأ بأبسط الأمور، حدد أقوالك فتعد (زيدا) بأنك (ستذهب إليه في الساعة السابعة مساء) بدلا من القول الغائم ( سأمر عليك في المغرب). وتقول لولدك سأذهب مهما كنت مشغولا لأنني أريد أن أكون معك وأنت تلقى خطابك في المدرسة صباحا، وعندما يتقيدون بالوقت في مواعيدهم. • الاحترام يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس من أمتى من لم يحل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه"، وإذا أردنا أن نجعل أولادنا قادرين على احترام الناس فعلينا أن نبدأ نحن فنعاملهم باحترام ونكلهم باحترام، ونشعرهم أنهم محترمون. وللأسف فن كثير من الآباء يعاملون صغارهم وكأنهم أشياء لا كبشر، ويقولون: (مادام الصغار صغارا فليبقوا صغارا)، يقول الأب مثلا: (لقد قلت لك أن تفعل كذا وأنا أبوك هل فهمت). علم أولادك أن الاحترام يعنى التصرف بلطف والتحدث بأنس، والمسارعة إلى كسب رضا الناس بادئين برضا الله تعالى. • المودة: عليك أيها الأب أن توضح لابنك أن سخطك على سوء سلوكه لا يؤثر على محبتك له، أكد لأطفالك وطمئنهم وأعد ثانية وثالثة في كل مناسبة بأنك تحبهم جميعا حبا غير مشروط، وهذا لا يمنع من توقيع العقاب على من يشذ أو يهمل أو يؤذى غيره، وأن عقابك له يتوجه نحو فعله الشائن وليس للحط من شخصه أو لعدم محبتنا له. • الإيثار: علم أولادك مغزى حديث رسول اللهً صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" ذكرهم أن رجال المدينة المنورة كانوا أساتذة الإيثار في العالم القديم والحديث، حينما أووا ونصروا المهاجرين من مكة وقاسموهم كل ما يملكون، فأنزل الله فيهم قرانا يتلى إلى يوم القيامة: ((والذين تبوءو الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)) علمهم أن يشعروا بما يحتاج إليه الآخرون، وأن السعادة في إسعاد الآخرين. • الدماثة: ذكر أولادك من حين لآخر أن الإنسان اللطيف المهذب أقرب إلى قلوب الناس، وأدعى كسب مودتهم ومحبتهم. وذكرهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن ألف مألوف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف" وأن الله خاطب نبيه صاحب الخلق العظيم بقوله: ((ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من محولك فاعف عنهم)). حاول أن تكون ودودا دمثا مع الجميع بما فيهم أطفالك، وأكثر من عبارات التهذيب (شكرا), و(معذرة)، واستعن باللباقة في كل أفعالك. • العدل: كن عادلا بين أولادك، حتى يدركوا أنهم متساوون في كل شيء، فلا يكافأ واحد دون آخر، ولا يعاقب طفل ويترك آخر. والخلاصة، فان غرس هذه البذور في أطفالك لا يكون مرة في العمر، بل عليك أن تتعهد تلك الغراس الفتية في أبنائك حتى تشب معهم، وترافقهم في حياتهم، فيكون أحدهم نعم الولد الصالح يسعد أباه في دنياه وبعد مماته. 2-الطفل والقراءة تعتبر القراءة أساس التطور فى ميدان العلوم المعاصرة.. ومنذ اختراع المطبعة، وسهولة الحصول على الكتاب، تقدم العالم بخطى واسعة . وتعلم القراءة فى عصرنا أصبح من ضروريات الحياة، فالأمى كالأعمى وسط المبصرين.. وبالنسبة للطفل فان القراءة تعتبر مصدرا رئيسيا للمعرفة والتعليم..والقراءة بمعناها البسيط، أى التصفح والاطلاع على الصور هو مايهم الطفل قبل أن يقرأ، وقبل أن يدخل المدرسة، ويعتبر الكتاب في كثير من الأحيان أشبه ما يكون بلعبة من ورق مقوي، تحوى الكثير من الرسوم، وتشجعه على التصفح وتعلم ما فيها بمساعدة والديه أو مدرسيه، كي يحصل على المعرفة الموجودة في هذا الكتاب. وتتعدد مستويات الكتابة للأطفال من حيث المحتوى، بحسب السن، حيث تكثر الرسوم وتقل الكلمات في النواة الأولى، وتقل الرسوم وتكثر الكلمات في السنوات المتأخرة.. وتتطور مادة القراءة للطفل لتشمل أيضا أسلوب الكتاب ونوعية المحتوى. وتختلف مواد الطفل من حيث المحتوى والأسلوب والصياغة، وحتى العرض الفني، باختلاف العمر والبيئة التي يعيشها الطفل. إن حاجة الطفل للقراءة أساسية، لإشباع رغبته في التعلم، ومعرفة الأشياء التي حوله، والعالم الذي يعيش فيه. وهى تنمى مع الوقت حب القراءة، ومن نشأ على ذلك منذ نعومة أظافره، فانه يكون من عشاق الكتاب إذا كبر، بل تعتبر هوايته المفضلة في كثير من الأحيان. وتنمية قدرات الطفل القرائية لا تكون بملء عقولهم بالمعلومات بل تكون بالعناية باختيار ما يناسبهم من جانب، وما يحتاجونه من جانب آخر، دون الإخلال بالأصول والثوابت المتراكمة لديه من الأسرة والتي يفترض أن يكون منبعها الدين.ورغم أثر التلفزيون في عصرنا الحاضر في إشغال أوقات الأطفال عن القراءة، إلا أنه يجب على المربين والموجهين أن ينتبهوا لخطورة تسمرهم الساعات الطويلة أمامه، فانه في جانب القراءة يعودهم الكسل، ويعودهم على الكثير غير الكسل في جوانب أخرى..وسيكون لنا في هذا البحث تعليقا سريعا على بعض سلبيات أخرى. كما أنه يدفع عنهم الميل الفطري للقراءة، بل يجعلها في كثير من الأحيان عبئا ثقيلا لا يرغبه الطفل. وعند النظر إلى ميول الأطفال في القراءة، ينبغي مراعاة جانبين: الأول: رغبات الطفل وميوله الخاصة. الثانى: أهداف المربين وحاجات الطفل التى يحب أن يتشربها . ولا شك أن إعمال هذين الجانبين هو الأجدى، بمعنى عدم إغفال ميول الطفل ورغباته الخاصة، لكن تضمن هذه الرغبات والميول من خلا مواد ثقافية وتربوية ضرورية بالنسبة إليه، وقد لا تدرك في كثير من الأحيان فائدتها وأثرها عليه. وهذا الأمر يتأكد في عصرنا الحاضر، نظرا لتداخل مؤثرات إعلامية أجنبية على الطفل تحرفه عن الميول الطبيعية، وتوجهه لأشياء قد لا تكون في كثير من الأحيان مناسبة له، أو تمثل حاجة لديه. مراحل اهتمام الطفل بالقراءة: - في السنة الثانية، يبدى الطفل بعض الاهتمام بالصور، ويشير إليها، ويحاول أن يتحسسها إن كانت بارزة. - وفى السنة الثالثة، يحب أن يستمع إلى شرح الصور ويستمع لقصصها(البسيطة)، ويبدى اهتماما خاصا بالصور ومعانيها. - وفى السنة الرابعة، يحفظ القصص ويحاول أن يحكيها، ويسره الخيال، ويحب التعليق على كافة الصور ومعانيها، ولماذا هي بهذا الوضع أو ذاك ؟ - وفى السنة الخامسة، يحاول أن يقرأ الأحرف ويستوعب مدلولاتها. - وفى السنة السادسة، يبدأ تعلم القراءة اعتمادا على الصور والأشكال التوضيحية، ويسعده أن يجد من يقرأ له القصص المطولة مع، الصور المعبرة لها، ويسره تفاصيلها وأحداثها. وتؤثر القراءة إذا نميت لدى الطفل بشكل كبير.. فهي تفتح آفاق المعرفة وعالم الحياة.. يتعلم الأشياء، والأدوات التي تحيط به وكيف يتجنب المخاطر والحوادث.. والطفل الذي يقرأ غير كتب المدرسة ينمى خبراته ويصقل قدراته، ويستفيد من وقت فراغه ويوازن بين حاجاته للعب وحاجاته للتعلم. ماذا يقرأ الطفل: يحب الطفل دائما أن يعيش في بيئته اليومية، فيحب القصص القريبة من واقعه و أسرته، وحوادث الحياة اليومية. يحب الطفل في السنوات الأولى قصص الحيوانات، ويعجب بشؤون الأسرة والأدوات التي يراها ويعايشها يوميا..وعندما يكبر الأطفال قليلا، وتزداد قدراتهم العقلية، يميلون إلى الاهتمام بالمعارف العامة، وقصص التاريخ والبطولات والاختراعات. ومع تقدم عمرهم الزمني (قبيل المراهقة)، تتأكد لديهم القصص التي تدور حول واقع المجتمع، وتنمى قدراتهم الفكرية، وأحيانا يحبون استطلاع كتب الكبار. وللبنات – خصوصا في أعمارهم المتقدمة – رغبة في قصص الأسرة والعلاقات الاجتماعية والعاطفية، بعيدا عن البطولة والمغامرات البوليسية التي يميل الذكور إليها ويحبونها. خصائص المواد المقروءة المحببة لدى الأطفال: يحب الأطفال أن يقرأوا المواد ذات الصفات التالية: - تحرك الخيال وتنميه. - تستخدم أسلوب الحوار أحيانا. - تذكر البطولات، والمغامرات، وحوادث الشجاعة - تجلب المتعة والسرور - تجيب عن أسئلة تشغل أذهانهم. - تتحدث عن عالم الحيوان. - تهتم بالتشويق (القصص الدينية). - تتناول العلوم والاختراعات بشكل مبسط. - تتضمن قيم المجتمع ومفاهيمه بأسلوب سلس بسيط. - تحوى قدرا معقولا من الغموض. كل ذلك وغيره أيضا، داخل إطار من الرسوم والصور والألوان المبهجة لنفس الطفل. 3-أدب الطفل يعتبر أدب الطفل جزءا من الأدب بعمومه، ويحمل خصائصه وصفاته، وبكنه يعنى فقط بطبقة محدودة من القراء هم الأطفال، وهو إن استفاد من الفنون الحديثة، والرسوم والصور والأشكال التوضيحية، فانه يحمل في النهاية مضمونا معينا، سواء صيغ بأسلوب المقالة أو بأسلوب القصة أو الأنشودة أو الحكاية. وأدب الطفل حديث جدا, بمقياس تاريخ الأدب عموما، ولم ينشأ في صيغته المقروءة المعاصرة إلا منذ قرنين من الزمن تقريبا، ولا يعنى ذلك أنه كان منعدما، لكن الكتابة الأدبية المتخصصة بالأطفال حديثة جد، وبدلا منها وجدت الحكايات المنقولة شفاهة عبر الأجيال، وعلى لسان الأجداد والجدات. ويعتبر أدب الأطفال، بما يحويه من قصص وأشعار وحكايات، في صيغة كتاب أو مجلة أو شريط مسموع أو مشاهد، ميدانا هاما لتنمية قدرة الطفل على الإبداع وتنمية القدرات الابتكارية عندهم. كما يعتبر وسيطا مناسبا في الجانب التربوي للتعليم، وتنمية القدرات الذهنية، واستقرار الجوانب النفسية لدى الطفل..ويمكن القول: انه يتيح للطفل الشعور بالرضا، والثقة بالنفس، وحب الحياة، والطموح للمستقبل، ويؤهله لكي يكون إنسانا ايجابيا في المجتمع. خصائص أدب الطفل: إن المضمون الجيد يفقد أثره عندما يصاغ في قالب رديء، ورغم أنه ليس هناك أسلوب محدد في أدب الأطفال، إلا أننا نستطيع أن نشير إلى بعض المعالم المهمة لهذا الأدب، وهى: أن يتصف بالوضوح, وبساطة العرض، وسهولة اللغة. أن تكون الجمل قصيرة، والمفردات واضحة. الاختصار والتركيز، والوصول إلى المعنى بأقل عدد ممكن من المفردات. لا بأس بالتكرار غير الممل، والتأكيد غير المتكلف. ربط الطفل بأصوله الحقيقية وانتمائه إلى أمته المسلمة وبث المسؤولية التي سيتحملها تقديم البديل الاسلامى لجيل الغد وفرسان المستقبل.. أي المساهمة في وضع لبنة في قلعة الأمة الإسلامية كذلك استخدام أسلوب المفاجأة، وعنصر التشويق والإثارة، والتنوع في التعبير بين المبنى للمجهول، والمحاورة, والأسئلة, ثم العودة إلى الصيغ البسيطة، فإنها تساعد في نجاح وصول المادة إلى الطفل, وتدعوه أيضا لمواصلة القراءة. ولعل من أبرز خصائص أسلوب أدب الأطفال: الوضوح، والتلقائية، والقوة، والجمال, فحيثما وجد يلقى القبول, لان الغموض والتكلف والألفاظ الصعبة, كلها من دواعي العزوف عن القراءة، حتى لو كانت في قوالب فنية جميلة. إذ أن عقل الطفل ووجدانه وغذاءه يجب أن يختلف عما يقدم للكبار من حيث الموضوع والمحتوى والفكرة.. لأن الأطفال يختلفون عن الكبار في درجات التفكير والنضج والتذوق.. وعليه فان الأدب الابداعى الموجه للطفل له طبيعة..فهو يرمى إلى أهداف متعددة تستغرق التربية الوجدانية، وتربية الإحساس بالجمال والتربية الخلقية وتنمية الثروة اللغوية، وبث القيم في نفوس الأطفال وتنمية المهارات عندهم. ومن حيث تشابه مجلات الطفل، فان مجلات الطفل مهما تشابهت فى مظهرها أو في تخطيطها فهي تعتمد على الإسهام في بناء شخصية الطفل وتحديد هويته، ذلك عن طريق عدد من الشكليات والوصايا والمناظرات والرحلات والفكاهات والنوادر والطرائف.. والتراجم ودوائر المعارف وكل شكل من هذه الأشكال له لونه وشكله الفني، وهذا بلا شك يوفر سياقا وأرضية لسمات الإبداع وينميها بحيث تشكل الطفل وتستثار بواسطتها مواهبه. كل هذا جعل التشابه بين مجلات الأطفال أمرا محتوما إذ أنها تسعى لإيجاد مادة تسد حاجته وتلبى رغباته وميوله وتنمي قدراته ليستجيب في سن مبكرة ويشارك بحماسه وشغف. وعند النظر في واقع أدب الأطفال العربي المعاصر، فإننا نجد أنه يتميز بالصفات العامة التالية: غيابا ما يصطلح عليه "أدب الطفل" طغيان نظرية أن الطفل رجل صغير، فيقدم له من الأدب ما لا يتناسب مع عقله وسنه. سيطرة الترجمة على أدب الأطفال، خصوصا في بدايته. سيطرة القصة على كافة ألوان أدب الطفل الأخرى. الاعتماد الرئيسي على الحكايات الشعبية كمصدر للأدب. انتشار الخرافة والمبالغات والخيال. غياب أثر البيئة على الأدب. انعدام الروح الإسلامية في معظم مواده. غياب أدب الأطفال في السن المبكر (قبل السابعة). معظم المواد المقدمة للطفل تنمى ثقافة الذاكرة، وتغيّب ثقافة الإبداع والابتكار. يعتمد على التوجيه المباشر في كثير من الأحيان. تسيطر عليه نمطية الأوامر والنواهي. يخلو من عناصر الخيال المتوازن. يعتمد أسلوب التسليم والإذعان، وليس أسلوب الإقناع والمناقشة. قلة المادة المقدمة للأطفال وسيطرة الهدف التجاري عليها. وبعد كل هذا أريد أن أقول أن الكتابة للأطفال تعتبر من أصعب فنون الكتابة والتأليف، فقد نجد كاتبا يتكلف الصياغة للطفل، ويتقعر في اختيار الألفاظ ويدقق في المعاني، ويحاول أن يسبر غور الأطفال، حتى يعبر عما يجيش في نفوسهم، من خلال قصة، أو حكاية, أو معلومة، أو حتى طرفة. وليس كل من كتب للكبار يستطيع أن يكتب للصغار، فلقد فشل بعض كبار الكتاب، في سرد قصة واحدة للأطفال، ولعل الصعوبة في ذلك تنبع من عدم قدرة الأديب على فهم عالم الطفل وميوله ونفسيته. إن البساطة في أدب الأطفال –وهى سمة رئيسيه له- تعتبر من العوائق الحقيقية أمام كثير من الكتاب، فالتبسيط عادة ما يتطلب جهدا إضافيا من الكاتب، كي يستطيع أن ينزل المعاني في ألفاظ وجمل سهلة مفهومة سلسة، تخلو من الطول والتعقيد والغموض والغرابة، مع الاحتفاظ بالتشويق والجمال والجاذبية في نفس الوقت. ان من الغرائب أن بعض أفضل كتاب أدب الأطفال، هم من الكتاب المغمورين، بل بعضهم لا يتجاوز أن يكون قد اكتشف قدرته في هذا المجال فجأة، دون سابق قصد أو معرفة.. ان أديب الطفل، ينبغي أن يكون فنانا من الدرجة الأولى، ذا حس مرهف، وقدرة مبدعة على الابتكار, صبورا، يستطيع أن يقيم جسورا قوية مع الأطفال. 4-الطفل ووسائط الإعلام إذا تحدثنا عن التلفزيون كوسيط اعلامى هام يتأثر به الطفل تأثرا شديدا يصل في بعض الأحيان للإدمان، فنجد أن الطفل يقوم بكل أنشطته الحيوية وهو يشاهد التلفزيون، فهو يأكل ويلعب ويقوم بعمل واجباته المدرسية أحيانا وهو يشاهد التلفزيون.. ونعلم جميعا أين يكمن الخطر في هذه المشاهدة، حيث يشهد العالم الآن انفجارا من البث الفضائي لقنوات لا نعلم حقيقة مصادرها أو حقيقة أهدافها، ولكننا نعلم أنها تحمل ثقافات بعيدة كل البعد عن ثقافة مجتمعنا الاسلامى وقيمه. ثقافات علمانية ذات أهداف براجماتي (نفعية) ميكافيلية بحتة. ومثال بسيط على ذلك الكارتون الشهير(توم وجيري) يعرض للطفل كيف يمكن للفأر الصغير الضعيف الخبيث أن ينتصر على القط الضخم بالخداع والحيل واستسهال الإيذاء والتسبب في الألم الشديد له، وتنزل كلمة النهاية على وجه الفأر وهو يتلذذ بقهر القط بدهائه وخبثه. وتلك الأفلام المسماة بالخيال العلمي التي تأخذ عقل الطفل بعيد عن واقع مجتمعه وحقيقة مشاكله، وتجعل شغله الشاغل هو انتظار مخلوقات خارقة القوة تأتى من الفضاء لتدمر العالم وتقتل البشر وتستولي على الأرض، هذا الفكر يربى عند الطفل الإحساس باستحالة تحقيق سلام حقيقي في هذا العالم المتطور وربما يخلف فيه إحساس بغياب الأمان، والعدوانية، وتجده كلما عرض عليه اختيار لعبة اختار مسدسا أو رشاشا أو ما شابه من أدوات القتال والدفاع عن النفس. ونجد إعلانات تتخلل هذه البرامج عن سلع شديدة السطحية ليس لها علاقة حقيقية بالسلع التي من الممكن أن يحتاجها الطفل، بل هي أشياء تجعله إنسانا استهلاكيا لا يفكر في حقيقة احتياجاته، بل يصبح الطفل يطالب بحياة كلها ترفيه في ترفيه، وللأسف يستجيب بعض الآباء لتحقيق هذا الترفيه الأعمى للطفل رغبة منهم أن ينعموا طفلهم بما حرموا هم منه. ولكن لننتبه إلى أن أهم علماؤنا وأدباؤنا وغيرهم ممن نجحوا ولمعوا في مجتمعنا العربي أو حتى في العالم، لم ينعموا بكل هذه السلع التافهة. اعتقد أن العقاد مثلا لم يستخدم الفيديو جيم وهو طفلا، والأديب العالمي نجيب محفوظ لم تتمتع طفولته بجهاز كمبيوتر عليه كل ألعاب الأكشن والرسوم المتحركة، والدكتور أحمد زويل أو الدكتور البر ادعى لم يتناول كل منهم هذا الكم من الشيكولاته والهمبورجر والكورن فليكس وشرائح البطاطس مختلفة الطعوم. ووقفة سريعة عند الانترنت، ذلك الذي جعل العالم قرية واحدة، وأتاح الاتصال بين كل أفراد العالم نساء ورجال وأطفال، فهو سلاح ذو حدين يجب الانتباه إلى خطورته وكيفية التعامل معه. فلابد أن نختار للطفل ما يشاهده أو يتعامل معه في زمننا هذا، زمن العولمة، والتهديد بضياع الهوية. يجب أن نصوب إليه دائما ما يراه أو يعرض عليه.. فنقول هذه أخطأت في كذا، وهذا لم يفعل كذا.. وهكذا. نراقب ونتابع ونكمل النقص مع مراعاة احترام ميول الطفل واختياره لما يشاهد، فقيمنا قدر ما هي مرنة ولكنها متينة يستطيع الطفل الارتكاز عليها إذا غرست فيه، يستطيع الطفل من خلال ارتكازه على ثقافة مجتمعه المحلى، وقيم دينه أن يتعامل مع كل الثقافات بلا قلق، يأخذ منها ما ينفعه وينبذ ما يختلف عنه نبذا تلقائي، متمسكا ومحافظا على هويته كمسلم وكعربي. من هنا جاءت توصيات مؤتمر التربية الوجدانية الذي عقد بالقاهرة في الفترة من 8-9 ابريل 2006 بكلية رياض الأطفال بالقاهرة بالاشتراك مع المعهد العالمي للدراسات المعرفية على النحو التالي : • اعداد برامج لتنمية الذكاء الوجداني لدى المعلمات بمرحلة رياض الأطفال بهدف مساعدتهم على فهم ذواتهم وفهم الآخرين ، وادارة ذواتهم وادارة العلاقات مع الاخرين بناء على أسس راسخة وركائز مستقرة للذكاء الوجدانى بجوانبة المختلفة . • توعية المعلمات بأهمية دور الذكاء الوجدانى فى تنمية الشعور بالثقة والاطمئنان والتقدير والاستقلالية مما ينعكس على الاطفال ويساعد على نمو هذا الجانب لديهم وذلك من خلال تدريبهم على التعبير عن انفعالاتهم ومشاعرهم وتحمل مسئولية ذلك ومساعدتهم على حل مشاكلهم وصراعاتهم مع أنفسهم وزملائهم . • دراسة الدوافع العميقة التى تكمن وراء انفعالات المعلمات السلبية والوعى بأثارها المدمرة على حياة الاطفال وشخصياتهم وقدراتهم على تحقيق أهدافهم . • توجية برامج ارشادية للمعلمات اللاتى لم يحققن مستوى مناسب من النجاح المهنى ودراسة مكونات الذكاء الوجدانى لديهن . • تدعيم ممارسة المعلمات للكفايات الشخصية والآدائية فى رياض الاطفال لما لها من أثار ايجابية فى التربية الوجدانية لطفل ما قبل المدرسة وضع سياسات وخطط وبرامج عمل توجة العاملين فى الميدان التربوى نحو البدء فى تطوير البرامج التى تحقق التربية الاجتماعية و الوجدانية . • تطوير الجامعات لبرامج التربية الخاصة الحالية الموجودة بكليات التربية ورياض الاطفال مع التأكيد فيها على أهمية التربية الوجدانية للفئات الخاصة • توعية الاسرة بالاساليب الصحيحة فى المعاملة الوالدية . • عقد دورات تدريبية للزوجين أو المقبلين على الزواج ، عن كيفية التعامل مع الطفل عضويا ووجدانيا من خلال كليات التربية ورياض الاطفال . • عقد دورات تدريبية ارشادية للامهات بشكل دورى تحت رعاية كليات رياض الاطفال . • التأكيد على أهمية الدور الذى تلعبة المؤسسات المختلفة مثل وسائل الاعلام والروضة والمجتمع فى التربية الوجدانية والصحة النفسية للاطفال . • تجنب العنف مع الاطفال وتدعيم الاستقلالية لديهم و أشباع الحاجات النفسية الاساسية مع عدم المبالغة فى التعامل مع انفعالات الطفل من خلال التعرف عليها بدقة وادارتها وضبطها حتى نصل الى تربية وجدانية سليمة الاهتمام بالقصة وأدب الطفل بهدف تنمية التفكير الناقد لدى الطفل . • اعادة النظر فى حكايات الخوارق ، بالدراسة والتحليل وكيفية الاستفادة منها تربويا وتعليميا . • تدريس مقرر لطلبة وطالبات الجامعات فى التربية الاسرية والوجدانية ويكون مقرر اجبارى حتى نطمئن على نوعية القائمين على التربية فى المستقبل . • وضع استراتيجية شاملة وأليات لتنفيذ برامج " تربية أسرية " يعطى الرعاية المتكاملة للاطفال بحيث يشمل النواحى الانفعالية -الاجتماعية ( الوجدانية ) ، وذلك بما يتمشى مع ثقافة الفئات المستهدفة ومستوى تعليمهم والبيئات التى يعيشون فيها . • التأكيد على التواصل بين الروضة والأسرة على أن تكون آلية التواصل من خلال التقرير اليومى عن طريق معلومة تربوية عن الطفل تصل للاسرة أسبوعيا • الاهتمام بتربية وجدان الطفل لحب الوطن والعالم العربي والاسلامى وتقوية انتمائه لتلك الدوائر الثلاث وعدم الفصل بينها . • الاهتمام بالتمرينات الرياضية والحركية التى لها تأثير هام على تنمية وجدان الطفل. • حماية الطفل من الإساءة الجسمية بأكتشافها والتعامل معها مبكر. • مراعاة التغذية السليمة للطفل كطريق هام للتربية الوجدانية . • اهتمام مراكز البحوث والوحدات ذات الطابع الخاص بكليات التربية وكلية رياض الأطفال بالقاهرة بإنشاء وحدة لتدريب الأمهات والآباء على تنمية الذكاء الوجدانى لطفل ماقبل المدرسة ، واصدار كتيبات صغيرة بأسعار فى متناول كل أم . • التدريب أثناء الخدمة لمعلمات رياض الأطفال من خلال برامج معده لتنمية الذكاء الوجدانى بالتعاون مع وزارات التعليم والتضامن الاجتماعى، والأوقاف . • تبادل الخبرات فى مجال البرامج التدريبية للمعلمات والأمهات والآباء فى التربية الوجدانية بين الأقطار العربية خاصة الأقطار التى يتعرض فيها الطفل للاعاقة الوجدانية نتيجة للعنف الذى يتعرض له يوميا فى هيئة قتل وقصف وإراقة دماء ونعنى أطفال فلسطين والعراق . - لأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة فى جميع نوعياتهم يحتاجون الى معلمات ومشرفات مؤهلات فى مجال قياس الذكاء الوجدانى والتربية الوجدانية لحاجة هذه الفئات من الأطفال الى هذا النوع من البرامج التربوية . • الاهتمام بتدريب كوادر تؤمن بفكرة التربية الوجدانية حتى يمكنها أن تفعل برامج التربية الوجدانية للمعلمة ، والأم . • دعوة المجتمع المدنى للقيام بدورة فى هذا المجال بتطبيق برامج للتربية الوالدية من خلال المدارس الثانوية ومن خلال وسائل الاعلام . • التركيز على الانتماء للوطن من خلال برامج التربية الوجدانية. • توظيف الحكاية الشعبية فى التربية الوجدانية مع التركيز على نوعية الحكاية الشعبية التى تحقق ذلك . • الاهتمام بمجال قياس الذكاء الوجدانى للطفل بإعتباره مجال غير مطروق. • البحث فى مجال طرق التربية الوجدانية للأطفال ذوى الحاجات الخاصة القابلين للتعلم. • مراجع تم الرجوع إليها : • ابتسام محمد عيسى حمادة وليلى محمد علي المتروك: أثر الثقافة الدينية في التربية الوجدانية للطفل، ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر العلمي بعنوان( التربية الوجدانية للطفل ) المنعقد في القاهرة من 8 إلى 9 أبريل 2006 . • عبد الحميد أبو سليمان : أزمة الإرادة والوجدان المسلم ، دمشق ، دار الفكر العربي ، 2005. • محمد المنسي : أثر ثقافة المجتمع في التربية الوجدانية للطفل، بحث منشور في مؤتمر: "التربية الوجدانية للطفل" المنعقد في القاهرة من 8 إلى 9 أبريل 2006 . • تصوصيات المؤتمر العلمي بعنوان( التربية الوجدانية للطفل ) المنعقد في القاهرة من 8 إلى 9 أبريل 2006 • منهج التربية الإسلامية- الأستاذ: محمد قطب، جزء أول، وجزء ثانى ،دار الشروق • كيف تربى أبناءك في هذا الزمان- الدكتور:حسان شمسي باشا . دار القلم.دمشق – الطبعة الأولى • منهج التربية النبوية للطفل-محمد نور بن عبد الحفيظ سويد . دار بن كثير.دمشق-بيروت، الطبعة الثانية.