قال محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، إنه لا توجد أرقام دقيقة حول حجم الاستثمار في النشر العربي، ولكنه رجح أن الرقم السنوي يصل إلى خمسة مليارات دولار، ليس لكتب الثقافة العامة فيها إلا نحو 400 مليون دولار، نظرا لتوجيه الجانب الأكبر من هذا المبلغ إلى الكتب المدرسية والمطبوعات الحكومية. وأكد رشاد أن العالم العربي "على اتساعه" ينشر سنويا 30 ألف عنوان فقط، ولا يزيد عدد كتاب الثقافة العامة من هذه الإصدارات على خمسة آلاف عنوان. وشارك رشاد ببحث عنوانه "العلاقة بين دار النشر والمكتبات العامة" في الملتقى الدولي الأول حول الأدب والمكتبات والقراءة بالجزائر، تحت عنوان "ما هي السبل المثلى لترقية القراءة العمومية؟"، والذي شارك فيه خبراء في علوم المكتبات من الجزائر وتونس ولبنان وفرنسا والسنغال. والملتقى هو أحد أنشطة "المهرجان الثقافي الدولي الرابع للأدب وكتاب الشباب"، الذي افتتح الأربعاء الماضي تحت شعار "حرر خيالك"، ويشارك فيه 30 كاتبا من 15 دولة عربية وأجنبية. ويتضمن المهرجان الذي يستمر أسبوعا معرضا للكتاب تشارك فيه 60 دار نشر جزائرية، كما تشهد مدينتا قسنطينة وتلمسان الشماليتان جانبا من أنشطة المهرجان المتنوعة بين الأمسيات الشعرية والقراءات الادبية والورش التدريبية على تقنيات الكتابة والرسم. ويقول رشاد إن الناشر العربي "اضطر" إلى تقليص عدد النسخ المطبوعة من كتب الثقافة العامة للكبار لتتراوح بين 1000 و2000 نسخة من الكتاب الواحد، وفي كتب الأطفال يترواح عدد النسخ بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف نظرا لضيق حجم الاستهلاك الذي يفترض أن تمثل المكتبات جزءا أساسيا منه. ويضيف أن المعايير الدولية تقول إن المكتبة العامة لكي تقوم بدور ثقافي يفترض أن يكون لكل ستة الاف نسمة من المقيمين مكتبة عامة، ولكن عدد المكتبات العامة "في الدول العربية مجتمعة لا يزيد على 4500 مكتبة من جميع الأحجام وربما كان عدد المكتبات العامة ذات الوزن والأهمية في الوطن العربي يدور حول 1000 مكتبة فقط.