فكم حصل بالإكباب على النظر إلى النساء في هذه الشاشات من مشكلات ومعضلات، دفعت بالكثير إلى الاقتحام في الأماكن المغلقة، وعلى بذل الجهود والمستطاع في الحصول على إشباع تلك الغرائز بفعل المحرمات، فنقول لذلك الكاتب: على رسلك أيها المسلم، وعليك أن تفكر وتتدبر في واقع الأمة، في البلاد الإسلامية التي كثر فيها التفسخ، وتبرج الجاهلية، وأصبح الزنا فيها متمكنا برضى الأولياء والأزواج وبغير رضاهم، ونقول إن دور المرأة ووظيفتها حفظ بيتها وزوجها، وتربية ولدها، دون أن تتدخل في الحروب والقتال وما أشبه ذلك، ولا شك أن قصد الناصحين لهذه المذيعة ونحوها حفظ الأخلاق، ونصيحة المسلمين، وإبعاد المرأة المسلمة عن أن تكون فتنة لكل مفتون، فقد قال النبي:صلى الله عليه وسلم اتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء وقال صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء إلى غير ذلك من الأدلة.
ولقد أمر الله تعالى النساء بالقرار في المنازل وترك التبرج فقال تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وقال تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ .
فأمرهن بلبس الخمار وأن يسدلنه من رؤوسهن حتى يستر الوجه وفتحة الجيب، ولا شك أن الوجه هو مجمع المحاسن، وبه يعرف جمال المرأة ودمامتها فعلى هذا الكاتب وأمثاله أن يتوقفوا عن هذا التسرع، وألا يكون من الذين يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف كما هي صفة المنافقين. والله أعلم.