ورد ما يدل على فضل إخفاء العبادات وأن يكون للإنسان أسرار بينه وبين ربه، ومع ذلك يجوز إظهار العبادة إذا قصد بذلك أن يُقتدى به، قال الله تعالى: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ فإذا كان الفرد يُخفي صلاته بالليل وقراءته وصيامه ويدعو الله تعالى بالثبات وطمأنينة القلب ويستغفر الله تعالى ويُكثر من التسبيح والتحميد والتكبير ولا ينطق لسانه إلا بذكر الله ويصدق الحديث وينصح للأمة فلا يُعتبر هذا رياءً إذا كان يقصد نفع الأمة، واقتداؤهم به في هذه العبادات ولا يكون من الغرور ولا من إظهار العمل لأجل التمدح، ويعرف مع ذلك أنه مُقصر في حق الله تعالى ولو عمل أي عمل، ولا يضره كونه مع الناس دائمًا بقصد نصحهم وتوجيههم وتعليمهم مع كونه يُخفي كثيرًا من أعماله كصلاة بالليل وصيام وتهجد ونحو ذلك، ولا يضره كونه يضرب للناس أمثالا عن نفسه لكي يُسهل لهم فيذكر عن نفسه ما يقوم به من القراءة والذكر والأعمال الصالحة ويُبين لهم سهولة ذلك إذا تعودوا عليه ولو كان العمل في نفسه صعبًا فإنه يكون سهلا مع المُداومة عليه.