لا يجوز الإحسان للكفار ولا ملاطفتهم ولين الجانب لهم إذا عرف عنادهم وإصرارهم على كفرهم، وتمسكهم بأديانهم الباطلة وعقائدهم المحرفة، بل يقابلون بالإنكار والشدة، فقد قال الله تعالى: جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وهذا عام فيمن هو داخل بلادنا أو خارجها، وقال تعالى: قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ولهذا ورد النهي عن موالاة الكفار ومودتهم فقال تعالى: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ وقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه وقال العلماء كما في الروض المربع: ولا يجوز تصديرهم في المجالس ولا القيام لهم ولا بداءتهم بالسلام ولا بكيف أصبحت أو كيف أمسيت أو كيف حالك إلخ، لكن إن كان جاهلا ورجي دخوله في الإسلام جازت مصانعته ومهاداته ولين الجانب معه في حال شرح تعاليم الإسلام له حتى لا ينفر من الشدة والغلظة، لقول الله تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ وهذا اللين يكون عند الدعوة إلى الإسلام سواء كان ذلك في بلاد الإسلام أو بلاد الكفر وبه يفهم الكافر ما في هذا الدين من المحاسن والفضائل بخلاف الأديان الأخرى. والله أعلم.