قال تعالى: وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وهذا دليل على تحريم الغيبة التي هي ذكر أخيك بما يكره، ولو كان فيه ما تقول؛ إذا كان ذكرك له على وجه التنقص في غيبته بحيث لا تذكره بذلك عند حضوره، فذلك ذنب كبير، ويعظم الجرم إذا كان ذلك ذكرا لأهل العلم والعبادة والأعمال الصالحة فإن كثيرا من الناس يعمرون مجالسهم بتنقص الهيئات الدينية وأهل الحسبة ويرمونهم بما هم بُرَآء منه يريدون بذلك إبطال عملهم الذي هو إنكار المنكرات، وهكذا الذين ينتقصون أهل العلم ويعيرونهم بالتشدد في الإنكار أو بالضعف وعدم تغيير المنكر أو بالمداهنة أو بالسكوت مع القدرة على التعليم والإنكار، وهم يجهلون ما يقوم به أولئك العلماء من الإنكار، ومعالجة المنكرات بحسب القدرة فنصيحتنا لمن ينتقصهم أن يكف عن غيبتهم واغتيابهم؛ فإن لحوم العلماء مسمومة ويقال لمن عابهم أو ينتقصهم: كف عن هذا الفعل فإنك لا تقدر على أن تسد معشار ما يقومون به. والله المستعان.