فضيلة الشيخ ، إن هذه الأخت لها نية طيبة تحب أعمال الخير لكنها تتصرف اعتقادا منها أنها على حق ، وأن لها الحق أن ترفع صوتها على والديها متى أرادت وبما أرادت فهل من نصيحة لها؟ وماذا يترتب عليها؟ وبالمناسبة فنحن متزوجون ونسكن في الرياض وقد طلبنا من الوالد أن يسمح لنا بإحضار خادمة للبيت تساعدهم إلا أنه رفض فهل هو مجبر على ذلك؟ جزاكم الله خيرا.
وبعد ، فقد ساءني ما تقوم هذه المرأة من سوء الأدب مع أبويها ، ويظهر من كلام السائل التحامل عليها ، ونقول الواجب نصحها وتوبيخها وإفادتها أولا بعظم حق أبويها في تربيتها وحضانتها في الصغر والنفقة عليها ، ثم ثانيا في ضمها مع أولادها وإسكانها والقيام بشؤونها وملاحظتها ، فكان الواجب الاعتراف لهم بالفضل ولو كانوا من أبعد الناس فكيف مع والديها اللذين لهما الشأن الكبير في المنة والفضل والخير وإنما حملهما على قبولها الرقة والرحمة وشفقة الأبوة والأمومة والولادة ، فعليها شكرهما والاعتراف بفضلهما السابق واللاحق والبعد عن المشاقة والنزاع والخصام وعليها الحرص على خدمتهما وطاعتهما والبعد عن التشدد معهما وإظهار الاستياء والحزن من فعلهما فهذا هو الواجب ، مع أن الوالدين لهما الحق في تأديبها وضربها وطردها وإبعادها أو إبعاد أولادها ، ولكن التغاضي عن الخطأ والتسامح أولى بهما ، وأشير بالحرص على تزويجها حتى يحصل الابتعاد وارتياح النفس ووجود من يقوم بكفايتها.والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.