لا شك أن تصرُّم الأيام، والأشهر، والسنوات ، يُنذر بانقضاء الأعمال ، وقرب الآجال ، فيجب على المسلم أن يهتم في حياته بمحاسبة نفسه في كل صباح ومساء ، وتفقد أوقاته ، وماذا عمل في ليله أو نهاره ، كما رُوي عن عمر - رضي الله عنه - قال: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ) ، وفي كلام للحسن البصري - رحمه الله - قال: (إنما يَثقل الحساب على أناس جازوا الأمور ، ولم يُحاسبوا أنفسهم ، فوجدوا ربهم قد أحصى عليهم مَثاقيل الذَّر) ، ولا شك أن الأيام ، والليالي تذهب بها الأعمال ، وتقرب الآجل ، وتبلي الجديد ، وتقرب البعيد ، فمن أهمل وفرط ، وأضاع أوقاته سَبَهْلَلا ، ندِم إذا جاءه الأجل ، ومن اهتم بحياته ، وشغل جميع أوقاته في العلم النافع، والعمل الصالح، فإنه يكون قد حفظ نفسه ، ولا يتمنى زيادة في الأعمار ، فقد ذكر الله تعالى أن المُفرطين يقول أحدهم: أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا