لعل الْمُراد بقوله: ولا يقربك شيطان حتى تُصبح أي: لا يُفسد عليك عقلك أو فطرتك؛ فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فإذا قرأ آية الكرسي أو نحوها لم يقدر الشيطان أن يُفسد عليه قلبه أو فطرته، ولا يُنافي ذلك أنه يعقد على ناصيته التي هي مُقَدَّم الشَّعْر هذه الثلاثَ عقد، ليضرب على كل عقدة بقوله: عليك ليل طويل، فارقد ! فإن هذا قد يكون عامًّا لكل نائم على ظاهر الحديث، وليس فيه أنه يُوسوس في صدره، أو يجري في دمه مُطلقًا، وإنما فيه أنه يُثْقِلُهُ عن القيام للصلاة، وإذا قام ولم يَذْكُرِ الله، ولم يتوضأ، ولم يُصلِّ أصبح خبيث النفس كسلان. وأما حديث الاستغفار بعد السلام فَخَصَّهُ بعضهم بالفريضة؛ حيث ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من الصلاة استغفر ثلاثًا ثم قال: اللهم أنت السلام إلى آخره، وبعد الوتر يقول: سبحان الملك القدوس ويمكن بعد الوتر أن يبدأ بالاستغفار ثم بالتسبيح.