على الإنسان الحرص على الإتيان بالأوراد والأذكار في الصباح والمساء وعند النوم وتكون سببًا في حفظه بإذن الله من إصابة عين أو سحر أو مس أو مرض أو تسليط شيء من الدواب أو السباع أو الناس، وإذا قدَّر الله شيئًا فإنه يحصل غفلة من ذلك الإنسان عن تلك الأوراد فتكون الإصابة مُترتبة على نسيانه لتلك الأدعية، ذكر بعض السلف أنه كان محافظًا على قوله في كل مكان أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق، يقول فلم يُصبني شيء، وفي ليلة لدغتني عقرب فتذكرت أني نسيت ذلك الدُعاء، وأما أن النبي صلى الله عليه وسلم أصابه السحر مع مُحافظته على ذكر الله، فلم يُصبه في عقله ولا في تشريعه ولا في عباداته ولا في أذكاره ولا في صلاته ولم يتفطن له أحد من الناس، وإنما كان عملٌ حال بينه وبين الإتيان لأهله، كان يُخيَّل إليه أنه يأتي النساء وما يأتيهن، وهذا مما قد يُصيب الإنسان ولو كان يتعوَّذ أو يُحافظ على الأذكار إذا قدَّره الله؛ لقوله تعالى: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ والله أعلم.