هذه المحبة هي المحبة في الله ولله لأنها المحبة الباقية لقوله صلى الله عليه وسلم: وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله فإذا كانت المحبة لأجل صلاح المرء واستقامته وعمله الصالح، وديانته وإيمانه وعلمه وعمله، فإنها المحبة الباقية فلك أن تخبر ذلك المحبوب فتقول إني أحبك في الله، ويرد بقوله أحبك الذي أحببتني له، وأما المحبة للدنيا أو للمصالح العاجلة فإنها محبة فاسدة لا تبقى بل تتغير في الدنيا بتغير أسبابها، وتنقلب في الآخرة عداوة لقول الله تعالى: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ .