هذا السؤال له إجابة مُشابهة وهي: ـ
س: ما هي أسباب ضعف الأمة الإسلامية اليوم ؟
يُراد بالضعف هنا ضعف الإيمان، وضعف التمسك بالدِّين، والاقتناع من غالب المسلمين بمجرد الانتماء إلى الإسلام دون التحقق بتعاليمه ، ولا شك أن لذلك أسبابا عديدة أشدها كثرة الدعاة إلى الفساد، والمنكرات والمعاصي ، بالقول والفعل من أناس ثقلت عليهم الطاعات، ومالت نفوسهم إلى الشهوات المحرمة كالزنا وشرب الخمر وسماع الأغاني ونحو ذلك ، فقاموا بالدعوة إلى الاختلاط ، وزينوا للمرأة التبرج والسفور وجعلوا ذلك من حقها ، ودعوا إلى إعطائها الحرية ، والتصرف في نفسها ، فجعلوا لها أن تُمكِّن من نفسها برضاها، ولو غضب أبوها أو زوجها فلا حدَّ عليها ، ولا على من زنا بها برضاها ، وعند الانهماك في هذه الشهوات ثقلت عليهم الصلوات ، وتخلفوا عن الجُمع ، والجماعات ، ومنعوا الواجبات ، وتعاطوا المسكرات ، والمخدرات مما كان سببا لضعف الإيمان في قلوبهم ، وهكذا من أسباب ضعف الأمة الإسلامية كثرة الفتن ، والمغريات حيث توفرت أفلام الجنس ، وأصوات المغنين ، والفنانين ، والفنانات وصور النساء العاريات أو شبه العراة ، وكل ذلك سبب الانهماك في هذه المحرمات ، فضعف الإيمان في القلوب ، وهكذا من أسباب ضعف الأمة الإسلامية انفتاح الدنيا على أغلب الناس ، وانشغالهم بجمع الحطام الفاني ، والإعراض عن العلم والعمل ، والسعي وراء جمع المال ، وتنمية التجارات ، والمكاسب ، فكان سببا لنسيان حق الله تعالى ، وتقديم الشهوات وما تتمناه النفس مع توفر الأسباب والتمكن من الحصول عليها ، ومن الأسباب - أيضا - ضعف الدعاة إلى الإسلام الحقيقي ، وقلة ما معهم من العلم الصحيح ، ورضاهم بأقل عمل مع مشاهدة كثرة الفساد وتَمكُّن المعاصي ، وكثرة من يتعاطى على مرأى ومسمع من الجماهير ، ولا شك أن الأمة متى ضعف فيها جانب الإيمان ، والعمل الصالح ، وفسدت فطرتها ، وانهمكت في الملاهي والشهوات وأعرضت عن الآخرة ، فإنها تضعف حسيا ، ويقوى الأعداء من كل جانب ، ويسيطرون على ما يليهم من بلاد المسلمين ، ولا يكون مع المسلمين قوة حسية، ولا معنوية تقاوم قوة الأمم الكافرة ، وذلك ما حصل في كثير من البلاد الإسلامية التي تَسلط عليها الأعداء ، يَسومونهم سوء العذاب ، وتسلط عليهم وُلاة السوء، وأذلوهم ، وقهروهم حتى يرجعوا عن دينهم . والله المستعان.