[ وهم وسط في باب أفعال الله بين الجبرية والقدرية وغيرهم ] .
(الشرح)قوله: (وهم وسط في باب أفعال الله بين الجبرية والقدرية وغيرهم): وأهل السنة كذلك وسط في باب أفعال الله أي قدرته، فلقد انقسم الناس في ذلك أقسامًا: * فطائفة قالوا: إن الله تعالى لا يقدر على أفعال العباد، فلا يقدر أن يهدي من يشاء ولا يضل من يشاء، بل العبد هو الذي يهدي نفسه أو يضل نفسه، فهؤلاء نفوا قدرة الله، وهؤلاء هم القدرية من المعتزلة ونحوهم. * وطائفة أخرى قابلتهم، فسلبوا العبد قدرته وقالوا: العبد مجبور، وهم طوائف من الجهمية ونحوهم يقال لهم المجبرة، يقولون: العبد مجبور على أفعاله، ليس له أفعال، بل هو بمنزلة الشجرة المتحركة بالريح ليس له اختيار. *وتوسط أهل السنة وقالوا: إن الله هو الذي يخلق كل شيء، ولكنه أعطى العباد قدرة واختيارا، فللعبد قدرة ومشيئة ، والله خالقه وخالق قدرته ومشيئته. فبقدرته التي منحت يصلي ويصوم، ويؤمن ويكفر. فتوسط أهل السنة في باب أفعال الله بين الجبرية وبين القدرية.