س2: وسئل -وفقه الله- بعض الموجهين -هداهم الله- يقيِّم المدرس لأول زيارة، وبعضهم إذا أخذ موقفًا من مدرس لاختلاف في وجهات النظر تحاملَ عليه، وانطبع ذلك في ذهنه، ومن ثَم ينعكس على تقييمه، ولم يعط ذلك الموجه للمدرس حقه في التقييم، فهل الموجه آثم باتخاذه هذا الإجراء لكون هذا من الظلم؟ أفتونا مأجورين. فأجاب: الموجه مؤتمن على تقييم المدرسين وعلى توجيههم فهو يجلس معهم، ويبحث مع أفرادهم في عمله، ويبين له الطريقة المثلى في الإلقاء والتعليم، ومتى لاحظ عليه خللا أو نقصًا ناقشه في ذلك، وقبِل عذره، واسترشد منه مما لديه من المعلومات التي يراها المدرس ناجحة في التعليم، ولا يجوز للموجه أن يتغاضى عن بعض المدرسين لأجل قرابة أو سابق معرفة، فيقرّه على الأخطاء أو الخلل في طريقة التدريس، ولا أن يعتبره ناجحًا لأول مرة، فقد يحضر الموجه فردًا من المدرسين مرة فيجده مستعدًّا فاهمًا، ثم يجده في العام الثاني ناقصًا مختل التدريس؛ لإهمال أو صعوبة منهج، فعليه أن يوجهه مرة أخري. وهكذا ليس عليه أن يتحامل على من لا يعرفه ويشدد عليه في الانتقاد، ولا أن يأخذ فكرة سيئة عن أحد المدرسين إذا أخطأ لأول مرة، فقد يحضره في درس تساهل فيه وأخل ببعض متعلقاته، فبعده يهتم بكل درس ويستعد له، فالموجه يكتب له محاسنه وينبهه على سلبياته حتى تستقيم الأمور.