تتعرض عناصر الحياة البحرية بمياه البحر الأحمر, والتي تمثل العمود الفقري لحركة الجذب السياحي للمنطقة بين الحين والآخر لانتهاكات صارخة تؤدي إلي خسائر لا تقدر بمال.
والغريب أن أكثر الذين يرتكبون تلك الانتهاكات هم أكثر المستفيدين من هذه الثروات.
وفمن بين العناصر البحرية التي باتت تئن من وطأة الانتهاكات منذ عام2000 حيوان خيار البحر الذي يلعب دورا محوريا في خلق عملية التوازن لمنظومة الحياة البحرية فهو يعمل علي تقليل المواد العضوية وأكسدتها في التربة من خلال تقليبه المستمر للتربة بما يقلل من تأثيرها الضار علي بعض الحيوانات البحرية ومنها الشعاب المرجانية التي تمثل ثروة قومية. فمنذ عام2000 يتعرض حيوان خيار البحر ـ كما يقول البيولوجي تامر كمال الدين مدير محميات جزر البحر الأحمر ـ لهجوم شرس لاصطياده, حيث تكونت من يومها مافيا تقاتل من أجل اصطيهاد هذا الحيوان وجندت يومها المئات من الشباب للقيام بعمليات الصيد وذلك من خلال إغرائهم بمبالغ مالية كبيرة لدرجة أن عددا كبيرا من الصيادين هجر حرفة صيد الأسماك التي هي حرفته الرئيسية واتجه لصيد خيار البحر. وكان السبب وراء هذا التكالب الكبير علي صيد هذا الحيوان هو ذلك الطلب المتزايد لتصديره للخارج خاصة لدول شرق آسيا التي كانت تلح علي طلبه خاصة حينما منع صيده في الاكوادور وجزر سليمان بالمحيط الهادي وغيرها حينما اتخذت الحكومات هناك إجراءات لتنظيم عملية صيده حفاظا علي منظومة الحياة البحرية هناك فاتجهت الجهات المستوردة له لاستيراده من مصر وبأسعار خيالية من هنا جاء التكالب علي صيده حتي وصلت عملية الصيد يومها إلي ما يشبه التجريف. وبعد عمليات شد وجذب حول الاستمرار في صيده من عدمه وبعد دراسات أكدت خطورة ما يحدث قررت محافظة البحر الأحمر يومها منع صيد هذا الحيوان وتبعتها الهيئة العامة للثروة السمكية بتجريم صيده, أيضا فبدأت عمليات صيد هذا الحيوان تتراجع تدريجيا لكنها لم تختف تماما ولكن خلال الأشهر الأخيرة عادت عملية صيد خيار البحر بشكل ملحوظ. ويشير الدكتور محمود حنفي مستشار محافظة البحر الأحمر للبيئة إلي أن صيد خيار البحر لا يمثل فقط خسارة بيئية بل إن عملية صيد هذا الحيوان لها مخاطرها علي الشباب الذي يتم استخدامه في الصيد لأن صيد هذا الحيوان يحتاج الغوص لمسافات بعيدة تحت الماء لفترة طويلة والغوص له قواعده وله شهاداته لكن معظم الذين يتولون صيد الخيار يزاولون الغوص بطرق ارتجالية لدرجة أنه مابين عام98 و2003 وقعت50 حادثة إصابة منها إصابات بالشلل التام كما أدت إلي وفاة9 أفراد ويطالب بتكثيف تام للحملات المتخصصة لوقف هذه التصرفات والضرب بيد من حديد علي كل من يعبث بالثروات البحرية.