أُبسالا Uppsala رابع أكبر مدينة في السويد. تحظى هذه المدينة، لأسباب تاريخية وثقافية وجغرافية واقتصادية بأهمية خاصة لدى سكان البلاد قلما تحظى بها أية مدينة أخرى حتى العاصمة نفسها. تقع مدينة أُبسالا على نهر فيريس Fyris وتبعد 8 كم إلى الشمال عن بحيرة «مالارن» Malaren ونحو 64 كم إلى الشمال الغربي عن العاصمة في وسط إقليم السهل الساحلي الأوسط لذي يُعدُّ القلب من الدولة لأنه يطل على خليج «بوثنية» Bothnia شمالاً وبحر البلطيق جنوباً ويشغل مساحة 6989كم2، وتُعد أبسالا العاصمة الإدارية لهذا الإقليم وهي عقدة مواصلات مهمة تربط جنوبي البلاد بشماليها. يبلغ عدد سكانها 178000 نسمة (1993). وتعدُّ بلدة «أُستراروز» التي نقل إليها مركز الأساقفة عام 1273 أساس أبسالا الحديثة، أما أبسالا القديمة فتقع إلى الشمال من المدينة الحالية على بُعد 4كم وقد كانت عاصمة المملكة السويدية في العصور القديمة، ومركزاً أسقفياً منذ عام 1164م. فيها كاتدرائية من الطراز القوطي (1435) تضم بين جدرانها ضريح كل من «غوستافوس الأول» و«كارل لينايوس» و«إمانويل سويدنبرغ». تعدُّ أبسالا العاصمة الروحية والثقافية للسويد ففيها العديد من الكنائس وكاتدرائية رئيس الأساقفة في السويد، وعلى الرغم من انتقال مركز العاصمة إلى مدينة استوكهولم فإن مراسيم تتويج الملك تجري في هذه المدينة حتى اليوم. وفيها جامعة حكومية تأسست عام 1477م وهي اقدم جامعة وطنية، بناؤها من طراز عصر النهضة وتحيط بها حديقة نباتات وبالقرب منها مركز فلكي شهير. ومنذ عام 1595 عُدت هذه الجامعة أماً للجامعات الأوربية لاحتوائها على كليات للفنون والموسيقا والقانون والتربية والطب والعلوم الطبيعية. وفي عام 1620م أُنشئت فيها مكتبة ضخمة تحوي أكثر من مليون مجلد في مختلف العلوم إضافة إلى المخطوطات القيمة إلتي تعود إلى القرن الرابع. وعلى الرغم من وجودها في سهل زراعي، فهي مركز صناعي للكثير من الصناعات، منها صناعة الأدوية، والصناعات الغذائية، والجلدية، والنسيجية، وصناعة الآلات الموسيقية، وصناعة الدراجات إضافة إلى بعض الصناعات الثقيلة منها صناعة المركبات وقاطرات السكك الحديدية، كما تشتهر بصناعة القوالب المعدنية.