25- والإيمان قولٌ وعمل يزيد وينقص؛ كما جاء في الخبر: أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا .
مسألة الإيمان من المسائل التي اختلف فيها أهل السُّنّة مع المرجئة ونحوهم. قال أهل السُّنّة: إن الإيمان قول وعمل، وأنه تدخل فيه العقائد، وتدخل فيه الأقوال والأعمال، فهو قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح، فالأقوال الأذكار ونحوها تكون من الإيمان، والعقائد، وأذكار القلب تكون من الإيمان، والأعمال البدنية داخلة في مسمى الإيمان، ودليل ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-
. فكلمة لا إله إلا الله من الإيمان ، وهي قول باللسان، وإماطة الأذى عن الطريق من الإيمان، وهي عمل بالبدن، والحياء من الإيمان، وهو عمل قلبي، وكذلك بقية شُعَب الإيمان. لذلك أيضًا نقول: إن من الإيمان جميع الأعمال التي هي قُربة، ويزيد بها الإيمان، وينقص بالمعاصي فالإيمان عند أهل السُّنّة: يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية . وقد أخبر الله بأنه يزيد في قوله -تعالى-
لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ
فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا ونحو ذلك. وكل شيء قَبِلَ الزيادة فهو قابل للنقصان، فالإنسان إذا ذكر الله وحمده وشكره زاد إيمانه، وإذا تكلم بسوء أو شتمٍ أو سِباب أو معصية نقص إيمانه، وهكذا.