يحكى أنه كان هناك قطار في إحدى المحطات على وشك الإنطلاق في رحلته لإحدى المدن وقبل أن ينطلق بثانية واحدة لحق به شيخ في آخر لحظة كان هذا الشيخ وقورا أشيب الرأس تتجلى في ملامحه هيئة العالم الجليل الواعظ و يرتاح لرؤيته كل من ينظر في وجهه عندما صعد الشيخ للقطار لم يجد مقصورة فارغة يجلس فيها فحاول البحث عن مكان فارغ بإحدى المقصورات دخل الشيخ للمقصورة الأولى فوجد بها أطفالا يلهون و يلعبون وقد تهلل وجههم لرؤية الشيخ فأقرأهم السلام و أجابوه فقال لهم:هل تسمحون لي بالجلوس معكم؟ فأجابوه:إنه ليشرفنا أن تجلس معنا أيها الشيخ الوقور ولكننا كما ترى أطفال صغار نحب اللهو واللعب فنخاف أن نزعجك بلهونا ولا ترتاح معنا ولكن اذهب الى المقصورة التالية فربما وجدت مكانا هادئا تجلس فيه. توجه الشيخ للمقصورة التالية فوجد بها شبابا في المرحلة الثانوية يمسكون بمثلثات و مساطر كبيرة وهم مشغولون بحل المعادلات,فطلب منهم الجلوس معهم فقالوا له اننا ليشرفنا جلوسك معنا ولكننا مشغولون بحل المعادلات الصعبة تمهيدا للدخول للإختبار و نخاف أن نقلق راحتك بأصواتنا ولكن اذهب للمقصورة التالية فذهب الشيخ اليها فوجد بها مجموعة من الشابات يطالعن مجلات للأزياء فاستأذنهن في أخذ جزء من مقعد فارغ للجلوس و لكنهن أجبنه مثلما أجابه الباقون و قلن له إننا نتحدث في مواضيع تخص الأزياء لن تستريح لسماعها فاذهب للمقصورة التالية توجه الشيخ للمقصورة التالية فاذا بها شباب ممسكون ببعض كتب التجارة وفهارس البضائع فطلب منهم أن يجلس معهم فقالوا له اننا نحضر لمشروع تجاري و ربما تعالت أصواتنا حماسا فأزعجتك فاذهب للمقصورة التالية فوض الشيخ أمره الى الله وذهب للمقصورة التالية فإذا بها اسرة من 4 أفراد وعندما رأوه تهللوا لرؤيته وطلب منه الوالد أن يشرفهم بالجلوس معهم وقال: قم يا أحمد وأفسح مكانا للشيخ إجلس بجانب أخيك محمد فرح الشيخ أنه وجد مكانا يجلس فيه فنادى بائع الطعام بالقطار ثم بائع العصير والمجلات و طلب من الأسرة أن تأخذ ما تشتهي بلا حساب وكآفأهم بأن جعل صديقه الملك يدعوهم للجلوس في قصره الفاخر ثلاثة أيام كاملة ينالون فيها ما يشتهون من متع الحياة كما يشاؤون وعندما علم ركاب القطار بذلك تحسر كل واحد منهم على أنه لم يسمح للشيخ بالجلوس معه ولكن في وقت لا تنفع فيه حسرة ولا ندم و الآن يا ترى ما هو ذلك القطار؟ ومن هو ذلك الشيخ؟؟ القطار هو الدنيا و الشيخ هو الدين يطرق باب كل واحد منا ومن لم يستجب له ندم ندما كبيرا أما من استجاب له فسينال رضا ربه اللهم اجعلنا من المقبولين عندك