كما أن للبيئة الأسرية دورا في كشف المواهب ورعايتها فقد تكون هذه البيئة معوقا امام المواهب من حيث المستوى الاقتصادي للأسرة والمستوى الاجتماعي والتعليمي والثقافي ومدى ونوع خبرات الأسرة التربوية مثلا :
عن جابر ( رضي الله عنه ) أنه .
غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما عاد .
رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع وقت الظهر .
ونزل في واد كثير الشوك فنزل .
رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق الناس .
يستظلون بالشجر .
ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة .
فعلق بها سيفه ونمنا نومه فإذا .
رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا وإذا عنده .
أعرابي ....
فقال : أن هذا أخذ سيفي وأنا .
نائم فاستيقظت وهو في يده مساولا قال : من يمنعك مني ؟ قلت : الله – ثلاثا فسقط السيف من يده .
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف فقال : من يمنعك مني ؟
فقال : كن خير آخذ .
فقال : تشهد ألا إله إلا الله وأني رسول الله ؟
قال : لا ، ولكني أعاهدك أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك .
فخلي سبيله .
فأتي أصحابه فقال : جئتكم من عند خير الناس .
سأل أحد التلاميذ صديقه بعد سماع درس حول المراقبة فتلا المعلم قوله تعالى :
{ ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا } .
وسأل التلميذ زميله خلال الفسحة : هل فهمت درس الأستاذ في المراقبة .
فأجاب : نعم .
قال : إذن فاجبني عن هذا السؤال : كم عددنا الآن( أنت وانا ) ؟
فقال التلميذ : اثنان .
فقال التلميذ : إن إجابتك هذه تدل على أنك لم تستوعب الدرس لقد نسيت ثالثنا .
قال : ومن هو ؟
قال : الله سبحانه وتعالى .
أراد احد المربين أن يعلم تلاميذه درسا في المراقبة فأجري لهم هذا الاختبار العلمي قال : من منكم يستطيع أن يذبح حمامة دون أن يراه أحد ؟ وله جائزة اذهبوا واخبروني غدا . فكان لهم تصرفات شتى ... فقال أحدهم : ذهبت إلى مغارة في الجبل ... وقال آخر : ذهبت إلى مكان بعيد في البحر ... وقال آخر : انتظرت إلى الليل حتى نام إخوتي ... وهكذا ذكر كل واحد ما اتخذه من وسيلة إلا فتى واحدا فقال له المعلم : وانت يا غلام ؟ فقال : أيها المعلم لقد ذهبت إلى كل هذه الأماكن وترقبت كل الأوقات . في كل مرة كنت استحضر أن الله يراني فلم أذبح الحمامة فقال المعلم : أحسنت يا بني، وأعطاه الجائزة .
خرج عبد الله بن دينار مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) إلى مكة فانحدر إليهما راع من الجبل .
فقال له عمر ممتحنا : يا راعي بعني شاة من هذه الغنم .
فقال : إني مملوك .
فقال عمر : قلت لسيدك أكلها الذئب .
فقال الراعي : فأين الله ؟
فبكي عمر ( رضي الله عنه ) ثم غدا مع المملوك فاشتراه من مولاه واعتقه .
وقال له : أعتقتك في الدنيا هذه الكلمة وأرجو أن تعتقك في الآخرة .
لما فرغ عمر بن عبد العزيز من دفن ابن عمه سليمان بن عبد الملك أمير المؤمنين السابق له دخل الشاب التقي يطرق الباب فأذن له فدخل .
فقال : يا أمير المؤمنين ماذا تريد أن تصنع ؟
قال : أنام قليلا .
فقال : تنام ولا ترد المظالم الى أهلها .
فقال : وما أدرك انك تعيش إلى الظهر ؟ قم يا أمير المؤمنين فرد المظالم إلى أهلها أولا .
فقال عمر : ادن مني يا بني فدنا منه فقبله بين عينيه، ثم قال : الحمد لله الذي جعل من صلبي من يعنني على أمور ديني .
الإسلام دين التعاون وما أجمل أن يتعاون المرء مع أصدقائه ولا يتميز عنهم ولا يتعالى عليهم بل يحرص على أن يتحمل عنهم أشق الأعمال .
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في سفر فذبحوا شاة .
فقال أحدهم : علي ذبحها .
وقال الآخر : علي سلخها .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علي جمع الحطب .
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في سفر وكان كل ثلاثة يتعاقبون بعيرا .
فقال الصحابة : يا رسول الله – فداك أبي وأمي – اركب ونحن ونحن نكفيك .
فقال صلى الله عليه وسلم : إنكم لستم بأقوى مني وأنا لست بأغنى وأنا لست بأغنى منكم عن الأجر .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة فطلع رجل من الأنصار تقطر لحيته ماء من وضوئه وقد علق نعليه بيده الشمال .
فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى .
فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضا فطلع ذلك الرجل على مثل حالة الأولى .
فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو وعرض عليه أن يستضيفه ذلك الرجل ثلاث ليال لأنه خاصم أباه وحلف ألا يدخل البيت . فوافق الرجل . وبات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار ذكر الله عز وجل حتى ينهض لصلاة الفجر .
قال عبد الله : غير أني لم اسمعه يقول إلا خيرا .
فلما مضت الليالي الثلاث وكدت احتقر عمله قلت له : يا عبد الله لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا خصومة وكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك – ثلاث مرات - : يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة .
فطلعت أنت الثلاث مرات فأردت أن آوي إليك فأنظر الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال : ما هو إلا ما رأيت .
قال عبد الله : فلما وليت دعاني . فقال : ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله اياه ولم أبت ضاغتا على مسلم .
فقال عبد الله : هذه التي بلغت بك !!
قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله أن فلانة تذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها . تؤذي جيرانها بلسانها ! فأين هي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي في النار . ثم قال الرجل : يا رسول الله إن فلانة تذكر من قلة صلاتها وصيامها وأنها تتصدق بقطع من الجبن ولا تؤذي جيرانها فأين هي ؟ قال : هي في الجنة .
العلماء يقدر بعضهم بعضا سواء أكانوا أحياء أو أمواتا وهذا موقف عظيم للأئمة الأعلام .
كان الإمام أبو حنيفة يرى عدم القنوت في صلاة الفجر .
وكان الإمام الشافعي يرى استحباب القنوت في صلاة الفجر .
وذات يوم صلى الشافعي ببلدة أبي حنيفة رحمة الله وجاءت صلاة الفجر
فترك الشافعي القنوت تأدبا مع الإمام أبي حنيفة المتوفى وتلطفا بأهل البلدة .
جمع حكيم أبناءه عند وفاته وأراد أن يوصيهم فقدم إليهم حزمه من العصى قد اجتمعت عيدانها .
ثم قال لهم : أيكم يستطيع أن يكسر هذه الحزمة ؟
هنالك قال الحكيم : يا أولادي هذا مثل الاتحاد والفرقة فالاتحاد قوة والتفرق ضعف وصدق الشاعر حيث يقول :
تأبي الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت آحادا
أخوة الإسلام أعظم من أخوة النسب والدليل على ذلك هذه القصة . فبعد انتهاء معركة بدر مر مصعب بن عمير بأخيه أبي عزيز بن عمير الذي خاض المعركة ضد المسلمين مر به وأحد الأنصار يشد يده ليأخذه أسيرا فاستغاث أبو عزيز بأخيه مصعب .
فقال مصعب للأنصاري : شد عليه فإنه أمه امرأة غنية لعلها تفديه منك بمال كثير .
فقال أبو عزيز لأخيه مصعب : أهذه وصيتك بأخيك .
فقال مصعب بل هو أخي من دونك .
يقول أحد العلماء : مررت على الإمام النووي وكان عمره عشر سنين بنوي والصبيان يجبرونه على اللعب معهم وهو يهرب منهم ويبكي لإكراههم ويقرأ القران في تلك الحال . فوقع في قلبي محبته فأتيت معلمه فوصيته به وقلت له : إنه يتمنى أن يكون أعلم أهل زمانه وأزهدهم وينتفع الناس به فذكر المعلم ذلك لوالد الإمام النووي فحرص عليه إلى أن ختم القرآن وقد بلغ الحلم . وصدق ظن العالم في الإمام النووي فكان من أعلم الناس فبالجد والمجاهدة يبلغ المرء ما يريد .
يقول الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله : عاهدتني أمي على الصدق، وذات مرة خرجت من مكة إلى بغداد أطلب العلم فأعطتني أمي أربعين دينارا استعين بها على النفقة، وعاهدتني على ألا أكذب .
فلما وصلنا ارض همدان خرج علينا جماعة من اللصوص وسرقوا القافلة وقال لي أحدهم ما معك ؟
قلت : أربعون دينارا فظن أني أهزأ به فتركني .
فرآني رجل آخر فقال : ما معك ؟ فأخبرته بما معي فأخذني إلى كبير اللصوص فسألني فأخبرته .
فقال : ما حملك على الصدق ؟.
قلت : عاهدتني أمي على الصدق فأخاف أن اخوان عهدها !!
فأثرت كلمة الصبي فيه وأخذته الخشية وقال : أنت تخاف أن تخون عهد أمك ؟ وأنا لا اخاف أن أخون عهد الله ؟ !!
ثم أمر برد ما أخذوه من القافلة وقال : أنا تائب إلى الله على يديك يا بني .
فقال من معه : أنت كبيرنا في قطع الطريق وأنت اليوم كبيرنا في التوبة .
فتابوا جميعا ببركة الصدق .
من أعظم القربات الإنفاق في سبيل الله .
عن عائشة رضي الله عنها انهم ذبحوا شاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما بقي منها ؟ قالت : ما بقي منها إلا ذراعها . قال صلى الله عليه وسلم بل لم يذهب إلا ذراعها .
وصدق الله العظيم حيث يقول : [ ماعندكم ينفد وما عند الله باق ] .
كان عبد الرحمن بن مهدي عند مالك فجاءه رجل فقال : يا أبا عبد الله جئتك من مسيرة ستة أشهر وكلفني أهل بلدي مسألة أسالك عنها .
قال : فسل .
فسأله الرجل عن المسألة .
فقال : لا احسنها .
قال : فبهت الرجل كأنه قد جاء إلى من يعلم كل شيء .
فقال : أي شيء أقول لأهل بلدي إذا رجعت إليهم ؟
قال : تقول لهم : قال مالك : لا أحسن .
فالإمام مالك على علمه إلا أنه لا يفتي إلا بما يعلمه لأن الجرأة على الفتيا خيانة .
بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثري من العطش .
فقالوا : نشتريها بضعف .
فقال : بعتها بأكثر .
فقالوا : بضعفين .
فقالوا : بثلاثة ... بأربعة ...
فقالوا : نحن التجار ... فبكم بعتها ؟
فقال : بسبعمائة ضعف !!
فقالوا : لمن ؟
قال : بعتها لله .
ثم تلا قوله تعالى ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائه حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) .