كشفت مجلة (تايم) الأمريكية عن إمكانية أن تؤدي أجهزة المسح الضوئي، المستخدمة في الكشف عما يحمله الركاب بالمطارات، إلى إصابة العاملين عليها بأمراض السرطان بسبب التعرض بكثافة للإشعاعات التي تطلقها، بحسب ما ذكره ممثلو اتحاد إدارة أمن وسائل النقل بولاية بوسطن. وأوضحت المجلة أن مركز المعلومات السرية الإلكترونية بواشنطن “EPIC”، حصل على وثائق من وزارة الأمن الداخلي، تشمل رسائل إلكترونية ونتائج اختبارات ودراسات الأشعة، كدليل توصل من خلاله المركز بأن الحكومة فشلت فى اختبار درجة الأمان التي ينطوي عليها عملية إجراء المسح الضوئى على الجسم بالكامل بأرض المطار، كما أنها تجاهلت الخطر الذى يداهم الرُكاب جرّاء تعرُضٍهم للأشعة التى تنطلق من آلة المسح. لكن مجموعة الدفاع عن سلطات المطارات تدعي أن نتائج التقارير التى أعلنها المعهد القومى للتكنولوجيا والمقاييس الدولية “NIST”، قد أُسئ تشخيصها؛ حيث أكدت أن المعهد هو الذى أكد أمن آلات المسح الضوئى للجسم بالكامل. وذكر مركز المعلومات فى رسالة بالبريد الإلكتروني أن مسئولاً من معهد التكنولوجيا صرح بأن الوكالة لم تقم باختبار مدى أمن آلات المسح وما قام به المعهد هو قياس كمية الإشعاع الناتجة عن كل آلة فقط وقارنته بالحد القياسى المسموح به، ولم يقم بالاختبار الذى يحدد مدى أمان استخدام الآلة على المدى الطويل. كما أكدت الوثائق التى حصل عليها مركز المعلومات بأن القائمين على عملية المسح يجب أن يتجنبوا الوقوف بجانب آلات المسح بقدر الإمكان، كما أكدت دراسة بجامعة جونز هوبكينز أن جرعات الإشعاع حول الماسحات الضوئية يمكن أن تتجاوز الحد المسموح به. وعلى الناحية الأخرى، جاء على الموقع الخاص بإدارة أمن وسائل النقل، ما يلي: “أكدت الإدارة أن التكنولوجيا المستخدمة لفحص الأشخاص بالمطار آمنة للعاملين والركاب، كما يتم صيانة منتظمة للآلات ويتم اختبار ما إذا تجاوزت الإشعاعات الناجمة عنها الحد القياسى للأمن الوطنى”. ومع ذلك يشك بعض العلماء أن الاختبارات التى تجريها إدارة أمن وسائل النقل، تتم عن طريق مصنعى الماسحات الضوئية، كما أن الجدل القائم حول مدى أمن الماسحات الضوئية مستمر قبل ظهورها بمطارات الولايات المتحدة منذ منتصف عام 2010. ويعترض الخبراء على المخاطر التى تسببها الماسحات، والتي يمكن أن تلحق الضرر بالطيار ومضيفى الطيران والقائم بالمسح، حيث إنهم معرضون للإشعاعات بشكل يومى. ولم يتم تحديد نوع السرطان المعرضين له من قِبل مركز المعلومات، حيث يؤثر الإشعاع على البشرة والعضلات، أى يرتبط بنوع سرطان الجلد يسمى سرطان الخلايا القاعدية، والذى يصيب أربعة من كل عشرة أمريكيين، حسب ما ذكره مدير مركز بحث الإشعاع بجامعة كولومبيا. وأضاف أن الإصابة بالمرض ترتبط بمدة التعرض للإشعاعات لسنوات وليس لشهور. كما نقلت المجلة عن برينر قوله: “لم أر سبباً لعدم ارتداء العاملين بالمطار لمؤشرات فيلمية توضح كمية الإشعاعات التى يتعرضون لها كما كانوا سيرتدونها إذا تعاملوا مع أجهزة الأشعة السينية داخل المستشفى”.