في خضم التصرحيات النارية لعدد من منشطي الحركة الكروية والإعلامية الجزائرية عقب نكسة مراكش ، سمعنا الكثير من المدربين والمسيرين واللاعبين يعبرون عن مواقفهم منهم من أيد رحيل بن شيخة ومنهم من أيد جلب تقني أجنبي وهناك من طالب برحيل رئيس الفاف و البعض طالب بترحيل المغتربين الذين تسببوا في النكسة لكننا لم نسمع عن تصريحات لوزير الشباب والرياضي السيد الهاشمي جيار الذي كنا نتوقع أي شيء منه عدا الصمت لا لشيء سوى لأن جيار ومنذ الصيف الفارط وهو يصنع الحدث بخرجاته التي تغضب الفاف ورئيسها الحاج محمد روراوة. صحيح أن الوزير الأول تكلم وهو المسؤول الأول عن الحكومة و» إذا حضر الماء بطل التيمم» مما يعني بأن كلام زعيم الأرندي ينوب عن كل ترصيح حكومي، لكن الهاشمي جيار كان قبل لقاء المغرب ينتقذ الكثير من الأمور في كرة القدم وفي عدة مناسبات يدخل رئيس الفاف ومدراء مركزيون في الوزارة في صراعات مباشرة مثلما حدث في الجمعية العامة للأتحادية الكروية بعنابة أين حدث ما حدث بين رورواة وكنوش ، وفي الوقت الذي تلقت فيه الجزائر صفعة مؤملة بمراكش كان الكثير من المحللين يتوقعون خرجات عنيفة لجيار، لأن المبرر موجود والنكسة فرصة سانحة لخصوم روراوة «لضربه». ولكن لا شيء من هذا القبيل حدث فالتزام جيار الصمت في وقت كان الكل ينتظر تدخله كمسؤول عن القطاع سيما وأن كرة القدم الجزائرية لا زالت مريضة وليس مونديال بلد مانديلا هو الذي يشفيها من الوباء. صمت جيار هو مؤشر على أن وزير الشباب والرياضة تلقى أوامر كي لا يفتح النار على الفاف لغاية في نفس يعقوب، غير أن خرجة أويحيى كشفت بأن جزء هام في هرم السلطة غير راض عما يحدث في المنتخب وفي الكرة الجزائرية. وحتى لا تبقى الإنتقادات التي توجه للفاف عبارة عن تصفية حسابات فقط فإن وزارة الشباب والرياضة مطالبة بالتدخل لوضع سياسة كروية فعالة لدفع النوادي والجمعيات إلى العمل القاعدي وفرض دفتر شروط حقيقي على رؤساء النوادي الذين لا يتحدثون سوى عن الملايير العشرة التي تسرحها الدولة للنوادي المقبلة على الاحتراف.