لست أفهم، ولا يمكن أن أستوعب ما الذي يفكر فيه البرازيلي براجا، ولماذا تعامل بهذه الطريقة الغريبة مع البطولة الآسيوية، حتى فرط بفرصة ذهبية في المنافسة على إحدى بطاقتي المجموعة المؤهلة إلى الدور
الثاني، وكم هو مؤسف القول إن أجمل وأقوى أنديتنا هذا الموسم، وأكثرها قدرة على تمثيلنا هو أول المودعين ليس بين فرقنا الأربعة وحسب، ولكن على مستوى كل الفرق المشاركة، ومبكراً للغاية بعد الجولة الرابعة. ومنذ الوهلة الأولى عندما دشن الجزيرة مشواره الآسيوي أمام الغرافة القطري، وتصرفات براجا توحي بالغرابة، وطريقة تعامله معها تنم عن عدم أكتراث وقلة اهتمام، ولا أدل عن ذلك من قيامه في “عز” سيطرة
فريقه على أحداث تلك المباراة بتغييرات غير منطقية وسحب الثالوث الهجومي دياكيه وباري وأوليفيرا، ناهيك عن إبعاده معظم عناصر الفريق الأساسيين في آخر جولتين أمام الهلال السعودي، وبالتالي خسارته
في المباراتين، مع إشادتنا الكاملة بما قدمته العناصر التي شاركت، وكانت على قلة خبرتها نداً حقيقياً لبطل السعودية، وما تضمه قائمته من أسماء قادرة على بث الرعب في أي فريق. في بادئ الأمر حاولنا رغم عدم اقتناعنا أن نختلق الأعذار لبراجا، فتارة نقول إنه يريد التركيز على الدوري، وتارة نقول إنه يريد أن يريح لاعبيه لبطولة الكأس، ولكن اليوم بعد أن توج بالكأس وحسم لقب
الدوري نظرياً، فقد نفدت الأعذار وتشابكت الأفكار وتحول ما يفكر فيه براجا إلى لغز كبير أو سر الأسرار. كيف يخوض أي فريق أي بطولة كانت، وهو مجرد من أسلحته، وكيف لا يغري بريق البطولة الأقوى على
صعيد القارة الآسيوية مدرباً بحجم براجا الذي كانت له ذكريات رائعة في كأس الليبرتادورس في قارة أميركا
الجنوبية، وسبق له أن شارك في كأس العالم للأندية وتوج بطلاً لها مع فريقه السابق إنترناشيونال البرازيلي عندما تغلب على برشلونة في النهائي. أمس الأول كانت كل الظروف متاحة أمامه لأن يشارك الجزيرة بأهم لاعبيه وكل أوراقه الرابحة، ولو كان
قد فاز على الهلال لتجددت آماله في المنافسة، ولأصبحت حظوظه جيدة جداً لخطف إحدى بطاقتي المجموعة، أما اليوم فقد ودع الجزيرة، وتبقت له مباراتان لا طعم لهما ولا لون ولا رائحة. في الختام: اليوم بعد أن ودع الجزيرة فلا فائدة من البكاء على اللبن بعد أن انسكب ولكن يبقى السؤال الصعب، الذي أعياني فيه التفكير ولم أعثر له على إجابة أو تفسير، ما الذي كان يفكر فيه براجا؟.