في عالم السياسة يقال إنه لا أصدقاء أو أعداء دائمين، وفي تقديري أن ذلك ينسحب أيضا على عالم كرة القدم والرياضة بشكل عام!. من يصدق أن السويسري جوزيف بلاتر الذي تربع على عرش الكرة العالمية من خلال رئاسة فيفا منذ عام
1998م، سيواجه أكبر تحد في تاريخه، وربما في تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم ومسيرة رؤسائه الذين تناوبوا على كرسيه منذ 108 عام!. تقول الجارديان البريطانية "لماذا لم يرأس فيفا سوى 8 مسؤولين منذ عام 1904.. إنه أمر سلبي"، وبالنسبة لي أرى الأمر كذلك، وعليه كان طبيعيا أن يروج رجل أسيا الكبير القطري محمد بن همام بأن التغيير في
فيفا واجب، بل يتعين على أوروبا وأسيا وبقية القارات أن يسعوا إلى ذلك!. كان هذا التصريح قبل 6 أشهر
تقريبا، وبالتحديد كان في سيئول حينما عقد مؤتمرا صحافيا مع المخضرم الكوري الجنوبي ميو تشونغ، الذي تساءل وقتها قائلا: "لماذا لا تتقدم أسيا بمرشح منها لإدارة الاتحاد الدولي لكرة القدم"!. بصراحة أكثر أحيي ابن همام على هذا الطموح المشروع.. من حقه أن يفعل ومن حقه أن ينافس بلاتر أما
مسألة الفوز أو الخسارة في هذه الانتخابات، فهي بالنسبة لي ليست بذات أهمية، بقدر ما أن يدرك السويسري العجوز جوزيف سيب بلاتر أن الإمساك بمنصبه أمر لم يعد محبذا في هذا العالم الذي نعيشه. سيكون صراعا شرسا ومثيرا، وستلعب العلاقات العامة والمصالح الشخصية والنفوذ أدوارا بارزة في غرفة العمليات، التي سينشئها الكبيران ابن همام وبلاتر. لا شك أن بلاتر كان له دور كبير في تطوير كرة العالم، لكن ذلك لا يعني أن يتفرج عليه الراغبون في منافسته، وحينما يهم رجل عركته الرياضة والانتخابات والعلاقات مثل ابن همام، فإن التوقع في من سيفوز
يبدو أمرا صعبا لاعتبارات عدة، أبرزها أن أوروبا ستكون أكثر توجسا وخوفا من الشخصية العربية الأسيوية المتمثلة في القطري محمد بن همام. كان رجل أسيا الأول مثل عادته واضحا وشفافا وصريحا وهو يقول: إنه يجد دعما قويا في كل القارات، وإن أوروبا تبدو بالنسبة له المفتاح للدخول إلى غرفة الرئيس؛ حيث منصب أعلى سلطة كروية في العالم. بلاتر بالتأكيد هو ثعلب الانتخابات والعلاقات، لكن أمامه أسد أسيوي خبرة في الحياة الإدارية الرياضية في شتى الأصعدة.. سيلعب بلا شك العجوز السويسري على خلافات ابن همام مع بعض العرب، الذين لن يتوانوا
في دعم الزعيم الأوروبي لتعود إلى الأذهان تلك التصريحات، التي وصفت قطر بالكورية، في إشارة إلى دعم تشونج على حساب الأردني الأمير علي بن الحسين!. قد يتغير الأمر، وقد تنقلب الظروف رأسا على
عقب.. نعم قد يحدث ذلك، أو لم أقل لكم إن أصدقاء الأمس باتوا أعداء اليوم، فربما يأتي العكس من هنا في الخليج وأسيا، وربما حتى بلاتيني.