«سيداتي آنساتي سادتي»، كانت هذه الجملة فرضا إلزاميا على جميع المعلقين السابقين وربما يتعرض المعلق للخصم من مكافأته إذا لم ينطق بها في بداية المباراة، ويلاحظ تقديم السيدات على الرجال في التحية
عملا بالقاعدة الانجليزية المعروفة «ليدز فيرست»، وفي السابق كان التعليق المحلي يقتصر على الوصف أكثر منه معلومة وتحليلا وإبداعا. واستحوذ المعلق القدير خالد الحربان على الشهرة والحضور الدائم في كل البطولات، والحربان لا يصنف من ضمن المعلقين «الفنيين» المتخصصين في النقد الميداني ويعود نجاحه وشهرته الى بساطته في التعليق
وعفويته في مخاطبة المشاهد كأنه يجلس الى جانبه في الديوانية، ومن المعلقين القدامى صادق بدر
وعبدالرحيم فخرو الذي كان يحتفظ بحماسته على وصف الهدف في الإعادة البطيئة أيضا، أما المعلق السابق سلطان مفتاح فقد اصدر كتابا بعنوان «فن التعليق» رغم انه لم يعلق على أي مباراة للمنتخب الأول. ومع انتشار الفضائيات المختصة أصبح التعليق مهنة «محترفين»، وبات المشاهد يبحث عن معلقه المفضل للاستفادة المعلوماتية، وتحتل قناة الجزيرة مساحة كبيرة عند المتلقي العربي لارتفاع سقف النقد والتحليل
والإبداع، ومن أهم معلقي القناة التونسي عصام الشوالي، إلا انه يبالغ أحيانا في التفاعل مع المباراة الى حد الصراخ، في حين يرى كثيرون ان الجزائري حفيظ دراجي أفضل منه لقدرته على جذب المشاهد طوال
المباراة، إذ يمكن وصفه بمعلق بدرجة «مدرب»، ويتنافس القطري يوسف سيف والإماراتي علي الكعبي على رضا المشاهد الخليجي مع نسبة أفضلية للثاني. وفي قناة أبوظبي فإن فارس عوض الذي امتهن التعليق عام 2004 بات الأشهر والأكثر قبولا وطلبا عند المشاهدين، ونجح في توظيف مفرداته الفصحى في موقعها الصحيح الى جانب إطلاقه أبياتا من قصائد
شعبية، ومن أكثر أقواله التي ترددها الجماهير عندما ودع التعليق على الدوري السعودي بعد فسخ العقد بين الطرفين «الليلة هذي واضحة ليلة فراق حاولت أعديها وعيت تعدي».