فتوى في استعمال حق التقاضي لدى المحاكم الشرعية ضد المستهزئين بالدين والمنحرفين والزائغين في كل ما يخالف الشريعة ومن ذلك ما يقوم به مسلسل طاش ما طاش وغيره ..
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد .. لقد شرع الله سبحانه وتعالى طرقا مختلفة لحماية الدين وأعراض المسلمين من السخرية والاستهزاء والتعدي فإذا لم ينفع الوازع الديني في الردع عن التعدي على حقوق الله ولم يقم الرادع السلطاني في كف التعدي عن ذلك فهناك طرق أخرى للحماية المشروعة وهي من الحقوق الرادعة وهي حق التقاضي أمام المحاكم الشرعية ضد المستهزئين بدين الله والضالين والمعتدين على الشريعة . وهذا العمل قام به الصحابة رضوان الله عليهم والسلف من بعدهم لله تعالى في آثار كثيرة وحوادث مشهورة معروفة في مكانها ولنا فيهم أسوة حسنة . وهذا الحق نوع من الاحتساب من المسلمين ضد المستهزئين بالدين والساخرين برجال الحسبة وبالحجاب والشعائر الإسلامية الأخرى ، قال تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) الآية . وقال صلى الله عليه وسلم : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه .. الحديث . وهذا التقاضي نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باللسان . وقال صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم بخير الشهداء الذي يأتي بشهادته قبل أن يُسألها . رواه مسلم من حديث زيد بن خالد الجهني ، والحديث هذا في شهادة الحسبة في حق الله كما قال العلماء . وقال المرداوي في الإنصاف 11/247 ما نصه : تصح دعوى حسبة من كل مسلم مكلف رشيد في حق الله تعالى . وقال في المبدع 10/79 : مسألة : تصح دعوى الحسبة من كل مسلم مكلف رشيد في حق الله تعالى وفي حق كل آدمي غير معين وتصح الشهادة بها . ولذا فإنني أُهيب بإخواني المسلمين كلٌ بحسبه القيام بهذا العمل المبارك احتسابا وغَيرة لله ضد هذا المسلسل الهابط الساخر بدين الله وشعائره وغيره من المسلسلات الزائغة ، وكذا ما يبثه الإعلاميون والصحفيون وغيرهم ضد الدين والشريعة والاستهزاء بها ، قال تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ) لا سيما وأن هذا المسلسل قد صدر ضده فتاوى وتكلم وحذر منه الصالحون منذ ستة أعوام ولا يزال هو وغيره مستمرا من غير رادع ولا تغيير فلا حول ولا قوة إلا بالله . نسأل الله أن يعز دينه وان يذل المستهزئين بالدين و أهله إنه قوي عزيز وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أملاه