أطلقت إحدى شركات الأغذية العالمية حملة قومية لمكافحة أنيميا نقص الحديد بين الأطفال المصريين، طبقا لتصريحات سيركان سولمازر المدير الإقليمى للشركة، والذى أكد أن الحملة تهدف فى المقام الأول إلى تثقيف وتوعية أطباء الأطفال والأمهات المصريين بالأمراض التى يتعرض لها الأطفال، خاصةّ الأنيميا، حيث إن 62% من الأطفال المصريين فى سن 6 إلى 12 شهراً يعانون من أنيميا نقص الحديد، وهى نسبة كبيرة تحتاج جهوداً جادة للتعامل معها والقضاء عليها". وشارك فى الحملة القومية التى انطلقت تحت شعار "أطفالنا مستقبلنا" 400 طبيب من مختلف محافظات مصر، بالإضافة إلى 30 جامعة مصرية وجمعية الأطفال المصرية لمناقشة أسباب أنيميا نقص الحديد لدى الأطفال وسبل علاجها وتجنبها فى سن مبكر. ويؤثر نقص الحديد على المدى البعيد فى النمو العصبى والسلوك، كما أن الأطفال الذين يعانون من نقص متوسط للحديد يحصلون على درجات أقل فى الاختبارات الذهنية والحركية، وقد يؤدى نقص الحديد إلى الإصابة بالأنيميا، وما يتبعها من تأخر فى النمو العقلى والحركى والنفسى لا يتحسن فى حالة تأخر علاج نقص الحديد حتى ولو بالتعويض الكامل. وطبقا للأبحاث العلمية يؤثر نقص الحديد فى العديد من عمليات النمو داخل المخ، من بينها تكوين الميَالين والتمثيل الغذائى للأمينات الأحادية والتمثيل الغذائى للطاقة والنمو التشعبى. وتحتوى أجسام الأطفال حديثو الولادة على حديد بمقدار يتراوح بين 250-300 مجم (75 مجم/كجم من وزن الجسم) وببلوغ الشهر الرابع، تتلاشى مخازن الحديد التى تكونت عند الولادة، ويكون الغذاء هو مصدر الحديد الوحيد. وطبقاً لدراسة طبية حديثة أجريت عام 2007، فإن 65% من الأمهات المصريات يقدمن لأطفالهن حليب الأبقار بعد حليب الثدى قبل سن 12 شهرا، رغم أن حليب الأبقار يحتوى على نسبة ضئيلة جدًا من الحديد تبلغ 0.02 مجم ملليلتر، فى حين يحتاج الأطفال من الحديد إلى 390 ضعف ما يوفره حليب الأبقار. وقد أوصت كل من الجمعية الأوروبية لأمراض المعدة والأمعاء والكبد والتغذية لدى الأطفال (ESPGHAN) والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP)، بأنه يجب ألا يتم إعطاء حليب الأبقار للأطفال أقل من 12 شهرًا، كما يجب إرضاع الأطفال طبيعيًا أو إرضاعهم بديلاً للحليب مقوَّى بالحديد فى حالة عدم توفر إمكانية الرضاعة الطبيعية خلال الاثنى عشر شهرًا الأولى. وأضاف سيركان سولمازر "أن الأبحاث الطبية تؤكد أن هناك طفلين من كل ٣ أطفال يعانون من أنيميا نقص الحديد، وترجع الأبحاث جانبا كبيرا من المشكلة إلى نقص التوعية بالأغذية الصحية التى يجب أن يتناولها الأطفال واللجوء المبكر للحليب البقرى كغذاء للأطفال، مما يؤدى إلى إصابتهم بالأنيميا.