بسم الله الرحمن الرحيم
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ] (محمد:7) كم اشتاق الجزار إلى رائحة دم السوريين و تكالبت معه المرتزقة من هنا وهناك إلى متى وتبقى (بغداد تكفيني) القاعدة الذهبية لدى البعض من أولي الأمر؟ قال الله تعالى : [أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ] (هود : 78) حتى يوقف هذه المذابح التي تجري في كل بقعة من أرض الشام , فسوريا تذبح كما ذبحت غزة وذبحت بغداد . إلى متى ؟ أما آن أن يكون دم المسلم على المسلم حرام ؟ أما آن أن يستشعر الصامتون ما يجري ؟ أما آن أن يرى الناس هلال الحرية ؟ أما آن أن يتحرك العرب والمسلمين لما يجري في سوريا ؟ هل أعمت المناصب والمصالح العيون عن هموم المسلمين والبشر المستضعفين؟ أليست - أرواح الناس- أمانة في أعناق ولاة الأمور؟ لقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (ليس المؤمن الذي يشبع ، وجاره جائع إلى جنبه). هذا على مستوى الفرد , فكيف يكون ذلك على مستوى المدن والدول ؟ وها على مستوى الطعام , فكيف بزهق الأرواح وانتهاك الأعراض , وجيراننا أين هم من ذلك ؟ الله المستعان وعليه التكلان . فأين من يرى ولا يرى ويسمع ولا يسمع من الإيمان وجاره يقتل بجنبه وهو يعلم ؟ فشعب مسلم أعزل يذبح ويهتك عرضه , وينكل بأبنائه كما فعل الفراعنة ببني إسرائيل وكما فعل اليهود بأنبيائهم . وكما فعل هولاكو الأمس وهولاكو اليوم بأهل بغداد , وكما فعل إسماعيل الصفوي بأمه , وبشعبه . قال الله تعالى : [إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ] (القصص:4) حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن يقتل شعبه , ففرعون ليس بأظلم منه . قََدْ أسمَعَت مَنْ صَرَخَت وا مُعتصماه مَنْ بِهِ صَمَمُ ويصرُخُ شعبٌ أَعزلٌ يُذْبَّحُ.. فأين .. وأين مُعْتَصِم لقد سقطت أقنعة التبسُّم عن وجوه الطواغيت وظهرت الوجوه الحقيقية التي تخفي ما الله به عليم . فتلك ليست مؤامرة من الشعب السوري الأعزل ... وإنما هي مؤامرة على الشعب السوري , والحدود مع كيان العدو منزوعة السلاح والكل يشهد . أليس من حق الإنسان في أن يعيش ويطلب الحرية والكرامة والعدالة. فأين القوانين الدولية وشرعة الأمم المتحدة ؟ هل هي أرخص من ثمن الحبر الذي كتبت به ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كل المسلم على المسلم حرام ، دمه ، وماله ، وعرضه). فنحن لا نريد حرباً لوقف حرب ولا نريد غزاة لطرد غزاة , ولكن نريد أن نحيا بكرامة كما يحق لأي إنسان أن يحيى . ونريد ما هو حق لنا على إخوتنا , وعلماء العالم العربي والإسلامي أن يقفوا نصرة للحق , من باب أنصر أخاك ظالماً أو مظلوما كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بمنع الظالم من غيِّه وظلمه , ونصرة للمظلوم . فيا علماء الأمة قفوا وقفة حق فو الله ستسألون عندما تقفون بين يدي الله عز وجل . فمن حق المسلم على المسلم نصر المظلوم . وكما لا نريد لأي شعب في العالم أن يموت جوعاً أو تجويعاً , أو أن يقتل برصاصة يدفع ثمنها لطغاته , فالله عز وجل وهب الإنسان الحياة لا لينتزعها الظلاَّم و الطواغيت وتجار الخراب والدم . فالشعب السوري وقف يداً واحدة على اختلاف مشاربهم , يطالب بحقه المشروع . ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوحد كلمتهم, فكلمة التوحيد هي مقدِّمة لتوحيد الكلمة . وقد قال الله تعالى : [وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ] (لأنفال:46) فيا رب استغثنا بك يا نصير المستضعفين , ونقول للظالمين كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : واتق دعوة المظلوم ، فإنه ليس بينه وبين الله حجاب . فادع أيها المظلوم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث دعوات مستجابات : دعوة المسافر , ودعوة الصائم , ودعوة المظلوم " فيا رب ندعوك باسمك الأعظم أن تنصر المستضعفين وتجعل لمهلك الظالمين موعداً.
وكتبه همام محمد الجرف الأحد، 31 تموز، 2011 الأحد، 30 شعبان، 1432هـ