أعلن الدكتور عمرو حلمى وزير الصحة والسكان أن سلسلة من التقصير والإهمال وتدنى مستوى الخدمة الطبية، والتأخر فى تقديمها بالمستشفى القبطى والهلال وقصر العينى والسلام بالمهندسين، ومستشفى خاص في شبرا، وانتهاء بمعهد ناصر وأزمة الثقة كانت وراء وفاة مصاب أحداث العباسية الشهيد محمد محسن. كانت تلك أهم نتائج التحقيق الذي أجرته وزارة الصحة في اليوم التالي لوفاته، بمعرفة لجنة التحقيق الداخلية، حيث تقرر إبلاغ النائب العام بالوقائع التي توصل إليها التحقيق الذي يدين تلك المستشفيات. وأوضح وزير الصحة أن عدم موافقة الشهيد محمد محسن على نقله إلى مستشفي الدمرداش منذ اللحظة الأولى بسيارات الإسعاف التى خشى أن يدخلها لإسعافه، واكتفى بأن تقوم سيارات الإسعاف بتضميد جراحه فقط، بسبب عدم ثقته بأنهم لن يرشدوا عنه للشرطة، كانت أحد الأسباب المهمة في تدهور حالته، حيث تقرر نقله بمعرفة زملائه إلى المستشفى القبطى بواسطة سيارة أجره بعد ساعة ونصف الساعة تقريبا من الإصابة، وهناك بدأ مسلسل الإهمال والتقصير، حيث رفض المستشفى استقباله بحجة أنهم لا يستقبلون حالات حوادث، فتوجهوا إلى مستشفى الهلال، ولكن تأخر تقديم الخدمة الطبية للمصاب، ثم أجريت له أشعة وأكدت أنه يحتاج إلى إجراء جراحة عاجلة نتيجة تجمع دموى بالمخ.
وأضاف وزير الصحة أن مستشفى الهلال قالت إنه لا يوجد مكان خال لاستقبال حالة المصاب، ونصحتهم بإيجاد مكان آخر وكان ذلك عاملا آخر ساهم في تفاقم حالته مما أدى لوفاته، وترتب على ذلك إدانة مستشفى الهلال التى لم تحاول توفير مكان بأى شكل ولو كان حجرة المدير نفسه بأن تتحول إلى غرفة مريض، كما أنهم لم يستدعوا طبيب مخ وأعصاب للتدخل الفورى، ولم يتصلوا بمستشفى آخر ليستعلموا عما إذا كان لديهم مكان لاستقباله من عدمه لإنقاذ حياته، كما لم يوفروا للمصاب سيارة إسعاف لينتقل بها إلى مكان آخر. ولفت وزير الصحة إلى أن هذا الخطأ يتم محاسبة إدارة المستشفى عليه حاليا، وأضاف أن تلك الحادثة كشفت ضرورة ربط مستشفيات القاهرة الكبرى وأقسام الطوارىء بخط لاسلكى جاهز لتوفير اتصال دائم يمكنهم عن طريقه معرفة الأماكن المتاحة بالمستشفيات، وبعد أن ترك المصاب مستشفى الهلال انتقل فى سيارة أخرى إلي مستشفى قصر العينى ولم يتم السماح له بالدخول أيضا، ومنها إلى مستشفى السلام بالمهندسين ولم يسمحوا له أيضا، فذهب إلى مستشفى خاص في شبرا ولكن لم يسمحوا له أيضا، وفى تلك الأثناء قام زملاؤه بالاتصال بأحد الأطباء النشطاء لمساعدتهم وكانت بالمصادفة تلك الطبيبة متواجدة بمكتبي فأبلغتني، وتم فورا الاتصال بمعهد ناصر لاستقباله، ووصل المصاب المعهد الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل وكان وقتها فى غيبوية كاملة، وأجريت له جراحة بعد نصف ساعة فقط من وصوله، وقمت بزيارة المريض في اليوم التالى وتابعت حالته يوميا إلى أن توفاه الله.
ومضى وزير الصحة قائلا إنه برغم أن المصاب وصل إلى المعهد في وقت متاخر فإن العناية الطبية طوال أيام إقامته كانت على مستوى مرتفع، وكان من الممكن تفرق من وجهة نظرى كطبيب فى تجنيبه الوفاة. وأشار وزير الصحة إلى أنه في اليوم التالى لوفاة الشهيد محمد عقدت لجنة برئاسة الدكتور هشام شيحة مدير الطب العلاجى بوزارة الصحة بالإضافة إلى الشئون القانونية بالوزارة وتم استدعاء مديرى المستشفى القبطى والهلال ومعهد ناصر وتم التحقيق معهم، وكان قد تقرر إيقافهم عن العمل لحين الانتهاء من التحقيقات والتقارير الفنية، ولكن اتضح أن هناك ٤ مستشفيات أخرى شملها التقصير والإهمال فتقرر إحالة الموضوع بالكامل إلى النائب العام مع نتيجة التحقيق الذى أجرى بوزارة الصحة، كما سيتم إرسال التقرير الفنى إلى النائب العام بمجرد انتهائه للمساعدة فى التحقيق.