طفلك .. ورمضان لم تتبق إلا أيام، ويحل علينا ضيف عزيز علي قلوبنا جميعا.... يزورنا في العام مرة واحدة.... هو شهر من أعظم الشهور، ولياليه من خير الليالي.... وللمؤمنين مع هذا الشهر وقفات ومعاملات وأحوال. والصوم تربية لنا ولأطفالنا، فهو يربي فيهم الإخلاص وقوة الإرادة، والصبر والرحمة والمراقبة, فالصوم عادة" عودوهم الخير فإن الخير عادة ". إذا كانت الأمم تهتم بإعداد الأطفال وتأهيلهم وفق ما تراه من مبادئ وقيم, فأحرى بأمة النبي صلي الله عليه وسلم أن تهتم بأبنائها أشد الاهتمام ... تربية ... وإعدادا.... تربية تؤهلهم لحمل رسالة هذه الأمة. وإعدادا يعدهم لدخول مدرسة الحياة بكل آمالها وآلامها. لذلك كان من أهم ما ينبغي الاهتمام به والحرص عليه تعويد الأبناء علي أداء فرائض دينهم وتربيتهم عليها منذ وقت مبكر. أولا: كيف أستعد أنا وطفلي لاستقبال شهر رمضان؟؟ 1 - إظهار الشوق واللهفة والإكثار من قول "اللهم بلغنا رمضان . 2 - عقد جلسة أو اجتماع يحضره أفراد الأسرة جميعا (الأب و الأم والأبناء والأجداد إن كانوا يقيمون في الدار نفسها) والحديث معهم عن فضل الشهر الكريم و أبواب الجنة المفتحة, وأبواب النار المغلقة والشياطين المقيدة, وأن رمضان فرصة لنا جميعا أن نزيد من حسناتنا ونتقرب إلي الله, وعلي المتحدث سواء كان الأم أو الأب أن ينزل إلي مستوي الصغار في التفكير ويحدثهم بما يفهمونه عن حب الله وطاعته. تقول إحدى الأمهات: في رمضان الماضي كان عندي بفضل الله علي ومنته رغبه شديدة في أن أكون أمام الله ممن يحاول الفوز بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، فاجتمعت بأولادي وتحدثنا عن ماذا سنكسب لو التزمنا بآداب رمضان، وماذا سنخسر لو لم نلتزم في الدنيا و الآخرة و ذكرت لهم الحديث {...فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب .....}، وشرحنا أن الصوت العالي والشجار والعقاب سيضيع تعبنا في رمضان وسنجوع ونعطش بدون أي فائدة، ولذلك من يتشاجر منكم لن أعاقبه ولن أفعل أي شيء سوى أن أخرجه على باب البيت فيراه الطالع والنازل؛ لأني لن أسمح لأحد أن يضيع علينا رمضان وهو يأتي مره واحدة في السنة وربما لا نكون معه مرة أخرى وكنت -بفضل الله -عازمة عزما شديدا لا بديل عنه على ألا يكون في بيتي في رمضان أي غضب أو صخب أو شجار، وكانت النتائج بفضل الله وتوفيقه طيبة، وكان من أهدى الرمضانات التي مررت بها. 3 - يجب الاهتمام بإظهار الفرحة بقدوم الضيف العزيز، وتزيين البيت بالزينات الجميلة والفوانيس الملونة الرائعة, كما يتم تزيين مدخل العمارات والشوارع، وذلك حتى يشعر الأبناء بأهمية الزائر القادم. 4 - وضع نظام مع الأبناء لليوم، وقواعد للاستفادة من الوقت كله, مثلا أن يقوم الوالدان بتصميم جدول للأعمال اليومية المطلوب أداؤها، مثل: قراءة قرآن، وصلة رحم، وصلاة في المسجد ومعاونة الأم في تجهيز الطعام. 5 - علي الأم والأب تحديد العبادات التي يريدون تعويد أطفالهم عليها، مثل: الصلاة علي وقتها، وقراءة القرآن والأذكار والصلاة في المسجد، وكذلك الأخلاق والسلوكيات، مثل: العفو وعدم التشاجر أو التلفظ بألفاظ سيئة... وهكذا وفي نهاية كل يوم يتحدث كل واحد من الأسرة ما فعل من خير في يومه، وهل وقع في محظور أم لا؟ وأحب هنا أن أشجع الأبناء علي أن يفعل كل واحد منه حسنة يتقرب بها إلي الله، ولا يخبر بها أي أحد – تكون سر بينه وبين الله- حتى نُعّلم الأبناء الإخلاص وعدم الرياء. 6 - علي الأم أن تقول لأبنائها إنها أيضا تريد أن تغتنم وقت رمضان, لذلك يجب علي الأبناء مساعدتها في أعمال المنزل؛ حتى تأخذ هي الأخرى ثواب رمضان، وتحدد الأم لكل منهم أعمالا واضحة يستطيع كل فرد أداءها، وأهمها تنظيم غرفهم وملابسهم و ألعابهم وكل ما يخصهم. 7 - ليلة استقبال رمضان نقول الذكر الوارد عند رؤيتنا هلال الشهر كما علمنا الرسول صلي الله عليه وسلم " اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله" رواه الترمذي والدارمي. ثانيا: كيف نعود أطفالنا علي الصيام ؟؟ في أي عمر؟؟ وما هي الوسائل؟؟ *الصبيان والفتيات إذا بلغوا سبعا فأكثر؛ يؤمرون بالصيام ليعتادوه, وعلي أولياء أمورهم أن يأمروهم بذلك كما يأمرونهم بالصلاة. وإذا كان الابن صغيرا لم يبلغ فإنه لا يلزمه الصوم, ولكن إذا كان يستطيعه دون مشقة فإنه يؤمر به، وكان الصحابة رضي الله عنهم يصومون أولادهم حتى إن الصغير منهم ليبكي فيعطونه اللعب يتلهي بها, ولكن إذا ثبت أن هذا يضره فإنه يمنع منه. * عندما يكون الطفل بإمكانه الامتناع عن الطعام يفضل تعويده علي الصيام بالتدرج, فمثلا يصوم لبضع ساعات، ثم يصوم حتى موعد الغذاء, وهكذا حتى يكون بإمكانه إتمام الصيام. * يمكن تدريب الطفل علي الصيام من سن 7 سنوات ومن الممكن أقل من 7 سنوات. * بالنسبة للطفل من عمر 8 سنوات فأكثر يجرب يومين أو ثلاثة، وليس بالضرورة يوميا.. ولكن يجب علي الأسرة ملاحظة طفلها في فترة صيامه, وعند إحساسه بالإجهاد والدوخة أو الصداع لابد من أن يفطر فورا؛ لأن هذا قد يكون سببه نقص كمية الجلوكوز بالدم نتيجة لاستهلاك السعرات الحرارية بسبب المجهود العضلي, أو التركيز الذهني أثناء ساعات النهار، وعادة يستطيع الطفل أن يتم الصيام للمغرب – وربما يوميا- بعد بلوغه 10 سنوات. * كما يجب الحد من المجهود العضلي الشاق للطفل أثناء الصيام؛ لتقليل فقدان السوائل عن طريق العرق وسرعة التنفس, وكذلك السعرات الحرارية. وعلي الآباء تعويد أطفالهم علي تناول وجبة السحور مع العائلة, فالطفل قد لا يستطيع الصبر علي الجوع, فمرحلة الطفولة هي مرحلة إعداد وتدريب وتعويد للوصول إلي مرحلة التكليف عند البلوغ ليسهل عليه أداء الواجبات والفرائض عند الكبر. ويعد التشجيع حافزا قويا للفرد, فكيف بالنسبة للطفل؟ فالطفل بحاجة دائما للدعم ويكون بعدة طرق: • كتحضير الوجبات التي يحبها . • مدحه أمام الآخرين . • إخبار الآخرين أنه استطاع أن يصوم . • لا بأس من زيادة مصروفه مكافأة له . • جلوسه مع الكبار عند الإفطار ليحس أنه مثلهم. • علي الأم أن تظهر اهتمام بابنها الصائم, بأن تأخذ رأيه في نوع الطعام الذي يحب أن يفطر عليه, ومن ثم تصنعه له, وتعد له مكانا علي مائدة الإفطار مثله مثل الكبار. منقول دمتم بحفظ الله ورعايته .....................