ظلت أجواء التوتر تخيم اليوم الجمعة على بريطانيا بعد أيام من اندلاع أعمال الشغب بالمدن البريطانية الكبرى وسقوط خمس ضحايا خلالها ما دفع الشرطة إلى قمع تلك الاحتجاجات بشكل غير مسبوق. وفي لندن، سيظل 16 ألف شرطي منتشرين في الشوارع مع مطلع الأسبوع من أجل الحيلولة دون تجدد أعمال الشغب والنهب وإحراق الممتلكات التي اندلعت في توتنهام قبل أسبوع، وامتدت إلى أجزاء كبرى من العاصمة في الأيام التالية لاندلاعها. وقالت وزيرة الداخلية البريطانية تريزاي ماي: "سنحتفظ بالأعداد (تلك) لبعض الوقت. أصبحت الليالي أكثر هدوءا لكننا لسنا راضون عن ذلك. الشرطة ستستمر في سياسة الاعتقال الصارمة التي تنتهجها وتواجدها في الشوارع".
وسقطت اليوم الجمعة الضحية الخامسة خلال أعمال الشغب التي تعد الأسوأ في بريطانيا خلال عقود، حيث توفي ريتشارد ماننجتون /68 عاما/ في المستشفى جراء إصابته خلال المواجهات مع مثيري الشغب في إيلينج غربي لندن في وقت سابق من الأسبوع. وقالت الشرطة البريطانية إن شابا /22 عاما/ اعتقل على صلة بمهاجمة ماننجتون بينما كان يحاول إطفاء حريق في صندوق مهملات خاص بمحل تجاري (سوبر ماركت). وفتحت الشرطة تحقيقا في ملابسات وفاته. وتأتي وفاة ريتشارد بعدما صدمت سيارة ثلاثة آسيويين في برمنجهام، بينما كانوا يحاولون حماية أبناء جاليتهم من المخربين. وفتح تحقيق حول وفاتهم اليوم الجمعة. وقامت الشرطة في برمنجهام اليوم الجمعة بنصب شاشة ضخمة وسط المدينة عرضت عليها لقطات بثتها قناة "سي سي تي في" لأعمال الشغب في المدينة يوم الثلاثاء الماضي، حيث أهابت بالسكان الإبلاغ عن أي شخص يشتبهون به.
عثر على شاب /26 عاما/ متوفيا في سيارته متأثرا بإصاباته بعيار ناري عقب مطاردة بالسيارات أثناء الاضطرابات في كرويدون بجنوب لندن يوم الاثنين الماضي. واعتقلت الشرطة البريطانية أكثر من 1600 شخص في أنحاء البلاد، وجرى إدانة ما يتجاوز تقريبا الـ 800 شخص في جرائم تكدير النظام العام. وفي كرويدون، جنوب لندن، تمت إزالة متجر شهير للأثاث المنزلي كانت النيران قد أتت عليه خلال الاحتجاجات. ووعدت الحكومة بتقديم المساعدة المالية لرجال الأعمال والأفراد الذين فقدوا ممتلكاتهم ومنازلهم نتيجة للأحداث. في غضون ذلك، تزايدت التوترات اليوم الجمعة بين الحكومة والشرطة البريطانية (سكوتلاند يارد) بعدما أثير من انتقادات للاستجابة الأولية للشرطة في مواجهة أعمال الشغب من جانب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون. وكان كاميرون قد قال خلال جلسة طارئة للبرلمان أمس الخميس إن "الأمر ببساطة أن أعداد عناصر الشرطة المنتشرة في الشوارع كانت قليلة للغاية..كما أن الأساليب التي استخدموها لم تجد نفعا".
وأغضبت تلك تصريحات كاميرون ، وقوله إن زيادة أعداد عناصر الشرطة المنتشرة في الشوارع إلى 16 ألف مقابل ستة آلاف قبل الأحداث جاءت بعد قطعه إجازته في إيطاليا، كبار قادة سكوتلاند يارد.