أثار خيمة "الحصن الواقي" للدعوة بالطائف جدلا باستخدام أساليب زرعت الخوف والرعب في نفوس بعض الفتيات، منها الإضاءة الخافتة واستخدام مجسم لجثة وضعت على منصة، حسب تقرير نشرته صحيفة "الوطن" السعودية السبت 16-8-2008. فيما ذكرت مسؤولة سعودية أن الهدف من التجربة ليس بث الرعب بل "إحياء القلوب الميتة".
وأكدت نساء وفتيات "أن الخيمة، التي تقيمها إدارة المخيم الصيفي للدعوة حاليا، تنتهج وسائل للتوعية والدعوة تنفر من الالتزام، وتستهدف اللاتي يرتدين العباءات المخصرة أو تلك العباءات المزينة بنقوش وزينات أو من يلبسن البنطال من زائرات المخيم".
ويخضع دخول الخيمة المثيرة للجدل إلى طقوس معينة، منها أن يكون عقب صلاة المغرب ليحل الظلام بالداخل، كما تفرض مشرفات الخيمة على الزائرات خلع الأحذية خارج الخيمة التي قسمت إلى أربعة أقسام أحدها عن أهمية الحجاب الشرعي، والثاني يوضح العباءات المخالفة وأشكالها. القسم الأكثر إثارة للجدل يتسم بالرعب، حيث يجري عرض صور في ظلام دامس، توضح آلية دفن الميت وطريقة وضعه في القبر، وأمام الصور يوجد مجسم لجثة على منصة. وعلى الجدران وضعت صور تحذر من ارتداء عباءات غير إسلامية.ويتضمن القسم الأخير كتيبات ومجسمات عرضت عليها العباءة الإسلامية الصحيحة، إضافة إلى وضع ملصقات لأرجل على الأرض على هيئة طريق حيث تمر الزائرة بهذه الأقسام، وعند وصولها لبوابة الخروج تستبدل العباءة المخالفة بأخرى من قبل القائمات على الخيمة. من جهتها, ذكرت نائبة المديرة والمشرفة على الخيمة النسائية بلقيس الغمري أن خيمة الحصن الواقي هي خيمة للتوعية الهدف منها "إعادة إحياء القلوب الميتة"، ولا تستدعي الفزع والخوف.
وبينت الغمري "أن العبد لابد أن يجمع بين جانبي الخوف والرجاء، ولابد أن يغلب في الدنيا جانب الخوف على الرجاء"، مشيرة إلى أن "الفتيات والنساء عادة ما يذكرن عند نصحهن وتوعيتهن بأن الله غفور رحيم، فقلوبهن قست من متابعة القنوات الفضائية وارتداء الملابس العارية". وقالت بلقيس إن "بعض الأمهات لا يعلمن شروط العباءة الإسلامية، ولذلك عندما اتعظت إحدى الفتيات من المحاضرات، واستبدلت عباءتها بأخرى، جاءت ردة فعل الأم عنيفة، وصرخت مطالبة باسترداد عباءة ابنتها القديمة".
ويستقطب المخيم أعدادا كبيرة من الزوار، وذلك لتعدد البرامج والأنشطة التي يقدمها، فهناك خيمة للفتيات تقدم بها محاضرات وندوات دينية وثقافية وصحية ومسابقات متنوعة، إضافة إلى عرض تجارب لفتيات اهتدين على يد إحدى الداعيات، وخيمة أخرى للأطفال يتم فيها حفظ القرآن وسماع الأناشيد والمسابقات وتوزيع الجوائز، وخيمة أخرى خصصت لإقامة الدورات المختلفة عن إدارة الوقت والحياة الزوجية، وذلك برسوم رمزية تصل إلى 20 و50 ريالا.