هل تريد أن يقبل عملك ؟

الناقل : صافى | الكاتب الأصلى : الزهراء | المصدر : islamrw3a.com


 

 
 
 
 
 
 
 
 

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد أفضل النبيين والمرسلين ،
 
وعلى آله و أصحابه الطيبن المتقين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أمـا بعـــد .

فإن أعظم نعمة أنعم الله بها علينا معاشر المسلمين هي [ نعمة الإسلام ] الذي رضيه الله لنا دينا .

قال الله تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.

سورة المائدة ( آية رقم 3 ) .
 



عن طارق بن شهاب قال : جاء رجلٌ من اليهود إلى عُمر بن الخطاب رضي الله عنه
 
فقال : يا أمير المؤمنين ، إنكم تقرؤون آية في كتابكم لو علينا معشر يهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا
 
قال : وأي آية ؟ قال : قوله { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ... )
 
فقال عمر رضي الله عنه : والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
 
والساعة التي نزلت فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم : عشية عرفة في يوم جمعة .

رواه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي والإمام أحمد واللفظ له .


 

وهذا الدين العظيم مبني على (( أصلين عظيمين )) لا يقبل الله أي عبادة إلا بهما ،
 
وهما أساس (( حُسن العمل )) وبهما يقبل الله الأعمال ويثيب عليها أعظم الثواب ، وهذان الأصلان هما :


الأول : أن يكون العمل خالصا لله تعالى وحده.

والثــاني :أن يكون موافقا لعمل النبي صلى الله عليه وسلم .



فإذا تخلف أحد هذين الشرطين كان العمل مردودا ، واقع صاحبه في الذنب العظيم ،
 
وأقل أحواله أن عمله هذا مردود غير مقبول .

قال الله تعالى : { الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا } .
سورة الملك ( آية رقم 2 ) .

وقال الله تعالى : { إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا } .
سورة الكهف ( آية رقم 7 ) .

وقال تعالى : { فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ره أحدا } .
سورة الكهف ( آية رقم 110 ) .

قال الإمام ( إسماعيل ابن كثير ) رحمه الله في تفسيره :

(( وهو ما كان موافقا لشرع الله ( ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )
 
وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له ، وهذان ركنا العمل المتقبل ،
 
لابد أن يكون خالصا لله ، صوابا على شريعة رسول الله ))

تفسير القرآن العظيم لابن كثير ( ج 5 ص 200 ) طبعة دار الشعب .


ودين الإسلام مبني على ( التسليم والإنقياد ) الاستسلام لله بالعبادة ،
 
والإنقياد له بالطاعة ، والتخلص من الشرك والفسوق والعصيان .

فأعظم شيء أمر الله به هو : ( التوحيد ) .


وأعظم شىء نهى الله عنه هو : ( الشرك ) .

قال الله تعالى
(( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ))
سورة النساء ( آية رقم 48 ) .


و قال الله تعالى
(( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا ))
سورة النساء ( آية رقم 116 ) .


فيجب على المسلم وجوبا أن ( يبتعد عن الشرك وعن كل ما يسبب الشرك أيا كان )
 
ويستمسك بالعروة الوثقى وهي ( الكفر بكل ما يعبد من دون الله ، والإيمان بالله وحده ) فلا يتم الإيمان إلا بهما .

ومن وقع في (( الشرك )) فعليه أن يبادر بالتوبة الصادقة النصوح إلى الله تعالى ، فباب التوبة مفتوح ،
 
ولن يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها ، أو تصل روحه إلى الغررة عند موته .