ازمات عربية بأيدي اجنبية - الجزء الثاني
الناقل :
joe dark
| الكاتب الأصلى :
JOE DARK
| المصدر :
wp.me
السعودية والدول الخليجية تغيير فى التكتيك ام انقلاب على الآب الاكبر ؟؟؟
مقدمة:
بعد سقوط مبارك اصبحت السعودية هي من تقود التيار المعتدل فى الوطن العربي وظهرت دعوات لتقوية مجلس التعاون الخليجي وضم بعض الدول اليها واصبحت تراهن على ملكية العمائم فوجهت الدعوة للاردن "التى لم يقبل انضمامها للمجلس سابقا " وللمغرب كي تنضم اليها بمجلسها خاصة مع وجود الاضطرابات بسوريا وباليمن وبالبحرين فأصبح هناك الحاجة لسياسات جديدة من اجل حماية نفسها ومن بعدها دول الخليج
·
بعد السقوط المدوي لحليف السعودية الاول حسني مبارك وتخلي اوباما عنه رأت السعودية ودول الخليج ان الولايات المتحدة قد بدأت فى التخلي عن حلفاءها التقليديين واصبحت غير مأمونة الجانب ، خاصة وهذه الممالك تخشي رياح التغيير ان تطرق ابوابها وما لديها من مشكلات كبيرة اقتصادية ،بطالة ، اقليات وفساد وهي المواد الصلبة الاولية فى انهيار اي نظام ولا ينفع معه اي مكافآت او عطايا للشعب لان المشكلة هي في النظام ذاته فى اهدار اموال هذا الشعب وتهميش فئات كثيرة والاعتماد على الغير فى تسيير امور هذه النظم مما يؤدي لانتشار البطالة والتهميش لفئات هى الاولي بالعمل داخل بلادها ان الازمات التي اطاحت بأنظمة تونس او بمصر العامل المشترك فيها كان فى وجود مثل هذه المشكلات الا ان هذه النظم اصرت على بغيها من جديد وارسلت قوات لقمع احتجاجات شعب اعزل هناك
·
فبعد الغزو الامريكي للعراق وازدياد النفوذ الايراني بالداخل العراقي ووجود القوي الكردية ايضا ومن ورائها الدعم المادي واللوجيسيتي الغربي والاسرائيلي بأمتياز اصبح العراق قاب قوسين من التقسيم على الجانب الاخر كانت السعودية تراقب عن كثب ما يجري بالعراق وتحاول ان تحد من النفوذ الايراني تارة عن طريق حلفاءها فى الغرب عن طريق دعم العقوبات الغربية على ايران وتارة بنفسها عن طريق دعم جماعات سنية بالداخل العراقي خوفا من تقسيمه وتوالت الاحداث بعدها فهناك البحرين حيث نسبة الشيعة الكبيرة بها وحكم الطائفة السنية لها والتي تمثل النموذج المصغر من السعودية حيث ان البحرين اصبح كالترمومتر للسعودية فحينما توالت التصريحات الايرانية بضم البحرين لها وبأنها الامارة الرابعة عشر الايرانية الى جانب سياسيات النظام البحريني الداعية لاهدار حقوق الشيعة بها ومحاولات زيادة اعداد السنه بها عن طريق سياسة التجنيس وقوانين تحجيم الشيعة فى المناصب داخل الدولة والذى ادي الى هياج الشارع البحريني ضد النظام المدعوم سعوديا ولان النسبة الاكبر كانت من الشيعة فأصبح الهاجس الاكبر للسعودية والبحرين من بعدها هو امتداد النفوذ الايراني لداخل بلادهم على الرغم من ان السياسات البحرينية هي التى ادت لهذه الاحتجاجات واشتعال الشارع الا ان البحرين استمر في سياساته القمعية ومن ثم جاءت الدعوة لدخول قوات خيال المآته "درع الجزيرة" لقمع الاحتجاجات ولما كثر عدد الضحايا المدنيين توالت دعوات لوقف القمع القادمة من طهران تارة ومن الضاحية الجنوبية بلبنان تارة اخري وجن جنون نظامي السعودية والبحرين واعتبروا هذا تدخلا فى الشئون الداخلية بالبحرين من الجانب اللبناني وتم طرد العديد من اللبنانيين المقيمين والعاملين بالبحرين وبدول الخليج واصبح كل ماهو شيعي هو عدوا لهم واصبح ممثلا لايران فى نفس الوقت مع ان هذا الشيعي لبناني كان او عراقي فهم عرب اولا واخيرا وليس كل شيعي يتنهج نهج ايران فى الوطن العربي فأيران تتخذ من الاقليات او الاكثريات الشيعية فى الدول العربية ذريعة للتدخل فى شئون الدول العربية وتعمل على تبني قضاياهم التى يجب على كل نظام عربي ان يهتم بها ، فالسودان ليس ببعيدا عنا فلن يسر احدا ان تقسم دولة اخري لاكثر من دويلة فلولا تمهيش الشيعة فى البحرين وسياسات النظام الظالمة لهم ما حدث هذا ولولا تهميش النظام السعودي لهم ما كانت ظهرت قوي تدعو لوجود ثورة داخل السعودية نفسها ،اندفاع السعودية نتيجة وجود اتفاقيات بمجلس التعاون الخليجي تجيز ارسال قوات درع الجزيرة فى حال وجود اى خطر يستدعي نزولها وسكوت الولايات المتحدة عن احداث البحرين هو يدخل فى اطار الحرب الباردة مع ايران ، خاصة مع وجود الاسطول الخامس بالبحرين لحماية مصالحه فأصبح اندفاع السعودية لحماية نظامها فى البحرين مسموحا واصبح السكوت عن تجاوزات هذه القوات هو السمة الاساسية للسياسة الامريكية ، فى هذه الاثناء كانت ثورة سوريا واحداث القمع على اشدها هناك وقد قرأت سابقا وثيقة للامير بندر بن سلطان والتى تنظر لفكرة الثورة فى سوريا وبالفعل حينما حدثت الثورةبسوريا وجدت ان كثيرا من الاحداث هي مطابقة لهذه الوثيقة التي تقسم الشعب لتصنيفات وفرق تعمل على وجود صراعات طائفية وفئوية تعمل على اسقاط نظام بشار الاسد هذا لقطع الطريق امام الدعم القادم من طهران الي الضاحية الجنوبية مرورا بالاراضي السورية خاصة بعد تأكد النظام السعودي من عدم جدية الاسد فى مقاطعة النظام الايراني والعمل على الحد من نفوذه فى لبنان اي يدخل فى حظيرة الاعتدال مرة اخري بعد الكثير من الوعود والاغراءات كي ينصاع النظام السوري لهم الا ان براغماتية نظام بشار واللعب على كافه الحبال ادي الي التفاف الحبال على عنق النظام واشتد الصراع هناك واصبح قاب قوسين من الرحيل وقرأنا تنديد السعودية لاعمال القمع والقتل السورية اخيرا بعد اكثر من خمس شهور حين فقدت السعودية ومن خلفها الولايات المتحدة والغرب الامل فى انصياع نظام بشار لرغباتهم فلا التنديد او الشجب الملكي اشفاقا على الشعب السوري ولا حبا له لان هذه الانظمة لا تعرف سوي مصلحتها وما يثبت عروشها فقط