الثلاثاء، 23 أغسطس 2011 - 15:07
العريش - عبد الحليم سالم
أكد اللواء صالح المصرى، مدير أمن شمال سيناء، أن المناطق الحدودية تشهد حالة من الاستقرار وأن قوات الأمن المركزى متمركزة بصورة جيدة، فيما تسود حالة من الهدوء فى العريش أيضا. وأوضح المصرى لـ"اليوم السابع" أن خبراء الطب الشرعى بصدد الكشف عن هوية الانتحارى الذى فجر نفسه فى المجندين على الحدود، مؤكدا أن نتيجة فحص الحامض النووى والتوصل لهوية مرتكب الجريمة سيقود إلى معلومات حول التنظيم المتطرف فى سيناء. فى الإطار نفسه كشف تقرير النيابة العامة بشمال سيناء بإشراف المستشار عبد الناصر التايب عدم صدق رواية الأجهزة الأمنية حول استشهاد مجند وإصابة اثنين آخرين بالأمن المركزى قرب العلامة الدولية رقم 79 بصحراء النقب على الحدود المصرية الإسرائيلية، حيث أكد الأمن تعرض المجندين لإطلاق نار من مجهولين، فيما كشفت النيابة عن أن هناك انتحاريا فجر نفسه فيهم. وكشف التقرير أن منفذ العملية على الأرجح أجنبى الجنسية ومن الجماعات المتشددة كان يحمل كمية كبيرة من المتفجرات والأحزمة الناسفة التى أدت إلى تناثر أجزاء جسده واندفاع أشلاء المجندين المصريين لمسافة كبيرة من قوة التفجير. وبحسب مصدر أمنى فإن القوات المصرية هى التى أحبطت تنفيذ عملية انتحارية داخل إسرائيل بعد أن تمكنت من منع المتسلل الأجنبى من الدخول إلى إيلات لاستهداف إسرائيليين، مضيفاً أن الهجوم الأخير الذى استهدف إسرائيل كان يتم على مراحل، فيما يبدو أن الانتحاريين أكثر من فرد كانوا ينتظرون انتهاء مراحل الهجوم الأولى وعند تجمع حرس الحدود الإسرائيلى لإغلاق نقطة الاختراق أو مطاردة العناصر المهاجمة يتم استهدافهم بواسطة الانتحاريين، وبالتالى وقوع خسائر بشرية كبيرة بسبب قوة المواد التفجيرية التى يحملونها وذلك يوم الجمعة 19 أغسطس الجارى. بداية الأحداث كانت إسرائيل تواصل مطاردة عناصر على الحدود بطائرات ومدرعات وكلاب مدربة فى الوقت الذى تمركزت قوات مصرية إضافية وكثيفة قرب النقطة رقم 79 إثر استشهاد عدد من ضباط وأفراد الشرطة برصاص إسرائيلية، وسط حالة غضب كبيرة بين جنود الأمن المركزى بمشاركة قيادات أمنية كبيرة سعت لضبط النفس. كان تركيز القوات على البحث عن أى عناصر متسللة وفى الوقت نفسه تجميع الأدلة من على الأرض وكميات الذخيرة وبعض الأسلحة التى كانت بحوزته العناصر المنفذة للهجوم الأول فى إسرائيل، وفى نفس اليوم أعلنت مصادر طبية وأمنية مصرية أن مجندا مصريا يدعى حسن إبراهيم حسن استشهد، وتم نقل جثته إلى مستشفى نخل المركزى، وأصيب آخر يدعى هشام صفوت عبد الرحمن نقل إلى مستشفى السويس برفقة المجند محمود محمد على الحدود خلال تبادل إطلاق نار مع مسلحين مجهولين على الحدود مع إسرائيل. فى الوقت نفسه ذكرت مصادر مطلعة أن تفجيرا انتحاريا وقع على الحدود المصرية وأن انتحاريا استهدف مجندين مصريين، وقتها نفى اللواء صالح المصرى، مدير أمن شمال سيناء، الواقعة من أساسها، خاصة عندما وقع تضارب حول مكان تنفيذ العملية الانتحارية جنوب معبرى رفح وكرم أبو سالم أو قرب العلامة قبالة إيلات. إلا أن ما كشفت عنه النيابة أكد وقوع التفجير، حيث انتقل فريق من النيابة العامة بإشراف المستشار عبد الناصر التايب، المحامى العام الأول لنيابات شمال سيناء إلى مستشفى العريش العام، وذلك لمعاينة "الرأس المجهولة" التى تم العثور عليها فى تفجيرات الحدود عند العلامة الدولية رقم 79 والواقعة بمنطقة النقب وسط سيناء، وأوضحت المعاينة أن الملامح الأولية تدل على أن صاحب الرأس المجهولة غير مصرى، وأن عمره يتعدى الأربعين عاما، وأنه ذو شعر طويل ولحية بما يوحى أن صاحبها ينتمى لإحدى الجماعات المتشددة، ويبدو أنه هو منفذ الهجوم الانتحارى. وقررت النيابة الاستعلام عن هوية صاحب الرأس، واتخاذ إجراءات النشر وتصوير الرأس عن طريق الأدلة الجنائية، وطلب تحليل الحامض النووى لصاحب الرأس عن طريق الطب الشرعى. مصادر مطلعة فى سيناء تشير إلى أن الانتحارى كان يستعد للتسلل عبر الحدود لتنفيذ العملية فى إسرائيل بعد مقتل عدد من زملائه خلال تنفيذ العمليات بالداخل، إلا أن تكثيف القوات المصرية حال دون ذلك، وعلى إثر التكثيف الأمنى والانتشار المصرى السريع اختبأ قرب الحدود فى منطقة جبلية تبعد قرابة 200 متر فقط، ومع استمرار تمشيط الحدود تم تكليف المجندين بتمشيط المناطق فيما تم رصد الانتحارى وهو يختبئ ويهرب من المواجهة. وفسرت المصادر الأمر بعدم رغبته فى استهداف المصريين ورغبته فى تنفيذ العملية داخل إسرائيل، إلا أنه عندما اقترب 3 مجندين منه للقبض عليه قام بتفجير نفسه وكانت تفصله عنهم مسافة لا تقل عن 10 أمتار ومن قوة الانفجار استشهد المجند حسن إبراهيم وأصيب اثنان آخران هما محمود محمد عبد الفتاح (22 سنة) بكسر مضاعف بالعضد الأيمن، وقطع بالعصب مع كسر مضاعف فى الحوض، والمجند هشام صفوت (22 سنة) مصاب بشظايا فى أجزاء من جسمه ودفعهم الانفجار إلى مسافة كبيرة. وتسبب التفجير فى تناثر أجزاء جسم الانتحارى ولم يتم العثور، إلا على الرأس شبة سليمة وبعض الأجزاء الأخرى، فيما قضى التفجير على كل معالمه.